صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مصير حزب المؤتمر الوطني بين الحل والمشاركة في حوار المجلس العسكري

94


رصد /الأماتونج

تزايدت حدة المطالب بحل حزب المؤتمر الوطني ومصادرة أملاكه للصالح
العام عقب عزل وزير الدفاع السابق الفريق ركن عوض ابن عوف لرئيس
الجمهورية السابق المشير عمر البشير وعلى الرغم من أن رئيس الجمهورية
المعزول قد اعلن في 22 فبراير الماضي تخليه عن رئاسة الحزب وتفويض مساعده
ونائبه أحمد هارون رئيس للحزب الا ان البشير لم يقدم على تقديم استقالته
من الحزب على الرغم من التزامه بالوقوف على مسافة واحدة من جميع القوى
السياسية في الحكومة والمعارضة، وبناء على ذلك بدأ قيادات الوطني يؤكدون
أن حزبهم لم يعد حزبا حاكما وإنما حزب أغلبية، وكان القيادي بالوطني د
قطبي المهدي قد برر عدم تقديم البشير استقالته من الوطني حتى لايفقد
شرعيته باعتبار ان الحزب هو الذي أتى به للسلطة .

الخرطوم : سعاد الخضر – الجريدة

نبوءات البشير :
ويبدو أن نبوءات رئيس الجمهورية المعزول قد كادت أن تتحقق حيث أن مصير
الوطني اقترب من مصير الحزب الاشتراكي فعليا فرئيس الحكومة الانتقالية
التي أعقبت انتفاضة أبريل 1985م أصدر في بيانه الثاني قرارات من ضمنها حل
الاتحاد الاشتراكي بجميع تنظيماته وروافده .

شهود عيان :
وروى شهود عيان مقر المركز العام للحزب وقد أحاطت به قوة من الجيش منذ
اذاعة بيان عزل الرئيس ، فضلا عن اقتحام قوة من أفراد القوات المسلحة دار
الوطني بمحلية بحري وتحطيم لافتته وقاموا بفتحه بالقوة ويرى مراقبون أن
تلك الاجراءات مقدمة لاصدار قرارات حاسمة بحل الوطني ومصادرة دوره
وأملاكه للصالح العام ومايعضد ذلك الطلب الذي تقدمت به المعارضة لرئيس
المجلس العسكري الفريق ركن ابراهيم البرهان بحسب تصريحات رئيس المؤتمر
السوداني عمر الدقير التي قال فيها (تحدثنا عن حزب المؤتمر الوطني
وأبلغنا رئيس المجلس العسكري باستعادة جميع دور الحزب للشعب السوداني.
الا إن تصريحات رئيس اللجنة السياسية للمجلس العسكري الفريق ركن عمر زين
العابدين والتي أكد فيها عزمهم دعوة كل القوى السياسية للحوار عدا
المؤتمر الوطني تؤكد ان المجلس غير راغب في استمرار الوطني في المشهد
السياسي وأردف زين العابدين (لن نقوم باقصاء أي حزب في المرحلة القادمة).

ظهور مفاجيء
وأربك ظهور الأمين السياسي للمؤتمر الوطني في حوار المجلس العسكري بقاعة
الصداقة أمس حسابات المراهنين على حل الوطني
لكن بالمقابل فان ظهور باسان يؤكد أن المجلس العسكري ماض في تنفيذ
التزامه بعدم الاقصاء.

مخاوف الزوال :
وكان رئيس الجمهورية المعزول قد وجه في أغسطس من العام 2015م إنتقادات
غير مسبوقة لمؤسسات حزبه، ووسمها بالضعف، وبأنها مغيبة عن القضايا
الرئيسية في الساحة، وأبدى خشيته من زوال حزب المؤتمر الوطني حال ذهاب
الحكومة الحالية.
واتسمت لهجة البشير بالصراحة والوضوح غير المعهود علنا، حيال الأوضاع
التنظيمية، واعترف بضعف المنظومة الحزبية خارج العاصمة الخرطوم.
وقال البشير (أخشى أن يصبح مصير المؤتمر الوطني كالاتحاد الاشتراكي الذي
أصبح حزب حكومة وليس حزبا جماهيريا وزال بزوال الحكومة).

رفض العزل :
وفي السياق رفض القيادي بحركة الاصلاح الآن أسامة توفيق الاستجابة لتلك
المطالب واستبعد اقدام المجلس العسكري على تلك الخطوة وقال توفيق للجريدة
العزل السياسي مرفوض .

تفكيك الدولة العميقة :
وأكد المحلل السياسي محمد أحمد شقيلة ضرورة حل الوطني وقال للجريدة
(هنالك ضرورة لحل الوطني لعدد من من الأسباب الموضوعية يأتي في مقدمتها
أن الشعب عندما ثار قد كان ضده وضد نظام حكمه ورأى شقيلة أن حل الوطني
يدخل في اطار تفكيك مؤسسات الدولة العميقة للنظام الحاكم الذي وصفه
بالبائد ولفت الى أن عدم حل الوطني يمثل خطرا كبيرا على الثورة لجهة أنه
سيقوم بالثورة المضادة وذهب شقيلة الى .أكثر من ذلك مطالبا بتطبيق العزل
السياسي على عدد من عناصر النظام الذين لن تتم إدانتهم جنائيا وذلك لفترة
لا تتجاوز الفترة الانتقالية حال كانت أربعة سنوات فأكثر واستدرك قائلا
(لكن لايجب اقصاء التيار الاسلامي من المشهد السياسي أو حظر منظومة
الاسلام السياسي في السودان من ممارسة نشاطاتها في اطار القانون) .

حظوظ الشعب :
وكان رئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكري الفريق عمر زين العابدين نفى
وجود أي اتجاه لاقصاء المؤتمر الوطني من المشهد السياسي وقال زين
العابدين في أول مؤتمر صحفي له ردا على سؤال حول مصير الوطني (كل الشعب
عنده حظ لن نقصي أحد مادام يمارس ممارسة راشدة لن نحظره واذا لم نتسامى
على هذه المسائل سنرجع للمربع الأول، وأضاف ماعايزين أي سوداني يتمرد أو
يكون عنده غل، واذا جاء الوطني أو جاء بأي اسم آخر واي كيان حتى لو كان
في رحم الغيب نرحب به .

الوطني يستبعد :
من جهته استبعد القيادي بالمؤتمر الوطني عبد السخي عباس وجود اي اتجاه من
المجلس العسكري لحل الحزب، ونفى علمه بتقدم الثوار بحل الوطني ضمن
المطالب التي دفعوا بها للمجلس
وقال السخي للجريدة لم نسمع بأن حل الوطني من مطالب الثوار، وأعلن رفضه
حل الوطني وأردف (نحن حزب مسجل وفق القانون، ومنظمة مجتمع مدني و الافراد
هم اللذين يبنون دورها من أموالهم) وحذر من مغبة الاقدام على تلك الخطوة
باعتبار أنها مخالفة لكل الأعراف،
وفي تعليقه على مطالب المعارضة حل الحزب وجه خطابه للحزب الشيوعي قائلا
عندما كنا نحن الشموليين حاكمين كان لديكم دار وصحيفة، وردا على مطالبة
رئيس المؤتمر السوداني رئيس المجلس العسكري بمصادرة دور الوطني لصالح
الشعب قال (لأنهم يعلمون اذا الوطني موجود بقياداته هم مهزومين لا محالة،
وانتقد تلك المطالب ووصف خطاب المعارضة بغير الديمقراطي، ولفت الى ان
الثورة جاءت لتلبية الطموحات ولم يكن هدفها دور الوطني وأضاف ماقاموا به
يوضح الى أى مدى تخشى المعارضة من الوطني.

طلب الحماية :
وبرر السخي وجود القوات المسلحة داخل مقار الوطني لجهة ان الوطني طالب
بحماية دوره عقب التهديدات التي قام بها عدد من الناشطين في مواقع
التواصل الاجتماعي في الفيس بوك ومجموعات الواتساب ولفت الى ان الوطني في
بيانه الأخير طالب المجلس العسكري بحماية دوره عقب تلقيه أمس تهديدات
باقتحامه واستجاب لذلك وقام بتخصيص قوات لتأمين دورالحزب بالمركز
والولايات .

علامات استفهام :
ويشكل تراجع القوى السياسية المعارضة عن موقفها وسماحها للمؤتمر الوطني
بالمشاركة في الحوار الذي دعا اليه المجلس العسكري والتي ظهر بموجبها أمس
بقاعة الصداقة الأمين السياسي للمؤتمر الوطني عمر باسان مشاركا في
فعاليات الحوار، يشكل علامة استفهام كبيرة؟ ويدل على أن المجلس العسكري
لن يقدم على خطوة حل الوطني اذا رضيت به
القوى السياسية
وحول مشاركة الوطني في حوار المجلس العسكري أوضح السخي ان اللجنة لم تقدم
دعوة للوطني لكنها طالبت كل القوى السياسية الراغبة في الإنضمام للحوار
بابتعاث مندوبين لتمثيلها، وأردف عبد السخي قائلا: (لم تتم دعوتنا لكن
عندما ذهب مندوب الوطني لم يتم منعه من المشاركة).
وكان رئيس المجلس العسكري الجديد الفريق ركن عبد الفتاح البرهان، تعهد
بتفكيك كل الواجهات الرسمية والحكومية التي كانت تقوم على المحسوبية
والمحاصصة الحزبية، فأي مؤسسات كان يقصد البرهان؟.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد