صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

صحيفة بريطانية: السودان يتجه نحو الفظائع مرة أخرى وعلى لندن التدخل

8

الاماتونج ـ وكالات

تقول الكاتبة كيت فيرغسون إن زعزعة استقرار السودان قد تفتح الباب للإرهابيين، وتشير إلى أن البلاد تتجه نحو الفظائع مرة أخرى، وأنه يتوجب على بريطانيا التدخل.

وفي مقالها بصحيفة ذي غارديان البريطانية، تذكر الكاتبة أن خطر وقوع المزيد من المذابح في السودان أمر وارد، موضحة أن مزيدا من عدم الاستقرار في هذا البلد يمكن أن يجذب إليه تنظيم الدولة الإسلامية، وإن كانت ما تزال هناك طريقة لتفادي ذلك.

وتشير الكاتبة إلى الأوضاع المتدهورة في السودان، وتقول إن كثيرا من السياسيين والصحفيين يعربون عن الخشية من أن يصبح حال البلاد كالحال الذي وصلت إليه دول مثل ميانمار وسوريا.

وتتحدث عن المذبحة التي شهدتها الخرطوم مؤخرا، وتقارير عن العنف الجنسي والاعتقالات الجماعية وإطلاق النار في المنشآت الطبية والجثث العائمة في نهر النيل، وكذلك مذابح أخرى خارج العاصمة.

تدهور
وتقول الكاتبة إن هذا التدهور كان متوقعا وإن خطر وقوع المزيد من المذابح في العاصمة أو المناطق الريفية مرتفع جدا، وذلك بعد أن قوبلت الاحتجاجات السلمية بالعنف الوحشي من جانب الجماعات المسلحة المرتبطة بالمجلس العسكري الانتقالي الحاكم.

وتشير إلى أن نائب المجلس العسكري الانتقالي محمد حمدان دقلو (حميدتي) هو الذي يتحكم بالمجلس، وأن له دورا أساسيا في الفظائع التي سبق ارتكابها في دارفور وأسفرت عن مقتل أكثر من ثلاثمئة ألف شخص وتشريد الملايين وزعزعة استقرار المنطقة بأسرها، وأن الجماعات المسؤولة عن هذه الفظائع لها علاقة بالقوات المدعومة من السعودية المتورطة في الفظائع في اليمن.

ودعا المقال إلى الاستفادة من الأخطاء التي جرت في ميانمار والتي تقتضي من المملكة المتحدة إعطاء الأولوية لسياسة منع الفظائع، والعمل الآن في السودان من أجل منع العنف القائم على الهوية ضد المخالفين إثنيا أو دينيا أو سياسيا المعرضين للخطر هناك.

ودعت الكاتبة حكومة المملكة المتحدة إلى إصدار بيانات عامة واضحة تدين استخدام القوة ضد المتظاهرين، ودعم هذه الكلمات من خلال الجهود الدبلوماسية الشاملة، وذلك من أجل النقل الآمن للسلطة إلى حكومة انتقالية شرعية بقيادة مدنية.

انزلاق
وترى الكاتبة أن المجلس العسكري يجب أن يُمنع من إجراء الانتخابات المبكرة التي سبق أن صرح بأنه ينوي إجراءها خلال تسعة أشهر، وذلك لأن هذه الفترة لن تكون كافية للمدنيين لبناء مؤسسات تمثيلية حقيقية، ولا لنزع سلاح الجماعات شبه العسكرية وتسريحها.

وتقول أيضا إنه يمكن لبريطانيا -باعتبارها البلد المضيف لأكبر مجموعات الشتات وطالبي اللجوء واللاجئين السودانيين- أن تشرك هؤلاء الأفراد كأعين وآذان لها في السودان كي يلعبوا دورا حاسما في وصول بلادهم إلى السلام والديمقراطية.

ويضيف المقال أنه يمكن أيضا للمجتمع البريطاني التعاون مع الجالية السودانية البالغة خمسين ألفا، وأن يتعلم من هذه الجالية الكثير وأن يعمل معها الكثير لصالح السودان.

ويدعو الحكومة البريطانية إلى مقاضاة الأشخاص الموجودين على أرضها والذين يشتبه في ارتكابهم جرائم دولية، منبها إلى أن بريطانيا لا يمكن أن تصبح ملاذا لمرتكبي الإبادة الجماعية في السودان ومجرمي الحرب.

وتختم الكاتبة بالتحذير من انزلاق السودان إلى حالة من العنف واسع النطاق وإلى حرب أهلية، مؤكدة أن سودانا مزعزع الاستقرار لا بد أن يكون قاعدة جديدة للتطرف “الإسلامي العنيف” خاصة أن تنظيم الدولة الإسلامية ما يزال يبحث عن وطن جديد بعد هزيمته في سوريا.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد