صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

لوفيغارو: السودان مسرح لتنافس عالمي

10

الاماتونج ـ وكالات

قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن العديد من القوى الكبرى -من الصين إلى دول الشرق الأوسط إلى أوروبا فالولايات المتحدة- تشارك في الأزمة السياسية في الخرطوم، وتتنافس في إيجاد دور لها وموطئ قدم.
وقال الصحفي تانغي بيرتيمي الذي أعد تقرير الصحيفة إنه ووفقا للوساطة الإثيوبية فمن المتوقع أن تستأنف المفاوضات قريبا مع المجلس العسكري الانتقالي، الذي تولى السلطة الفعلية منذ سقوط الرئيس عمر البشير في 11 أبريل/نيسان الماضي.

وكانت المفاوضات قد توقفت بين تحالف قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري قبيل اندلاع حملة عنيفة ضد المعتصمين المطالبين بتشكيل حكومة مدنية أمام مقر الجيش، ولم ينجح اعتذار رئيس المجلس الفريق عبد الفتاح البرهان في تهدئة الوضع.

تطهير ضباط بالجيش
ونبهت الصحيفة إلى الإعلان عن تطهير العشرات من كبار الضباط، حيث رأى مراقبون أنه دليل على توترات بين المتشددين وأنصار المرونة داخل المجلس العسكري.

ويرى معد تقرير لوفيغارو أن هذه التحركات المضطربة تظهر أن الأزمة محكومة اليوم من الخارج أكثر مما هي محكومة من قبل الخرطوم، إذ تحولت الثورة السودانية في غضون بضعة أشهر إلى أزمة جيوسياسية عالمية يشارك فيها جميع الفاعلين تقريبا، ويحاول كل واحد منهم فرض قراءته وبالتالي دعم من يوالونه.

وفي هذا السياق، تقول الصحيفة إن الصين -التي هي الشريك الاقتصادي الرئيسي وصاحبة الاستثمارات الكبيرة في مجال النفط بالسودان- يقظة جدا، كما أن روسيا -التي جعلت من سودان الرئيس البشير جسرا لاستعادة علاقاتها بأفريقيا- تعمل أيضا بجد، وبالتالي منع هذا الثنائي مجلس الأمن الدولي من إدانة القمع الذي حدث في الخرطوم.
السفير البريطاني في الخرطوم عرفان صديق (يسار) يلتقي نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي محمد حمدان (مواقع التواصل)
السفير البريطاني في الخرطوم عرفان صديق (يسار) يلتقي نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي محمد حمدان (مواقع التواصل)

تأثير الثلاثي
إلا أن الوزن الثقيل المؤثر في السودان بشكل كبير يوجد في مكان آخر، بحسب الصحيفة، إذ هو كما تقول في الشرق الأوسط، حيث السعودية والإمارات لا تخفيان تورطهما، ومعهما مصر التي كانت تعتبر السودان دائما فناء خلفيا لها.

وتستمر لوفيغاو قائلة إنه ومع أن أبو ظبي والرياض كانتا تريدان أن تكونا حاميتين للنظام “الإسلامي” العسكري للبشير ولا تريدان أن يكون بديله ضد آرائهما، فقد استقبلتا البرهان وقائد قوات الجنجويد نائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان “حميدتي”، خاصة أن الدولتين تعملان منذ سنوات لتوسيع نفوذهما في هذا الجزء من العالم الذي يضم أراضي خصبة شاسعة ومنفذا قيما على البحر الأحمر.

ونبهت لوفيغارو إلى أن البلدين دخلا منذ فترة طويلة في الخرطوم، مشيرة إلى أن تقارب الخرطوم مع الرياض كان واضحا في الالتزام السوداني بالعمل مع التحالف العربي في اليمن، وهو التزام يستمر حميدتي في تنفيذه اليوم (عبر توفير الجنود السودانيين للمشاركة في الحرب هناك).

أميركا وأوروبا وأفريقيا
وفي هذا السياق، تحاول الولايات المتحدة لعب أوراقها، إذ من المقرر أن يزور مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية السودان قريبا.

ومع أن الاتحاد الأوروبي عموما -تقول الصحيفة- يميل إلى إنشاء حكومة مدنية، ويريد تقديم دعم للمحتجين، فإن فرنسا لا تريد أن تكون في منافسة مع المحور القوي الذي يمثل محور القاهرة والرياض وأبو ظبي، خاصة أن نتائج المواجهة السودانية سيكون لها تأثير كبير على الجارة الليبية.

وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى الدور القوي الذي يلعبه الاتحاد الأفريقي بعد تعليقه عضوية السودان حتى “إعادة تشكيل حكومة مدنية”، خاصة أن هذا الاتحاد هو الذي عين رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد وسيطا لحل الأزمة.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد