صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الصحفي والناشط السياسي الأردني سليمان قنوده ل(كوكتيل)

444

شعار (الحل في البل) ادخل الجداد (الإلكتروني) القفص

حوار: يوسف دوكـة

منذ اندلاع أول شرارة للثورة السودانية بمدينة عطبرة، كانت (تغريداته) بتويتر تشعل مواقع التواصل الاجتماعي, لفت انتباه الثُّوّار لتفاعله وإعلانه الكثيف لجميع المواكب التي يقودها تجمُّع المهنيين، هذا التضامن جعله محبوباً بين (الثورجية)، مِمّا جعلهم يخطون اسمه في كثيرٍ من اللافتات التي تحمل الشعارات الثورية ويكتبون اسمه بجدران ساحة الاعتصام، هو الصحفي والناشط السِّياسي سليمان قنوده التقت به (السوداني) عبر التلفون في مقر إقامته بتركيا وحاورته فماذا قال..؟

مَن هو سليمان قنوده..؟

سليمان قنوده من مواليد الأردن ولكن أهلي بالأصل موطنهم فلسطين، ولكن في عام 1948 (النكبة) هاجر أهلي من موطنهم لحماية العرض، لأنّ العصابات الصهيونية كانت تُمارس القتل والاغتصاب والعِرض شيءٌ مُقدّسٌ ومنذ نعومة أظافري كانت نفسي تَوّاقةً للعودة الى فلسطين، وبروح المُتمرِّد اليافع أرى في الكفاح المُسلّح طريقنا نحو العودة، بعدها التحقت بحركة، وبعد سقوط بيروت غادرت إلى ألمانيا ودرست هناك، وتَمّ انتخابي رئيساً للاتحاد العام للطلبة الفلسطينيين وتَخَصُّصي في الأصل إعلام، وأسّست جمعية مارتن لوثر كينغ لحقوق الإنسان في بودابست وصحيفة الطريق الأخضر، وفي الأردن اُنتخبت رئيساً لرابطة العزازمة لفترتين، وكُنت مُرشّحاً للانتخابات البرلمانية، وتمت مُحاربتي في الانتخابات حتى لا يكون هناك صَوتٌ ثوريٌّ بالبرلمان.

قامت العديد من الثورات ولكنك لم تتفاعل معها مثل الثورة السودانية.. ما السبب..؟

الإنسان لا بُدّ أن يقف مع الخير دوماً، ولا ينصر الظالم على المظلوم وغير ذلك، وأنا (ثوري) منذ الصغر ويعود ذلك الى أن أهلي من أرض محتلة والنضال الذي أتوق إليه رأيته في شباب السودان، والشعب السوداني شعب مُعلِّمٌ لكل الشعوب العربية والأفريقية، وكان لا بُدّ أن أقف معه وأحبّه جداً، والثورات العربية جميعها كانت بدعمٍ خارجي ولها أجندة عديدة، أما السودانية كانت صناعة سُودانية خالصة، وليتني من سُكّان أسود البراري، وافتخر إنّني من أوائل العرب الذين أعلنوا تضامُنهم مع الثورة السودانية منذ انطلاقتها.

البعض يندهش للمفردة السُّودانية الخالصة في كتاباتك لتغريداتك ومنشوراتك.. من أين لك هذا..؟

يا زول دَعني أذيع لك سراً، للأسف قبل الثورة كُنت لا أعرف عن السودان شيئاً غير القليل جداً، وبعدها التفتّ للسودان وأصبحت أبحث عنه بواسطة الأصدقاء وعبر الإنترنت، وطيلة فترة الثورة يومياً أعرف معلومات جديدة عن السودان، وما أعرفه أنّ السُّودان به مُقوِّمات الدولة الغنية ولكن يحكمه (لُصُوصٌ)!!

ما هي أكثر الهتافات التي أعجبتك..؟

الطلقة ما بتقتل بقتل سكات الزول هذا الهتاف في رأيي ممكن يكون من أجمل الهتافات في العالم وبه أكثر من رسالة، وفي معنى آخر يعني أنّ الصمت جريمةٌ، وبه توحيدٌ جميلٌ بأنّ البقتل اليوم فقط، ومادام الموت قادم إن كُنت بالمنزل أو الشارع فأفضل تموت واقفاً ومُدافعاً عن حُقُوقك المُغتصبة، وألم أقل لك إنّ الشعب السوداني هو مُعلِّم الشعوب.. وكذلك يعجبني وصف المرأة السودانية بـ”الكندّاكة”، وعرفت أنّه لقب الملكات بحضارة النوبة، والمرأة السودانية أثبتت أنّها ملكة وسيدة النساء في العالم بشجاعتها.

ماذا تعرف عن فترة البشير..؟

أعرف أنّ السودان يحكمه حاكم يدعى أنه إسلامي، واندهشت بعد زيارته لبشار الأسد، وقلت في نفسي كيف لهذا الرجل يزور شخصاً قتل مليون من شعبه وكيف يصف نفسه بأنّه إسلاميٌّ؟ ومن تلك اللحظة عرفت أن البشير لن يحكم السودان طويلاً، وغير ذلك عرفت البشير من أجل الحفاظ على الكرسي ممكن يذهب الى تلابيب وليس دمشق، وإذا كان البشير يحب السودان مثل حبه للكرسي لكان السودان الآن سيد أفريقيا والعالم العربي!! ولكن الطُغاة لا يفهمون بأن الشعوب مهما طال صمتها تعرف لها حديثاً، وكما يقولون (الشوارع لا تخون)، وبعدها قال الشعب: (تسقط بس) تلك الجملة الصغيرة والمُخيفة لكل المُنتفعين!!

في رأيك ما هو الشئ المُميّز في الثورة السودانية..؟

للثورة السودانية طعمٌ ولونٌ خاصٌ، واحتفظت بشعاراتها ووعيها وصبرها وتحمُّلها قاموس الثورات العربية، وما حصل للشباب من قتلٍ وتعذيبٍ، فهي كانت تقتل البشير ونظامه في اليوم ألف مرة جعلته مُعلّقاً في السماء يحكم ولا يحكم وهي ثورة سودانية.

ما هو تَوقُّعاتك للشد والجذب الذي يحدث بين تجمُّع المهنيين والمجلس العسكري..؟

حزب المؤتمر الوطني له العديد من كروت الضغط، من ضمنها القنوات الدبلوماسية العديدة وعلاقته بدول الجوار، وهم الآن يلعبون على فُرصتين وهي الخُرُوج بحكم عسكري آخر أو ترتيب أوراق للخروج من السودان.

أما تجمُّع المهنيين يمتلك سلاحاً فتّاكاً وهو الشعب، فما بالكم أن يكون هذا السلاح هو الشعب السوداني، وهذه الثورة هي نهاية الحكم العسكري بالسودان ولن يتكرّر مرة أخرى، و(الحل في البل) كما يقول الثُّوّار والشعب السوداني كان مسجوناً لفترة 30 عاماً والآن يتنفّس الحرية، لذلك لن يتراجع ما لم تتحقّق مطالبه.

ما رأيك في السياسات التي كان ينتهجها البشير..؟

البشير ما عرفته عنه، إنّه رجلٌ انتهازيٌّ وله علاقات كثيرة، ولكن لم تكن له ثوابت ولم يرتكز على قيم أخلاقية، فهو يمتلك مُتناقضات عديدة، صديق للسعودية، وله علاقات مع تركيا وروسيا، ويزور بشّار، فهو باختصار ممكن يصلي المغرب في مكة والصبح في موسكو شيوعي ماركسي.

هل واجهتك مُضايقات عند تفاعلك مع الثورة السودانية..؟

نعم أرسل لي الجداد الإلكتروني رسائل تهديد وكثيراً من الإساءة، وهؤلاء هم المنتفعون من النظام، وما يضحك وصفوني بالكافر وكل هذا لأنّني وقفت مع الحق، وهؤلاء من ضحكوا على عقولهم باسم الدين، وعلى الجداد الإلكتروني أن يدخل قفصه لأنّ الثُّوّار قالوا كلمتهم و(الحل في البل)!!

من خلال مُتابعاتك ما هو أكثر شئ لفت انتباهك..؟

أعجبني التكافل الاجتماعي السوداني وكل ذلك من خلال الفيديوهات المُنتشرة ولا سيما (لو ما عندك شيل ولو عندك خُت) وهذا الفيديو جَعلني أتأكّد أن الشعب السوداني شعبٌ مُختلفٌ في كل شيء.

في الختام.. هل نرى سليمان قنوده بالسودان قريباً..؟

أتمنى أن تُقدّم لي دعوة من قبل تجمُّع المهنيين لزيارة السودان حتى احتفل معهم بالنصر الأكبر، ونحتفي جميعاً بسودانٍ جديدٍ ليس به (كيزان)، وبإذن الله تعالى سوف أحضر الى السودان وأتجوّل بكل ولاياته، ولا بُدّ أن أزور القيادة العامة فهي في رأيي أصبحت مكاناً مُقدّساً يحج به كل شخص ثائر ويعشق الحرية والسودان، في الأيام القادمة سوف يتحوّل الى سودان آخر قبلةً للسياح، وعندما أزور السودان سوف أترك موبايلي جانباً، وأترك كل شيء يشغلني.. جهِّزوا لي خيمة من الآن حتى (أصُبّها) معكم فترة من الزمان.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد