صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

عقب موقفه الأخير الحزب الشيوعي هل يغرد خارج السرب

11

انتقادات عديدة وحادة وجهت للحزب الشيوعي عقب إصدار بيانه أمس الأول قبل انتهاء جولة التفاوض، بيانه قُبل بالرفض من البعض إلا أن البعض الآخر يرى أن وراء البيان شيئاً ما يريد أن يوصله الحزب لذلك كان يستبق الأحداث بل حتى انتهاء الجولة التي كان من المفترض أن تحسم الأمر أمس الأول..(السوداني) تحاول قراءة ماذا يريد أن يقول الشيوعي.

ماذا قال الشيوعي؟
قبل انتهاء جولة التفاوض أمس الأول بساعات استبقها الحزب الشيوعي ببيان أوضح فيه أنه على موقفه المبدئي من حصول الأغلبية والرئاسة المدنية في مجلس السيادة للقوى المدنية، ولن يقبل بأي تراجع عن الموقف الذي تدعمه جماهير شعبنا، التي قدمت التضحيات الجسام خلال الثلاثين سنة الماضية وفي ثورة ديسمبر 2018 وفي اعتصامها في العاصمة والأقاليم. وأوضح في بيانه أنهم على ثقة بأن جماهير الشعب سوف تواصل نضالها من أجل الحكم المدني ووقف الحلقة الشريرة من الانقلابات العسكرية بتصعيد الاعتصامات في العاصمة والأقاليم، وتصعيد النشاط الجماهيري بالمواكب والمظاهرات والإضرابات والوقفات الاحتجاجية وإبعاد رموز النظام البائد في مجالات العمل واستعادة النقابات والاتحادات ولجان الحكم المحلي في المدن والقرى والأحياء، وفي الإضراب السياسي العام والعصيان المدني لإنهاء الحكم العسكري وقيام الحكم المدني الديمقراطي.

متاريس من العسكر
المحلل السياسي أسامة عبدالماجد يذهب في حديثة لـ(السوداني) إلى أن موقف الحزب الشيوعي جزء من التكتيك السياسي في إدارة التفاوض مع المجلس العسكري، موضحاً أن الذي يجري بين المجلس وقوى الحرية ليس اجتماعات إنما مفاوضات تتطلب قدراً من المرونة أحياناً وقدراً من التطرف والشدة، ورفع سقف المطالبات وذلك ما يقوم به الشيوعي. وأضاف أسامة أن ما يحدث ربما أدرك الشيوعي أن قوى إعلان الحرية والتغيير ليست على قلب رجل واحد وأن داخلها مجموعات قلبها مع المجلس العسكري مثل المؤتمر السوداني وحزب الأمة، وكذلك عدم ثقتها في الحركات المسلحة لذلك تريد أن تتبنى موقفاً للتاريخ ضد المجلس العسكري، مشيراً إلى أن أدبيات الحزب الشيوعي لا تتسم و لا تنسجم مع مجريات التفاوض مع المجلس العسكري.

أبعاد رموز
ويرى عبدالماجد أن لدى الشيوعي تخوفات شديدة من الدولة العميقة لأنه يرى أن الحركة الإسلامية اخترقت المؤسسات العسكرية والتنظيمية منذ سنوات طويلة، منوهاً إلى أنه صاحب الدعوة بإبعاد جلال الشيخ وعمر زين العابدين من المجلس العسكري، مشدداً على أن الشيوعي أعلن قبل ذلك عدم مشاركته في الحكومة المقبلة لكنه سيشارك بكل الأحوال بوجوه مستترة أو غير واضحة للرأي العام ويريد بمواقفه تهيئة الملعب حتى لا توضع أمامها متاريس من العسكر، مضيفاً أنه يتخوف أيضاً من أي تحركات أو ميول تجاري العسكر تجاه تيار نصرة الشريعة ويربط تخوفه من ميول الدعم السريع رغم أنه غير إسلامي، ولكن ليس لديه ميول لوجود الشيوعي في قوى الحرية والتغيير.

غير مفهوم
المحلل والكاتب الصحفي فيصل محمد صالح يرى في حديثه لـ(السوداني) أن بيان الشيوعي غير مفهوم، موضحاً أنه يتفق مع بعض المواقف الواردة فيه، مشيراً إلى أن المشكلة ليست في المواقف إنما في طريقة التعبير، منوهاً إلى أن عدم توصل وفد التفاوض من الحرية والتغيير لاتفاق مع المجلس العسكري يعني بشكل مباشر أن قوى الحرية جميعها متفقة مع الموقف الذي جاء في بيان الحزب الشيوعي بأن الأغلبية للمدنيين وأن تكون الرئاسة مدنية، قاطعاً بأن لا معنى من صدور بيان منفرد طالما أن الموقف جماعي.
وأشار فيصل إلى أنه سبق وحدثت أكثر من مشكلة بسبب البيانات المنفردة عن القوى المشاركة، منوهاً إلى أنه في وفد قوى الحرية والتغيير تم الاتفاق على توحيد المنابر الإعلامية وتوحيد الخطاب الإعلامي في هذه القضية، مشدداً على أنه لكل حزب الحق لأن يعبر عن مواقف ويصدر بيانات في بقية القضايا لأن قوى الحرية والتغيير في النهاية ليست حزباً واحداً إنما تحالفاً عريضاً يضم أحزاباً وقوى وحركات مسلحة وتنظيمات مهنية ومدنية، ويرى فيصل أنه كان من الأوفق أن ينتظر الشيوعي إلى نهاية جولة التفاوض ثم يصدر بيان موحد من قوى الحرية والتغيير، مستدركاً: بأن هناك حالة واحدة تجيز للشيوعي إصدار بيان منفرداً وهي إذا اختلف الموقف التفاوضي للشيوعي عن بقية القوى الشريكة في وفد التفاوض.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد