سبعة أشهر متواصلة التظاهرات في شوارع العاصمة الخرطوم … لجان المقاومة ليسنا طرفاً في محادثات الآلية الثلاثية

في الوقت الذي تسعى فيه الآلية الثلاثية جاهدة لاجراء محادثات غير مباشرة مع كافة الاطراف السودانية لحل الازمة السياسية في البلاد، اكدت ذات الآلية ان تنسيقيات لجان المقاومة ليست طرفاً في تلك المحادثات، مما يطرح سؤالاً حول كيفية تقارب الفرقاء السودانيين للخروج من مأزق الانسداد السياسي، لاسيما في ظل شارع ملتهب تقوده لجان المقاومة وتجمع المهنيين؟

أصحاب المصلحة

واطلقت الآلية الثلاثية المكونة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي ومنظمة (ايقاد) الخميس الماضي المرحلة الثانية من المشاورات مع الاطراف السياسية بعقدها ثلاثة لقاءات غير مباشرة ضمت المجلس المركزي للحرية والتغيير ومجموعة الميثاق الى جانب الحزب الديمقراطي الاصل.

وبحثت اللقاءات مع المجلس السيادي والحكومة آلية انتخاب رئيس الوزراء والمجلس التشريعي والسلطة القضائية والمفوضيات وبرنامج الحكومة واستكمال السلام والقضايا المتعلقة بجذور الأزمة.

ولم تمض ساعات على تلك اللقاءات حتى اعلنت الآلية الأممية الإفريقية لقاءها بتنسيقيات لجان المقاومة في إطار جولتها غير المباشرة على الفرقاء السودانيين لتسهيل عملية الحوار.

وأكدت الآلية أنها تعمل جاهدة لترسيخ إجراءات تهيئة الإطار الملائم للحوار السوداني ــ السوداني من خلال مقاربة متكاملة وغير إقصائية تعزز دورها في تسهيل إجراء الحوار بين أصحاب المصلحة للخروج من مأزق الانسداد السياسي.

تطور الأوضاع

الا ان الآلية عادت واعلنت الاربعاء الماضي أن لقاء تنسيقيات لجان المقاومة بالخرطوم لم يكن جزءاً من المحادثات غير المباشرة التي تسهلها الآلية في الوقت الحالي.

وقالت الآلية إن اللقاء مع لجان المقاومة تم بدعوة منها لمناقشة تطورات الأوضاع السياسية واستطلاع آرائها حول العملية السياسية والاستجابة لأية تساؤلات حول المشاورات السياسية.

وفي وقت سابق اعلنت لجان المقاومة أنها أوضحت للآلية موقفها من العملية السياسية المستند إلى ميثاق تأسيس سلطة الشعب الذي وقعت عليه اللجان، وأكدت تمسكها بشعار (لا تفاوض، لا شراكة ولا شرعية) مع الحكام العسكريين للبلاد.

مزايدات سياسية

وأوضحت اللجان أن اللقاء تم بموافقة القواعد، مشيرة الى أن هذا الموقف يمثل موقف تنسيقيات لجان المقاومة المستقل ولا يتأثر بأية مزايدات سياسية ومحاولة صنع سياقات موازية تؤثر في تعاطي اللجان مع المشهد الوطني.

كما أعلنت في بيان سابق أنها أوضحت للآلية موقفها من العملية السياسية المستند إلى ميثاق تأسيس سلطة الشعب الذي وقعت عليه اللجان، وأكدت تمسكها بشعار (لا تفاوض، لا شراكة ولا شرعية) مع الحكام العسكريين للبلاد.

وتعارض لجان المقاومة الحوار الذي تديره الالية لإنهاء حالة الاحتقان السياسي في البلاد، ووقعت على إعلان سياسي بعد أشهر من التداول نص على إسقاط الانقلاب العسكري ومحاكمة قادته وإصلاح المنظومة العسكرية والأمنية وحل المليشيات المسلحة وقوات الدعم السريع.

تحريك الشارع

ويرى مراقبون صعوبة ايجاد حل للازمة السياسية بالبلاد دون اصطحاب تنسيقيات لجان المقاومة في المحادثات التي تجريها الآلية الثلاثية، لجهة ان تلك اللجان عامل رئيس في تحريك الشارع، وانه حال جلوسها للحوار الاممي ستنتهى حالة الانسداد السياسي.

المحلل السياسي د. الرشيد ابو شامة قلل من رفض مشاركة لجان المقاومة في المحادثات التي تجريها الآلية الثلاثية بين الفرقاء السودانيين لحل الازمة، واردف قائلاً: (لن تقف لجان المقاومة عقبة كؤودة امام الحل السياسي).

ورأى ابو شامة في حديثه لـ (الانتباهة) امس، امكانية نجاح المحادثات الاممية الافريقية حال عدم اصطحاب لجان المقاومة في المحادثات رغم قيادتها لحراك الشارع.

دعم دولي

لكنه عاد ورهن ذلك النجاح بقبول 60% من المؤيدين لحوار الآلية الثلاثية وتشكيل حكومة بمعارضة 40%، وأضاف قائلاً: (عقب تشكيل الحكومة ستجد تأييداً ومساعدة من امريكا ودول الترويكا والبنوك الدولية، وهذا التأييد سيصلح الحالة المعيشية للمواطن ويضعف القوى الرافضة لحوار الآلية الثلاثية).

ومضى قائلاً: (لكن هذا حال وجد رئيس وزراء لديه شخصية ــ وليس مثل رئيس الحكومة السابق عبد الله حمدوك ــ يستطيع استخدام كافة سلطاته واكمال هياكل الحكم الانتقالي، لاسيما المحكمة الدستورية والمجلس التشريعي والمفوضيات).

ثقل جماهيري

لكن الاستاذ الاكاديمي والمحلل السياسي محيي الدين محمد جزم بأن اشراك لجان المقاومة في حوار الآلية ضروري وانه لا يجب استبعادها والتقليل من دورها لجهة ثقلها الجماهيري في الشارع.

الا انه عاد ورهن في حديثه لـ (الانتباهة) مشاركة لجان المقاومة في الحوار بقدرتها على تقديم قيادة موحدة ومفوضة، الى جانب شمول رؤيتها وقدرتها على حشد ودعم الولايات بشأن ما تطرحه.

ورأى محيي الدين ان الآلية الثلاثية ادركت طبيعة لجان المقاومة في صعوبة استيعابها في الحوار، لجهة وجود خلافات وتباينات متعددة فيما بينها حول الموقف السياسي جراء تقاطعات الاحزاب السياسية.