صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

لليوم الثاني عشر على التوالي اعتصام القيادة.. تتعدّد الوسائل والهدف واحد

7

 

يستمر تجمُّع المهنيين السودانيين في تقديم برامجه اليومية داخل ميدان الاعتصام في القيادة العامة، مِمّا خَلَقَ نوعاً من التوادُد والإلفة بين جميع المُعتصمين، وأصبحت بينهم صلات وطيدة، أكّدت أصالة معدن الشعب السُّوداني بمُختلف فئاته دُون حواجز.

وظلّ تجمُّع المهنيين يُحدِّد يوماً بعد الآخر برامج عمل لليوم، حيث تتم مُخاطبات داخل الميدان لجميع الفئات التي تُوضِّح رسالتها وهدفها مع التأكيد على ضرورة تحقيق جميع أهداف الثورة المُتمثلة في الحُرية والسَّلام والعدالة.

وبترتيبٍ مُحكمٍ، يعمل عضوية التجمُّع على توفير المُعينات والاحتياجات الضرورية كافّة للثوار حتى تعينهم على المزيد من الصمود والثبات والبقاء في الميدان، ريثما تتحقّق جميع أهداف الثورة التي دفع مهرها شبابٌ خُلّصٌ ودِمَاءٌ طَاهِرةٌ.

يمثل الصمود والتمسُّك بالميدان الكرت الرابح للشباب حتى يتم تحقيق جميع الأهداف التي تُطالب بها الثورة، لذا يعمل التجمُّع على ربط من في الميدان بالأحداث لحظةً بلحظةٍ، من خلال توفير شاشات ونصبها في عددٍ من مواقع الميدان لتجعل الثُّوّار يُتابعون كل ما يدور خارج الميدان.

نهجٌ جديدٌ

شهد يوم أمس الأربعاء مسيرتين للأطباء والصحفيين كلاً على حدة، جابت بعض شوارع الخرطوم وتلاحمت في ميدان الاعتصام بالقيادة العامة.

ودخل الاعتصام يومه الثاني عشر مع تمسُّك الشباب في الميدان بضرورة تنفيذ جميع مطالبهم حتى يفضوا اعتصامهم، رغم الخطوات التي أقدم عليها المجلس العسكري الانتقالي في تنفيذ بعض الشروط، التي دفع بها الثُّوّار في الميدان.

ولم يستسلم الشباب للتعب والإرهاق الذي أصابهم طيلة الفترة الماضية، وأكدوا تماسُكهم واستعصامهم بالميدان لحين تنفيذ مطالبهم كافّة التي وصفوها بالمشروعة، حيث ظَلّ المُتواجدون في الميدان يحثُّون بعضهم البعض على ضرورة الاستمرار والتّمسُّك بالبقاء في الميدان حتى تكتمل الفرحة بتنفيذ المَطالب وتقديم فُلُول النظام السَّابق على رأسه الرئيس المُقتلع عمر البشير.

خوف وتوجُّس

رغم الخطوات والقرارات التي اتّخذها المجلس العسكري الانتقالي، إلا أنّ التوجُّس والخوْف من ضياع ما تحقّق يداعبان الشباب في ميدان الاعتصام، وهو الأمر الذي جعلهم يتمسّكون ببقائهم في الميدان مهما كلّفهم ذلك من تعبٍ وإرهاقٍ، مُعتبرين ذلك أقل ما يُمكن أن يقدّم مُقارنةً بشهداء الثورة الذين قدّموا أرواحهم حتى تم اقتلاع النظام.

شوف عين

أفرح خبر تحويل الرئيس المخلوع عمر البشير إلى سجن كوبر، بجانب الإعلان عن اعتقال عددٍ من قيادات النظام السَّابق، الشباب في الميدان، غير أنّهم يَبحثون عن إجاباتٍ لأسئلة مُلحة بالنسبة لهم، خَاصّةً وأنّ بالميدان شاشات تنقل لهم ما يدور، وأكّدوا على ضرورة أن يتم بَث صُور للمُعتقلين وهم داخل سجن كوبر مثلما كان يفعل النظام السابق، خَاصّةً خلال تصويره لأبناء دارفور وبَث صُورهم عبر وسائل الإعلام المُختلفة.

وأكد الشباب على ضرورة أن يروا المعتقلين حتى يقتنعوا بجدية الخطوات التي تَحَقّقت حتى الآن.

موكب التحرير

نظّمت شبكة الصحفيين السودانيين أمس الأربعاء ما أسمته موكب (تحرير سونا)، حيث تجمّع عددٌ كبيرٌ من الصحفيين والإعلاميين أمام مباني وكالة السودان للأنباء بشارع الجمهورية، وذلك بغرض إرسال رسالة مفادها ضرورة تطهير الوكالة من كوارد النظام البائد.. ومن ثَمّ تحرّك موكب الصحفيين صوب ميدان الاعتصام.. وأعلنت الشبكة عن مواكب أُخرى قادمة لتحرير مؤسسات وأجهزة الإعلام الرسمية كافّة.

واستجاب عددٌ كبيرٌ من رموز الصحافة السودانية من الرعيل الأول والشرفاء من كوادر الصحافة والإعلام والأكاديميين لدعوة الشبكة التي أطلقتها للمُشاركة في موكبها.

وتقدّمت الموكب، قيادات شبكة الصحفيين مع رموز العمل الصحفي أصحاب المواقف الوطنية المُشرّفة، ورفعت لافتتات تُطالب بتحرير أجهزة الإعلام الرسمية من كوادر النظام البائد ، وطَالبت بإطلاق عهدٍ جديدٍ للوكالة ضد الأحادية والصوت الواحد، بجانب لافتاتٍ أُخرى تُؤكِّد الوفاء للشهداء وأهداف الثورة، مع التأكيد على مبدأ المُحاسبة وعدم إفلات الجُناة..!

استمرار المواكب

وأعلن عددٌ من أعضاء سكرتارية الشبكة، استمرار المَواكب لجميع المُؤسّسات الصحفية والإعلامية خلال الأيام المُقبلة، ودعوا لموكب آخر للإعلاميين بالقنوات والإذاعات مدعومين بالصحفيين والشارع، لتشكيل ضغط على كل المُؤسّسات الإعلامية الخاصّة والتلفزيونات الولائية.

عهدٌ جديدٌ للصحافة

وحَقّقَت الثورة حتى الآن العديد من المكاسب على مُختلف الصُّعد، على رأسها الصحف والإعلام الذي انطلق بقوة وتبارى في نقل الأحداث بصورة أكثر جُرأةً.

وقَدّمَ عضو سكرتارية الشبكة خالد فتحي، مُداخلة قوية جداً خلال الموكب.. وأوضح أن ّالصحافة دخلت عهداً جديداً بعد موكب 6 أبريل.

إعادة ثقة الشعب في الصحافة

وفاخر منسوبو شبكة الصحفيين بما تَحَقّق من مَكاسب عديدة للصحافة السُّودانية بعد الثورة، خَاصّةً وأنّها ظلّت تدفع ثمناً غالياً طيلة الفترة الماضية.

وأكّد عضو سكرتارية الشبكة حسن فاروق، أنّ الشبكة أعادت الثقة الكاملة للشعب السوداني في الصحافة السودانية، وأشار لمواقفها التاريخية في مُقاومة العصابة الحاكمة، وأضاف: اليوم حَقّقَت الشبكة ومن خلال موكب تحرير (سونا) هدفاً جديداً لصالح الإعلام من خلال الوكالات والفضائيات والإذاعات باستعادة ثقة الثُّوّار في الإعلام من جديد بدون مُضايقات، وتابع: الشبكة فخرنا، وأردف: صحافة حُرة أو لا صحافة أصبح على كل لسان.

الموكب الأبيض

سَيّرت تنسيقية الكوادر الطبية ولجنة أطباء السودان ما أسمته الموكب الأبيض، وذلك بمُشاركة عددٍ كبيرٍ من الأطباء يرتدون زيّهم الطبي (اللابكوت) ويُردِّدون هتافات الثورة.

وبدأ تحرُّك الموكب الأبيض في العاشرة صباحاً أمس من أمام مستشفى الخرطوم التعليمي وحتى القيادة العامة، وطالب الموكب بتقديم كل من تورّط في قتل عاملين بالحقل الصحي وجميع قَتلَى النظام، بجانب إطلاق سراح مُعتقلين من دارفور ومناطق نزاعات أخرى وجميع الضباط الذين تمّ اعتقالهم مُؤخّراً لوقوفهم بجانب المتظاهرين، وإلغاء قانون نقابة المنشأة، وتسليم دُور الاتحادات المهنية، والمُحاسبة لكل من صَادَرَ حُقُوق الكوادر الطبيّة.

(صابِّنها)

يتواصل إبداع شباب الثورة في ابتكار الجديد من الشعارات والهتافات يوماً تلو الآخر، ورفدوا الشعب السوداني بالعديد من الهتافات والمصطلحات التي يتداولها الشباب.

ويقوم الشباب بترديد هتاف (سقطت ما سقطت صابّنها) دلالة على استمرارهم في الميدان وعدم مُغادرته لحين الإيفاء بمَطَالبهم.

ويشارك جميع الوافدين للميدان من كبار السن والنساء والفتيات بمُختلف أعمارهم، شباب الثورة هتافهم الُمحبّب (سقطت ما سقطت صابِّنها).

الابتسام عند التفتيش

في جميع المَداخل المُؤدية للميدان، توجد بها لجان تفتيشية من الشباب والشابات، وذلك تأكيداً على سلمية الثورة منذ يومه الأول وحتى الآن، بجانب منع دخول أيِّ نوعٍ من الأسلحة مهما كانت وسط المُعتصمين.. وتوجد لافتات تحوي عبارة تُطالب الدَّاخلين لميدان الاعتصام بالابتسامة في وجه من يقومون بالتفتيش من الشباب الذين يسبقون التفتيش باعتذارات رقيقة.

مطالب ثورية

في أحد مواقع الاعتصام يتواجد عددٌ من الشباب يحملون لافتات تحوي مطالبهم المُختلفة، فمنهم من يُطالب بالقصاص العاجل من قَتَلَة الشهداء، ومنهم من يتمسّك بضرورة مُحاكمة فُلُول النظام السابق، غير أنّ اللافت أن أحد الشباب حمل لافتة تحوي مطلباً إنسانياً بتحويل مباني نادي جهاز الأمن والمُخابرات الوطني بشارع النيل لمستشفى سرطان الأطفال، الأمر الذي يُوضِّح مدى الوعي الكبير الذي يتمتّع به الشباب في ميدان الاعتصام وإدراكهم لمُشكلات وحاجات المُجتمع الذي يعيشون فيه..!

(منبر.. شات) في الميدان

شكّل( منبر.. شات) المُثير للجدل في وسائل التواصل الاجتماعي، حُضُوراً زاهياً في ساحة الاعتصام وذلك من خلال مُشاركة عددٍ من المُشاركات في المنبر أثناء حملهن لافتة يُعلن من خلالها دعمهن ومُساندتهن لاستمرار الاعتصام.

أبو عركي مع الثُّوّار

ضِمن الجدول المُعد لبرنامج تجمُّع المهنيين ليوم أمس الأربعاء، كانت مُشاركة الفنان أبو عركي البخيت حدثاً مُهمّاً للجميع من خلال ما عُرف عنه بأغنياته التي ظلّ يُردِّدها الشباب في الميدان بصورةٍ مُستمرةٍ.

ومن المعروف أنّ هناك برنامجاً ترويحياً يومياً في ساحة الاعتصام، يقدّم عبر المسرح المُعد لذلك، لخلق نوعٍ من البرامج الترفيهية التي تكسر الرتابة والمَلل، وتمنح الثُّوّار جُرعات معنوية وتُجدِّد نشاطهم.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد