صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

عضو المجلس السيادي د.عبدالباقي عبدالقادر: العنف مرفوض والبمبان يقتل المتظاهرين “حوار”

9

 

الخرطوم : الأماتونج

عضو المجلس السيادي  د.عبدالباقي عبدالقادر لـ(الجريدة):

* العنف مرفوض والبمبان يقتل المتظاهر والمرضى !!

* نعم الاختيار للمجلس السيادي تم وفقاً للمحاصصة القبلية!!

* عدلت عن استقالتي لهذه الاسباب والتقيت البرهان وحميدتي!!

* لسنا ضعفاء أمام العسكر وإن دخلنا القصر ….!!

* لم أنتم للمؤتمر الوطني ولا علاقة لكرتي بعودتي!!

في اطار بحثها وتقصيها عن الاحداث والمواقف رأت (الجريدة) أن تلتقي عضو المجلس السيادي د.عبدالباقي عبدالقادر الذي كان قد دفع باستقالته مستنكراً العنف والقمع الفظ والعار الذي تواجه به السلطة المتظاهرين السلميين الذين يطالبون باسقاط الانقلاب والدولة المدنية الكاملة ..عبدالقادر تراجع عن استقالة فجلست (الجريدة) معه لتعرف ماذا استجد خاصة وأن الشهداء ما زالوا يرتقون الى السماء والعنف يخلف مزيد من الجرحى وسط المتظاهرين.

حوار: أشرف عبدالعزيز

*كنت نشطاً ضد النظام البائد ورصدت لك (بوستات) تنتقده فيها بشدة؟

– هذا صحيح وأنا مثلي مثل أي سوداني كان موقفي واضحاً من السياسات التي كانت تمارس من قبل النظام البائد وخطلها الواضح في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وبالتالي طبيعي أنتقد ذاك الواقع الذي كان وأشارك أنا وأولادي في الحراك الذي إنتظم ضده ، منذ بداياته وحتى الاعتصام أمام القيادي العامة.

*عرف عنك توجهك الاسلامي منذ وقت مبكر؟

– أنا محايد مستقل لا علاقة لي بأي تنظيم سياسي سواء كان إسلامياً أو غيره ، فقط أصلي وأصوم وأقوم بأداء فروض التعبد الشعائري مثلي ومثل إي سوداني .

*لم تتقلد أي منصب في الإنقاذ؟

– نعم لم أشارك في الانقاذ وأنا مستقل محايد ويشهد بذلك زملائي في الثانوي والجامعة أنه ليست لدي أي ميول سياسية.

*وأنت رجل تتكئ على كل هذه السيرة العطرة لماذا حدث لك انقلاباً وقبلت التعاون مع الانقلابيين بالمشاركة في المجلس السيادي؟

– أنا مشغول بالأكاديميات والعيادة بحكم أنني طبيب أسنان ، ومواقفي دائماً هي التصريح علناً في أي قضية إحقاقاً للحق وليس سواه ، وكثيراً ما كنت أنتقد حكومة الثورة في أداءها الذي كنت أنا وآخرين نراه دون طموح الثوار ولم يحقق مطلوبات الثورة سواء في مشروعات التنمية أو العدل للأسف الشديد الاداء كان دون المستوى المطلوب.

*الحكومة التي تقصدها كانت حكومة شراكة وليست حكومة المدنيين وحدهم؟

– الوزراء غالبهم أو جلهم من المدنيين عدا الدفاع والداخلية ، ومنهم من سمح بوضع مناهج ضد طبائعنا وعقيدتنا ، وبتقييم لا يختلف عليه الناس لم يحققوا تقدماً في الصحة أو التعليم أو تحسين أوضاع المواطن المعيشية ، والشكوى من فشل الحكومة كانت هي لسان حال المواطنين في صفوف العيش بالمخابز وفي مناسباتهم الاجتماعية.

*لذلك أيدت الانقلاب؟

– أنا طبيب أسنان وفي تقديري إن كان من الممكن بتر جزء من أجل حل كلي فهذا ممكناً ، الانقلاب ليس محبوباً ، وسميه انقلاباً أو مساراً تصحيحاً ، لكنك لا تستطيع أن تنفي حجم الصراع والسجالات بين الوزراء أنفسهم ، وكيف كانت هذه الخلافات والصراعات سائدة بين مكونات الحكومة التنفيذية مع الاغفال الكامل لاحتياجات المواطن.

*الانقلابيون اعتقلوا رئيس مجلس الوزراء وطاقمه الوزاري والقيادات السياسية ومن ثم بدأوا حملة القمع ضد المتظاهرين وأنت تؤيدهم ولا ترى في ذلك مشكلة؟

– أنا ضد العنف ، وأختلف معهم في طريقة المعالجة وأرى في التشدد أنه غير مطلوب وأن الحوار هو الأفضل لحل الأزمات السياسية.

*بالرغم من كل ذلك وافقت أن تكون عضو بالسيادي وفقاً للمحاصصة القبلية؟

– كل اهل السودان باتوا يطالبون بحقوقهم ومنها تمثيلهم في الحكومة ..أهل الشرق يطالبون وكذلك دارفور وكردفان والوسط ، وفي تقديري طريقة الاختيار ذكية بأن يمثل كل السودان في المجلس وأن لاتكون المحاصصة سياسية خاضعة للأجندات وإنما نابعة من المجتمع .

*المجتمع أم القبائل ..أحكي لنا كيف تم اختيارك؟

– أنا من قبيلة البطاحين إتصل بي 2 من أقربائي وقالوا لي أنت ضمن 15 مرشحاً لتمثيل الخرطوم في المجلس السيادي وطلبت منهم التفكير والتشاور وعندما وافقت طلبوا مني سيرة ذاتية وبعد مدة قالوا لي أنت المرشح الأول وتم اختيارك.

*اختيارك تم من البرهان؟

– المشايخ والعمد من البطاحين والجموعية اتفقوا على ترشيحي.

*التقيت بعد ذلك بالبرهان كقائد جيش أم رئيس مجلس سيادي؟

– لم ألتق أي مسؤول.

*هل تعيينك دستوري؟

– نعم.

*لم يتم وفقاً للوثيقة الدستورية؟

– تم تعديلها.

*عدلت بالانقلاب؟

– الظروف التي كانت تمر بها البلاد تستدعي تصحيح المسار وفعل شيء على أرض الواقع.

*إذا أنت دخلت القصر بأمر الجيش؟

– ضمن الاجراءات التي اتخذت لتصحيح المسار كان لا بد من تمثيل جديد للمدنيين في السيادي.

*هذا يضعف موقفكم أمام نظرائكم من العسكر بالسيادي؟

– هذا غير صحيح نقف على مسافة واحدة ونختلف في كثير من القضايا ونحترم ذلك.

*البرهان كان من المفترض أن يسلم المجلس السيادي للمدنيين وقطع الطريق أمام ذلك بالانقلاب؟

– اتفاق جوبا صفر العداد .

*ممارسة الانقلابيين كانت واضحة خصوصاً قمع المتظاهرين لكنكم آثرتم الصمت؟

– ليس صحيحاً منذ البداية اعترضنا على ذلك ولم يعجبنا العنف الذي تواجه به التظاهرات ، في كل اجتماع كنا نسجل اعتراضنا .

*من أنتم ؟

– المدنيون شركاء السلام.

*ماذا عن المكون العسكري؟

– يضحك ولم يجب ..ويواصل العنف غير مقبول وأنا تقدمت باستقالتي بسبب الطريقة التي تم تعامل بها مع المتظاهرين ، واقتحام القنوات الفضائية والمستشفيات وغيرها من الممارسات غير المبررة.

*الاستقالة قدمتها لمن ؟

– قدمت الاستقالة عبر ثلاثة مراحل:

المرحلة الاولى كتبت بوستاً على صفحتي بالفيسبوك بأني اعتزم تقديم استقالتي ، أما المرحلة الثانية تسربت الاستقالة دون قصد إلى الاعلام ، اما في المرحلة الثالثة طبعت ذات النص المسرب ووقعت عليه وختمته وسلمته لرئيس المجلس السيادي الفريق اول عبدالفتاح البرهان.

*هل بت في أمر الاستقالة؟

– صادف أن اليوم خميس وتلته الجمعة والسبت اجازة ، المهم بعدها التقيت البرهان وكان معه حميدتي الذي استأذنني بحضور الاجتماع لأن البرهان طلب منه ذلك ووافقت وقال رئيس السيادي إنه سيحيل الاستقالة الى المجلس.

*استجبت وعدت ؟

– خرجت واجتمعت مع طاقم مكتبي وقلت لهم في أي لحظة قد يتم تسريحي ، وحتى لا أنسى الاستقالة مشروطة.

*يعني كنت ناوي الرجعة؟

– اتصل بي وجهاء واعيان من الخرطوم وكذلك عمد ومشايخ قبيلتي البطاحين والجموعية ومعهم نظار قبائل اخرى وطلبوا من المواصلة لأن ذلك أفيد والتغيير يمكن أن يتم من الداخل.

*ماذا عن تدخل علي كرتي؟

– لم يتصل بي أي أحد من قيادات النظام البائد ولا صلة تجمعني بهم ، حتى عندما دخلت القصر وبعد اول اجتماع اخطرني احدهم بأن فحصي الامني أشار الى شخص ميت لتطابق الاسماء.

*المهم رجعت؟

– تحت الضغوط المكثفة لزعماء القبائل والمكونات المجتمعية بالخرطوم خاصة وأنا كنت قد بدأت مشروعات تنموية في منطقتي في وقت سابق ، كذلك ما زالت تراودني فكرة الاصلاح من الداخل.

*أصبحت بعد العودة مسؤولاً عن اللجنة الأمنية؟

– هذا غير صحيح وبحكم تمثيلنا يسمح لنا بتوجيه الاسئلة لكل اللجان بما في ذلك الامنية وبالفعل كان احتجاجي لها الطريقة التي تم التعامل بها مع المتظاهرين والاطباء والمرضى في المستشفيات ونجحت في ان اجمع بين الاطباء واللجنة التي وعدت بعدم تكرار هذه التصرفات وقد كان.

*انتهى اقتحام المستشفيات فلماذا احتج الاطباء؟

– الاحتجاج رد فعل على ما حدث سابقاً.

*لكن اطلاق النار وقنابل الغاز مستمر على المتظاهرين؟

-من المفترض ان يتم تفريق المتظاهرين بالماء، العنف مرفوض والبمبان قادر على قتل المتظاهرين والمرضى في المستشفيات والبيوت ويمكن أن يكون ذلك عبر الاصابات المباشرة او الاختناق ونرفض مطاردة المتظاهرين في الازقة وضربهم بالسياط دون أحكام.

*إذا ما دام أنهم عزل لماذا الخوف؟

– ليست كل التظاهرات سلمية وبعضها يجنح للعنف وقد تم تكسير وتخريب في الجهة الجنوبية من القصر.

*المتظاهرون سلميون؟

– نرجو أن يتحلى الجميع بالسلمية وهناك تحسن في اداء المكون العسكري.

*وعود بتحسين المعيشة بعد الانقلاب ولكنها لم تنفذ؟

– الازمات ليست وليدة اليوم ، ولو شكلت الحكومة بعد اتفاق البرهان وحمدوك كان تقدمنا الى الامام.

*الحل في نظر كثيرين ذهاب البرهان وحميدتي؟

– إذا كانت الازمة ازمة اشخاص لا يمانعون ولكن الازمة سياسية كما اشار حمدوك في استقالته.

الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد