صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

خبير سوداني يحذر: شراء «العسكري» للوقت سينتهي بـ «الانهيار»

16

 

 

 

 

 

حذر خبير سوداني، من تداعيات محاولة القوة الحاكمة في الخرطوم “شراء الوقت” من دون حل الأزمة الراهنة، داعيًا إلى “معالجة حالة فقدان الثقة بين النخب والقواعد الشعبية”.

جاء ذلك في ندوة سياسية بعنوان “التنمية السياسية والاجتماعية في السودان ما بعد ثورة ديسمبر (كانون أول 2018)”، نظمها تجمع السودانيين، في “وقف الأنصار” بمدينة إسطنبول التركية، بحضور عدد من أبناء الجالية السودانية.

وقال الوليد آدم مادبو، خبير بمجال الحوكمة والتطوير المؤسسي ومستشار في شؤون التنمية العالمية، إن “السودان يواجه اليوم مخاطر كبيرة، فانقسام الجنوب (عام 2011) وحرب الإبادة الجماعية بإقليم دارفور (غرب) وجبال النوبة (وسط) فتحتا الباب على مصراعيه”.

وأضاف: “ما يحدث الآن هي محاولات سياسية وأمنية للحفاظ على ما تبقى من البلاد”.

وتابع: “يجب تطوير الجانب التنموي للمساهمة بإيجاد الحل، عبر إنشاء منصة سياسية تنموية”.

ويتولى المجلس العسكري الانتقالي الحكم في الخرطوم منذ أن عزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل الماضي، عمر البشير من الرئاسة (1989: 2019)، تحت وطأة احتجاجات شعبية منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية.

وحذر مادبو من أن “القوة الحاكمة في السودان اليوم تبذل الجهد في محاولة لشراء الوقت من خلال الاتفاقيات الثنائية والانقلابات الهلامية، وغيرها، ممّا قد يقود إلى المزيد من تردي الأحوال وينذر بالانهيار”.

ويجري المجلس العسكري، الأحد، مفاوضات مباشرة مع قوى “إعلان الحرية والتغيير”، قائدة الحراك الشعبي، بشأن وثيقة دستورية خاصة بتقاسم السلطة خلال مرحلة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات.

وأعرب المجلس مرارًا اعتزامه تسليم السلطة إلى المدنيين، لكن لدى مكونات في قوى التغيير مخاوف من احتمال احتفاظ الجيش بالسلطة، كما حدث في دول عربية أخرى.

ودعا مادبو السودانيين إلى “استجماع طاقاتهم والاستثمار في مواردهم الروحية الغنية والمادية المتدفقة”.

واعتبر أن هذا “لن يتحقق إلا باتخاذ تدابير مؤسسية وتربوية تسهل الانتقال من العلمانية الوجودية إلى العلمانية المؤسسية”.

وتابع: “السودان بحاجة ماسة لمنصة فكرية أكاديمية تعمل على تحليل حالة الإنغلاق، ورسم سياسات عملية للخروج من حالة الاضطراب والانفلات الراهنة”.

وأردف: “يجب العمل على تسيير الخطط التنموية واستعادة الهوية الوطنية المضيعة، مع ضرورة التخطيط التربوي والتعليمي والثقافي والإعلامي، لاستعادة هوية السودان المتجانسة وروابطه الاجتماعية”.

وشدد مادبو على “ضرورة التحلي بالقيم التبادلية والتواصلية، لضمان المشاركة العريضة دونما تحزب ولا هيمنة، مع أهمية إعلاء مكانة العلماء وترجيح الكفاءات بين السودانيين”.

وطرح تحديات أمام الإصلاح، من أهمها: “ضعف التطورات لملئ الفراغ السياسي، وصعوبة التنسيق بين كافة الجماعات السياسية والمدنية، وانعدام الرؤى المستقبلية للتعامل بموضوعية مع التفاوت الاقتصادي والاحتقان السياسي والاجتماعي”.

وتحدث مادبو عن حلول لتلك المشكلات، منها: “معالجة حالة فقدان الثقة بين النخب والقواعد الشعبية، والاستعداد لمواجهة القوى الطائفية والنخب المركزية”.

الراكوبة نيوز

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد