عائشة موسى: المؤسسات العقابية والإصلاحية محافل للتهذيب والتدريب
الخرطوم : الاماتونج
أكدت الأستاذة عائشة موسى عضو مجلس السيادة الإنتقالي حرص الدولة وإهتمامها بتطوير وتأهيل المؤسسات العقابية والإصلاحية.
وأوضحت في كلمتها اليوم بمناسبة اليوم العالمي للنزيل أن السجون ليست مكاناَ للتعذيب بقدر ماهي محافل للتهذيب والتدريب والتأمل في مسيرة الحياة َ من أجل السمو بها للأفضل.
وأبانت عضو مجلس السيادة الإنتقالي أن الدولة تبذل جهودا مقدرة لتطوير المؤسسات العقابية والإصلاحية والإرتقاء بواقعها لمواكبة التقدم الذي تحقق على مستوى العالم في هذا المجال سواء على مستوى المفاهيم المتعلقة بالسياسات العقابية والإصلاحية وأهدافها أو على مستوى البنى الهيكلية للمؤسسات المعنية فضلاً عن رعاية السجناء والعمل من أجل إعادة إصلاح وبناء شخصية النزيل ومساعدته على التكيف مع المجتمع بعد الإفراج عنه والعمل على إزالة النتائج السلبية التي تقع على أسرته بإعتبارهم ضحايا لخطئه .
وأكدت ان كل هذه الجهود الإنسانية تصب في مصلحة المجتمع خاصة وأن النزيل أحيانا يكون عائلاَ لأسرة ويمثل أهمية كبيرة بالنسبة لأفرادها ويشكل العمود الفقري لها والمصدر الرئيسي لسد إحتياجاتها المادية والمعنوية لذلك فإن تعرض هذا العائل للسجن يسبب هاجساَ مخيفاَ ليس فقط لأفراد أسرته وإنما المجتمع ككل لأنها تعاني بفقدانه عددا من المشكلات
الإجتماعية والنفسية والإقتصادية التي قد تؤدي إلى إنهيار هذه الأسرة.
فيما يلي نص الكلمة:
سم الله والصلاة والسلام على سيدى رسول الله ..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فى هذا اليوم والذى نحسبه يوما عظيما على الاقل بالنسبة لى لإحساسى الشديد بمن هم معنيون به انه يوم النزيل ،يوم النزلاء فى كل سجون العالم واننى احيي بناتى وابنائى واخوتى فى عامة سجون السودان اسمحوا لى وان فشلت فى عتقكم جميعا من السجن لاسباب تعرفونها ان احييكم فى هذا اليوم العالمى للنزيل لا أحب ان ناديكم سجناء فانتم مجرد ضيوف فى هذه الاماكن تقضون وقتا اتمنى من الله ان يكون وقتا مثمرا وان تستفيدوا منه .
فالسجون هى ليست مكان للتعذيب بقدر ما هى محافل للتدريب والتهذيب والتأمل فى حياتنا من أجل أن نسمو بها للافضل .
أرجو أن ننجح فى هذه الحكومة وأن نرتقى بالسجن الى مرحلة نجعلها منتجعا للاسترخاء والإستراحة من مشاكل الحياة التى تدفعنا الى إرتكاب الجرائم والوقوع فى الخطأ .
إننا جميعا مذنبون فى أنكم الآن فى السجون وأن كان المجتمع قد قدم لكم كل ما تحتاجونه لما اتيتم لهذه السجون ولما اضطررتم لهذا الاجراء.
وفى إطار سعينا لدعم الجهود المبولة فى تطوير المؤسسات العقابية والاصلاحية بالدولة والارتقاء بواقعها لمواكبة التقدم الذى تحقق على مستوى العالم فى هذا المجال وعلى مستوى المفاهيم المتعلقة بالسياسات العقابية او الاصلاحية واهدافها او على مستوى البنى الهيكلية للمؤسسات المعنية ، اود ان اشير الى ان الرعاية اللاحقة للسجناء والعمل من اجل إعادة اصلاح وبناء شخصية النزيل ومساعدته على التكيف مع المجتمع بعد الافراج عنه والعمل على ازالة النتائج السلبية التى تقع على افراد اسرته باعتبارهم ضحاية لخطئهم هى جهود انسانية تصب فى مصلحة المجتمع وانه احيانا يكون عائلا لاسرة يمثل اهمية كبيرة بالنسبة لافرادها ويشكل العمود الفقرى لها وفى معظم الاحيان يكون هو المصدر الرئيس لسد احتياجاتها المالية والمعنوية وان تعرض هذا العائل للسجن يشكل هاجسا مخيفا ليس فقط لافراد اسرته بل للمجتمع عامة لانها تعانى بفقدانه عددا من المشكلات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية التى قد تودى الى انهيار هذه الاسرة .
اذكركم اننا دوما ندعو لكم ان يفك الله اسركم وان يهديكم الى طرق النجاح والانتاج وان نغنى معكم ذات يوم جميل عندما تخلو السجون من كل من فيها مع مبدعنا العظيم رحمة الله عليه محمد وردى حينما قال اصبح الصبح ولا السجن ولا السجان باق .
وفى الواقع ان سجاننا جميعا الذى سجننا لمدة ثلاثين عاما قد ذهب ولتذهب معه السجون ان اردتم ان تفعلوا هذا.
لكم التحية من ام يهمها امر ابنائها وبناتها وتسعى بكل ما اوتيت من قوة لدعمهم واصلاحهم وتقديمهم كنموذج يحتذى لهذه البلد وهذه الثورة العظيمة التى اود ان تنعموا بنعمائها معنا عندما تخرجوا من هذه السجون .
وفقنا لله واياكم الى الطريق الصحيح واتمنى ان تقضوا هذا اليوم احتفاء بانفسكم كشباب نفتخر بهم ونتمنى من الله ان يخرجوا بالخير والعافية حتى ينعموا معنا بالشمس المشرقة فى سودان جديد .