صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

كتائب (الظل) وكتائب (الإسناد) .. عودة الجدل من جديد عقب تصريحات البشير

83

 

في الفترة السابقة ثار غبار كثيف حول ما سميت كتائب الظل التي اشار اليها النائب الاول السابق للرئيس علي عثمان محمد طه في حواره الضجة مع قناة (سودانية 24)، حيث قال ان للنظام كتائب ظل تدافع عنه ولو ادى ذلك الى التضحية بالروح من اجله .. بعض المراقبين فسروا حديثه في سياق التهديد بكتائب مقاتلة خفية ستظهر في الشارع خاصة مع هذه الاحتجاجات، وتم تأويل ذلك بأن ما يحدث من قتل خلال الاحتجاجات يرجع الى هذه الكتائب، بينما دحض المؤتمر الوطني ذلك، وقال ان تصريحات علي عثمان حملت اكثر مما تحتمل، وانها ليست كتائب للقتال، كما ان علي عثمان نفسه قال انها فهمت في غير سياقها… حديث الرئيس البشير أمس الأول خلال لقائه بقوات الدفاع الشعبي أعاد إلى الأذهان الجدل السابق، حينما أشار إلى أن الكلام عن كتائب الإسناد تم تحويره بما يُفهم منه محاولة لإزالة سوء الفهم لحديث علي عثمان السابق عن هذه الكتائب، واكد الرئيس على انها قوات إسناد سلمية وليست للقتال، وقال انها للتنمية والاعمار وبناء الانسان والسلام، بل طالب بتكوين كتائب اخرى ولكنها الكترونية.
القوات (الملثمة) داخل الاحتجاجات هي ما عناها علي عثمان
> تصريحات الرئيس البشير حول الدفاع الشعبي وتسمية الكتائب بأنها كتائب اسناد وربط البعض بينها وبين كتائب الظل التي عناها علي عثمان.. فما ترى في ذلك؟
< هي محاولة من الرئيس لتجميل ما تحدث عنه علي عثمان حول كتائب الظل، وبما ان الغرب قد تحدث عن كتائب الدفاع الشعبي ورفضها وطالب بحلها، لذلك فالرئيس سماها كتائب اسناد، فكتائب الظل ليس لها علاقة اساساً بالدفاع الشعبي. > إذن ماذا يقصد علي عثمان؟
< علي عثمان يقصد كتائب أخرى وهي القوات الملثمة داخل المظاهرات، والا فكيف نفهم ان يتلثم رجل شرطة ويمتطي عربة بدون لوحات ولا يلبس زيه الرسمي. > لكن الرئيس حينما تحدث اشار الى ان الناس حورت الحديث حول كتائب الاسناد التي ربما عنى بها كتائب الظل التي يقصدها علي عثمان؟
< هذا هو اللبس المقصود, لكن الرئيس حينما تحدث فهو تحدث عن قوات الدفاع الشعبي، وهي كتائب موجودة وطوعية مليون في المائة (او على الاقل زمان)، فعندما تحدث اية ازمة تنادى قوات الدفاع الشعبي، وهي مجموعات مهنية ولها وظائفها، كالشهيد عبيد ختم مثلاً، والشهيد عوض عمر الذي كان طبيباً, ومحمود شريف, وغيرهم من هم في وظائف مدنية للدفاع عن الوطن، وانا شخصياً لدي زي عسكري، وكنا نستعد لاي نفير لاداء المهمة، ثم بعد ذلك ترجع لوظيفتك الاساسية. > وكتائب الظل ما المقصود بها، فهل هي الأمن الشعبي كما يقال ام هي كتائب خفية؟
< نعم هي كتائب تتبع للحركة الاسلامية ومتفرغة تماماً لحماية النظام، وهذه هي الكتائب التي يقصدها علي عثمان، وبالمناسبة هي موجودة في كل العالم، وكل الاحزاب لديها امن شعبي يحميها ويحفظ معلوماتها، فمن يحمي ابراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني المختفي، ومن جهز له مكان الاختفاء وساقه اليه؟ اكيد امن الحزب. > اذن ما المشكلة في ان تكون للمؤتمر الوطني كتائب تحميه حتى الموت والتضحية بروحها كما قال علي عثمان؟
< المشكلة انه تم استخدامها في مهمة غير التي توكل لها، فقد ظهرت في المظاهرات الاخيرة ملثمة، وطالما انك تلثمت اذن فانت في مهمة خاصة، وهي كتائب الظل التي عناها علي عثمان، فكتائب الأمن الشعبي المعروفة هي معلوماتية اكثر من انها قتالية تعمل لتأمين وثائق الحزب ومنع الاختراق، فلكل حزب جهاز أمن ومخابرات خاصة به. الأمن الشعبي هو أمـن الوطــن وليــس امن للنظام > كتائب الاسناد التي تحدث عنها الرئيس البشير اول امس وربطها بكتائب الظل التي تحدث عنها علي عثمان.. ماذا دار بذهنك بشأنها؟
< كلمة كتائب دائماً ما يعتقد الناس انها مرتبطة بالقوات النظامية لكنها في الوقت الحالي اصبحت تشير للكثير من الاعمال المدنية، مثلاً كتيبة الاعلام وغيرها من الاشياء فلم تعد حكراً علي القتال والمعارك. > هل تعني ان علي عثمان لم يكن يقصد كتائب بالمعنى المعروف؟
< علي عثمان نفسه لم يتكلم عن كتائب قتال، وانما تحدث عن جملة من النشاطات وكتائب تقوم بالعمل وليست كتائب موازية للجيش ولا موازية للقوات النظامية، ولكن بحسب الاجواء السياسية والاحتجاجات فقد تم تحويرها، فكثير من الاشياء من السهولة تحويرها مثلاً كلام البشير (مش كده يا وداد؟)، فطبعاً مقصود بها وداد يعقوب وهي كانت جالسة امامه, وبالتالي فإن المسألة تحتاج للوعي والاحاطة للتمييز بين هذا وذاك للتعبير عن الواقع والتاريخ وهكذا. > هناك من يقول ان الغرب طالب بالغاء كتائب الدفاع الشعبي، وتماشياً مع ذلك أطلق عليها الرئيس كتائب اسناد للتنمية والاعمار، ومن جهة اخرى هناك من يرى انها تجميل لحديث علي عثمان حول كتائب الظل؟
< الدفاع الشعبي كان في فترة ما يدافع عن البلاد يحميها وسنداً للقوات النظامية. والكتيبة ليست بالضرورة انها كتيبة سلاح، فالأجواء السياسية هي التي ساعدت هؤلاء على ان يحوروا ويدبلجوا، وكما قلت لك عندما يكون هناك ظرف به توترات، فهذا الظرف يعين الذين يودون ان يحوروا ويزوروا ويقوموا بكثير من الجوانب التي لا تعكس الحقيقة، فما حدث بالأمس يزور كما انه حدث اليوم، فالكلمة التي قيلت من اجل الاصلاح يمكن ان تؤول لغير الحق، والكلمة من اجل السلام تفسر على انها من اجل الحرب وهكذا، وبالتالي فهذه ترتكز على نوايا الجهة التي تحور وتغير التفسيرات ويحملون العبارات بما لا تحتمل. > اليست هذه الكتائب كما تم التداول هي كتائب للأمن الشعبي، وهي موجودة في كل الاحزاب، لكن الوطني استغلها في غير ما اسست له؟
< لا لا علي عثمان قال ان هذه الكتائب تقوم بالخدمة والعمل الاغاثي والخدمات، ومن ضمن ما قال انها تقدم حتى ارواحها فداءً، وفي هذه الفقرة يقصد بها الدفاع الشعبي، وهي جهات طوعية يمكن ان تحور مهامها وفقاً للحاجة. > هل تقصد انه ليست هناك قوات امن شعبي لحماية الحزب؟
> الامن الشعبي هو امن الوطن وليس امناً للنظام.
> وما رأيك في من يقول ان لأي حزب امناً شعبياً؟
< الامن الشعبي هو اسناد للأمن مثلما نقول ان الشرطة في خدمة الشعب، والشعب هو الذي يعين الشرطة وهكذا، وحينما نقول شرطة شعبية ليس هناك تناقض بين الشرطة والشعب، ولا تناقض بين الامن الشعبي والامن الرسمي وغيره.

الانتباهة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد