صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

عائلات “شهداء الثورة” تطالب بالعدالة

14

 

“القتلة معروفون، نريد القصاص”، تقول سماح أحمد (27 عاماً) شقيقة طارق الذي قتل في 21 ديسمبر (كانون الأول) 2018 في بداية الحركة الاحتجاجية التي أدت بعد بضعة أشهر إلى إطاحة الرئيس عمر البشير، بعد ثلاثين عاماً من الحكم الديكتاتوري في السودان.

كان طارق (22 عاماً) بين اوائل الذين نزلوا الى شوارع عطبره (شمال) معقل الحراك، الذي سرعان ما امتد إلى بقية انحاء البلاد.
وقتل 177 شخصاً على الأقل جراء قمع الحراك وفق منظمة العفو الدولية، بينهم أكثر من مئة خلال قمع اعتصام بداية يونيو (حزيران) في الخرطوم.
وقدرت لجنة الاطباء القريبة من المتظاهرين الحصيلة يومها باكثر من 250 قتيلاً.
بعد عام من التظاهرات، تواصل أسرة طارق ومثلها عائلات عشرات من “شهداء الثورة” مطالبتها بالعدالة، لكنها تصطدم حتى اليوم بالحصانة التي تتمتع بها قوات الأمن.
يتمتع الجيش والشرطة وأجهزة المخابرات في السودان بالحصانة القضائية. وينطبق ذلك أيضاً على قوات الدعم السريع الذائعة الصيت.

ونهاية يوليو (تموز)، خلص تحقيق رسمي إلى ضلوع ثمانية افراد في قوات الدعم السريع في القمع الدامي للاعتصام في الخرطوم.
ولكن يجب رفع الحصانة عنهم لمحاكمتهم، ولا يمكن أن يحصل ذلك إلا إذا اجازه قادتهم بناء على طلب محدد من النيابة العامة.
وفي ذكرى الثورة، أصدرت النيابة الخميس بياناً دعت فيه إلى “إعادة النظر في الحصانات” دون أن توضح ما إذا كانت تلقت طلبات في هذا الصدد.

وتقول نعمات عبد الوهاب والدة طارق، إن “أصدقاءه الذين كانوا معه شاهدوا” من أطلق النار و”هم مستعدون للشهادة أمام أي محكمة”.
في 11 أبريل (نيسان) 2019، اليوم الذي أطاح فيه الجيش البشير، قتل مختار عبدالله (29 عاماً) في عطبره تاركاً وراءه أرملته عفاف محمود وطفلته التي ولدت بعد شهر من مقتله.

وتتذكر الزوجة وهي تحضن طفلتها انه في ذلك اليوم “كان الناس يحتفلون بسقوط البشير وكنا نريد الانضمام إليهم”.
خلال التظاهرة تفرق الزوجان. وبعد ساعتين اتصلت عفاف بزوجها لكن شخصاً آخر رد عليها وأبلغها أن مختار قتل.

وتضيف عفاف “ننتظر عدالة سريعة مع النظام الجديد”، مبدية أسفها لـ”آليات بطيئة” رغم الأدلة التي جمعتها العائلات.

وتؤكد “شاهدنا شريطاً مصوراً يظهر الناس الذين قتلوا مختار” أمام مقر الأجهزة الأمنية في عطبره.

كثفت الحكومة الانتقالية السودانية التي شكلت بناء على اتفاق وقع في أغسطس (آب) بين ممثلي الحراك والجيش، إجراءاتها الهادفة الى تفكيك النظام السابق وتحقيق طموحات الحراك. (ا ف ب)

صحيفة الراكوبة نيوز

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد