الأماتونج : القدس العربي
بعد المجزرة الأخيرة التي نفّذتها أجهزة الأمن السودانية ضد المتظاهرين وصعود اتجاه العصيان المدني ومقاومة الحكم العسكري وصل وفد إسرائيلي إلى العاصمة السودانية الخرطوم أمس، واستقبل، كما تقول مصادر عديدة، من قبل قادة الصفّ الأول في المنظومة الحاكمة.
رغم السرّية التي تحيط بالزيارة، إلا أن التلفزيون الإسرائيلي الرسمي أوضح أن الوفد “التقى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقادة عسكريين كبارا”، ولم يصدر توضيح رسمي من السلطات السودانية. كما هو حال زيارات الوفود الإسرائيلية السابقة، فإن ما هو مؤكد أن ضباط الجيش الإسرائيلي والمخابرات لا يزورون الخرطوم لمناقشة المبادرة الأممية للحلّ، أو دعم الضغوط الدولية على المنظومة الحاكمة، أو لنصح عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو بوقف آلة القتل وقمع المحتجين، فهذه الشؤون ليست من «اختصاص» الحكومات الإسرائيلية، وذلك لأن مكان منظومة الاحتلال والاستيطان والعنصرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين هو مع منظومة الاستبداد والطغيان والعداء لشعوب المنطقة العربية وانتفاضاتها الساعية لأنظمة ديمقراطية.