آثار كارثية على الاقتصاد السوداني بعد وقف صادر الماشية إلى السعودية

حدد خبراء اقتصاديين آثار وصفوها بالكارثية على الاقتصاد السوداني لقرار سعودي قضى بوقف صادر الماشية السودانية، وتوقعوا أن تشمل أيضا خسائر فادحة للمصدرين، ومزيد من تراجع العملة السودانية، ووجهوا تحذيرات للحكومة من التراخي فى مواجهة القرار. وبحسب تقارير اخبارية فأن المملكة العربية السعودية قررت فرض حظر مؤقت على صادر المواشي من السودان، ومنع دخول الإرساليات التى سبق أن صدر لها إذن استيراد من السودان،وقالت وزارة البيئة السعودية فى منشور لها أن قرار التعليق جاء بعد ظهور إصابات بمرض حمى الوادي المتصدع بالسودان. وبمجرد الإعلان عن القرار سرت مخاوف سودانية من تأثيرات سالبة للقرار على الاقتصاد السوداني مع استمرار أزماته الموروثة من العهد المباد، وارتفاع معدل التضخم ، وغلاء السلع والخدمات ، مع تراجع قيمة الجنيه السوداني بصورة شبه يومية أمام العملات الأخرى،
وينذر القرار ربما بتداعيات سلبية على الاقتصاد السوداني ، اذ يمثل السوق السعودي أهمية وتأثيرا كبيرا على السودان، حيث يستوعب ما لايقل عن (٧٠٪) من صادرات الماشية السودانية بحسب د. محمد الناير الخبير الاقتصادي ، الذي أكد أيضا ان السوق يمثل سوقا رئيسيا لصادرات الماشية السودانية ، وتتراوح عائدات الثروة الحيوانية ككل مابين (٧٥٠) الى (٩٠٠) مليون دولار فى العام، مشيراً الى أن عائدات الصادرات توجه عامة لاستيراد السلع الأساسية.
وقطع الخبير الاقتصادي ورئيس اللجنة الاقتصادية بحماية المستهلك د. حسين القوني أن منع صادرات اللحوم الحية للسعودية له تأثير على عائدات السودان من النقد الاجنبى من عائدات صادر اللحوم بحجم الصادرات ، كما يتكبد تجار الماشية أو المصديرين خسائر وتأثيرات على الدخل والأرباح وتشمل الخسائر تكاليف الترحيل للميناء والتغذية خلال فترة الترحيل وخلاف ذلك، من جراء منع البيع.
في الأثناء جزم الخبير محمد الناير بأن استمرار القرار لفترة طويلة سيحمل ضرر كبير جداً للاقتصاد السوداني باعتبار ان عائدات صادر الماشية هى الأعلى حاليا من حيث عائدات الصادرات السودانية في وقت توقع ان تكون عائدات صادر هذا العام اعلى من الذهب الذي يتعرض لعمليات تهريب مستمرة حسب وصفه حيث يتم تصدير تصدير القليل منه.
الجدير بالذكر ان عبدالله بريك أحد وكلاء تصدير المواشي بميناء سواكن أشار الى ان القرار تسبب في إيقاف شحن نحو (32) ألف رأس من المواشي كانت معدة في سواكن للشحن أمس كما تسبب في حجز أكثر من (60) ألف رأس وصلت ميناء جدة الإسلامي بغرض الفحص، وأضاف الناير ان استمرار القرار من شأنه ان يودي الى انخفاض اسعار اللحوم داخليا وأثار كارثية تتمثل في مزيد من تراجع قيمة العملة الوطنية أمام العملات الأخرى ، وتفاوتت اسعار اللحوم للكيلو حتى نهار نهار اليوم مابين (٤٠٠،٣٠٠٢٨٠،٢٦٠) جنيها ، بحسب رصد (الانتباهة أون لاين) مع ترقب بعض التجار أن تبدأ عمليات تراجع الأسعار منذ الليلة.
وقال الخبير الاقتصادي الناير في حديثه لـ (الانتباهة أون لاين) انه يحذر الحكومة من التراخي في مواجهة القرار التي يفترض أن تبذل جهدا كبيرا بواسطة فرق متخصصة للتواصل مع المنظمات العالمية التى تعطي شهادة ان السودان يعتبر خالي من هذه الأمراض أو ان الفئة محصورة في منطقة ضيقة ليس لها اثر على كل الماشية السودانية.
وتوقعت اللجنة الاقتصادية بحماية المستهلك أن يؤدي إيقاف تصدير الماشية لانخفاض نسبي مؤقت في أسعار اللحوم بمناطق الإنتاج بحسب الكمية، في ذات الوقت الذي رهنت فيه زيادة الدولار من عدمها على سياسة البنك المركزي في وقت وطالبت وزارة الصحة بلعب دور في حماية المواطنين من استهلاك لحوم صادر به عيوب ضارة بصحةً الإنسان. وقال رئيس اللجنة الاقتصادية بالجمعية حسين القوني: (إذا سمح البنك لمواطنين أن يستوردوا من مواردهم الخاصة سيؤدي الأمر لارتفاع الدولار). وتوقع أن يواجه الاقتصاد السوداني أزمة جراء القرار، لكنه أرجع الأمر لقدرة الحكومة على استخدام موارد من مصادر خارجية منها القروض والتسهيلات المصرفية والصادرات الأخرى من غير الثروة الحيوانية، لافتاً أن هذا العام موعود بزيادة كبيرة في الإنتاج الزراعي قد تعوض جزء من فاقد عائدات الثروة الحيوانية.

صحيفة الانتباهة