صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

وزير الصحة يصف نقص الكوادر الصحية بجنوب كردفان بالمرعب

10

الاماتونج : سلمى عبدالرازق

أعلن وزير الصحة الإتحادي الدكتور عمر محمد النجيب بتسجيلهم لزيارة للولايات كردفان الثلاثة في الفترة من 28 مايو وحتى 3 يونيو تلمسوا فيها كل المشاكل الصحية التي تعاني منها تلك الولايات مقدمًا شكره لكل الكوادر الصحية العاملة للجهد الكبير الذي يبذلونه رغم الظروف الصحية الصعبة والاوضاع المعقدة من عدم توفر ابسط مقومات الصحة الاساسية للانسان والتدهور المريع الذي تعاني منه كل المستشفيات بالولايات.

وفي ذات الإتجاه أعلن الوزير خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم بمنبر وكالة السودان للأنباء – عن تسجيل زيارة يوم 11 يونيو لأربعة ولايات لعقد مؤتمر بناء وتأهيل القطاع الصحي في كل من (ولاية النيل الأزرق، ولاية سنار، ولاية الجزيرة، ولاية النيل الأبيض).

وقال النجيب أن مؤتمر بناء بناء وتأهيل القطاع الصحي في السودان يهدف لتنمية وتطوير قطاع الصحة، وأشار إلى أن الورش التي تعقد بالولايات تعمل على تلمس الواقع الصحي بالولايات المختلفة، والتباحث مع أصحاب الشأن في تلك الولايات لكشف العوائق وتأهيل وبناء قطاع الصحي والبنى التحتية، مؤكدًا على أن تأهيل القطاع الصحي يبدأ من القاعدة عبر الرعاية الصحية الأولية، ولا سيما وأن النظام الصحي لم يطرأ عليه تحديث منذ العام 1994 مما انعكس في إختلال تقديم الخدمات الصحية في الوقت الراهن.

وأستدرك النجيب بالقول: ” الوضع الصحي صعب في ولايات كردفان، وهو وضع يفوق الخيال خاصة بولاية جنوب كردفان مرعب خاصة كادقلي التي تعاني من نقص حاد في الكوادر الصحية”، وأبان أن مستشفى كادقلي به طبيبين عمومين وإن النقص في كوادر التمريض بالولاية يقدر بـ(8) ألف والنقص في الأطباء يقدر بـ(1019) طبيب، واصفًا النقص في جنوب كردفان بالمرعب، وأكد على أن أعلى نسبة وفيات حوامل في تاريخ عمله بالطب موجودة بجنوب كردفان لعدم وجود اسعافات ومستشفيات وطرق معبدة، لافتًا إلى أنهم قرروا إجراء دراسات مصغرة لمعرفة أسباب وفيات الأطفال بكل مناطق كردفان، وكشف الوزير عن تعرض ولاية جنوب كردفان خلال الثلاثة سنوات الماضية لتفشي مرض الكوليرا لم يعلن عنها، معلنًا عن توفير الدعم اللازم للقضاء على المرض.

وقال الدكتور: “مشينا مستشفى الفولة وقلنا لهم ما بتنفع مستشفى وطلبنا منهم تحويلها كميز للأطباء ونحن نتكفل بتشيد مستشفى، ومعظم الإنشاءات الصحية بها أخطاء هندسية لا تصلح لأن تكون مرفق صحي”.

وعبر الدكتور عن فخره بالأطباء الذين يعملون في الظرون الصعبة، لافتًا لإتجاه الوزارة للإهتمام بالكوادر الصحية والعودة للنظام الصحي القديم قبل أن يتم تغيره من حكومة النظام المباد، لوضع الطبيب في مساره الطبيعي منذ تخرجه من الجامعة وحتى تخصصه بالمجلس ليصبح طبيب اخصائي سيعمل خلالها لمدة عامان بالأرياف وعامان قبل نيله شهادة التخصص من المجلس.

وأعلن عن توفير 300 وظيفة طبيب للعمل بولايات كردفان الثلاثة بشروط وامتيازت مجزية، وتعهد بادخال كل الممرضين في دورات تدريبية لتعريف الممرضين بأسس التمريض العالمية، ولفت إلى أن المعدات والأجهزة في النظام الصحي لم تكن تتم عبر عملية الشراء والتعاقد المعروفة، وإن معظم المعدات عبارة تبرعات تعمل لمدة اسبوعين تلاتة وتتوقف، مؤكدا على أن الوضع مخيف.

وأماط الوزير اللثام عن التحديات التي تواجه آيلولة المستشفيات لوزارة الصحة الإتحادية بحسب خطة حكومة الفترة الانتقالية حيث يكمن في مشكلة الحكم المحلي القائم الآن الذي يحدد السلطات والإختصاصات، أما المشكلة الأخرى هي ضعف النظام الإداري بوزارة الصحة، معلنًا عن الشروع في تحديد هيكل وظيفي لكل العاملين بالصحة الإتحادية لمعرفة النقص الحقيقي للكوادر الصحية والمساعدة، مشيرًا إلى أن هنالك دراسات لإحصاء كل الاجهزة والمعدات بالمستشفيات والمراكز الصحية ومعرفة مدى ملائمتها للعمل.

وفيما يتعلق بالقرارات الأخيرة لمستشفى الخرطوم أكد الوزير على أنها نبعت من مطالبات العاملين بالمستشفى فضلًا عن لجان المقاومة، وأشار إلى صدور قرار بإرجاع كل المفصولين في فترة النظام السابق، كما أشار إلى أن عدم توفر أمصال العقارب بالولاية الشماليأ ادى إلى الإرتفاع الشديد في عدد وفيات الاطفال في مناطق المناصير.

وأشار الوزير لضعف وتردي النظام الصحي في مناطق سيطرة الحركة الشعبية، وقال إن الوزارة لديها برنامج (الصحة والسلامة والأمن الإجتماعي) هو جانب من ترتيبات الحكومة الانتقالية لمتطلبات السلام وأن الصحة هي الركيزة الأساسية في البرنامج فضلًا عن قضايا التنمية والمياه، يتم تقديم المشروع لاستقطاب الدعم لينفذ في المناطق التي عانت من الحروب كردفان ودارفور والنيل الأزرق.

وفي إتجاه أخر بشر الوزير بإنفراج كبير في أزمة الدواء قريبًا بعد الايفاء بالإلتزامات المالية للإمدادات الطبية، وأشار إلى أن استيراد الدواء يمر بمراحل عديدة لا يمكن توفيره بشكل فوري مثل ما يتم في السلع الأخرى.

يذكر أن الوزارة في الورش التحضيرية لبناء وتأهيل القطاع الصحي عمدت للإستعانة بخبراء في الحقل الطبي، والهندسة الطبية بجانب خبراء في مجال الإتصالات، وتكنلوجيا المعلومات للإعتماد على المعلومات بشبكات الإتصالات، والحزم الخاصة بالمعلومات الخاصة للعاملين في القطاع الصحي، وتسهيل عملية تشبيك المعلومات والبيانات لأهل الصلة بين الولايات حتى تتم الإستفادة منها بكافة بقاع البلاد، وتسهيل عمليه التواصل بينهم، كما ضمت الورش المختصين بمجال الحقل الطبي والصحي المحليين والأطباء في الأقاليم، والعمل على حل وكشف المشاكل الصحية لكل إقليم من أنحاء الولاية.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد