صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

عملية فظة لفض الصبة..

14

بشفافية

حيدر المكاشفي

عملية فظة لفض الصبة..

لا نقول في رجالات الادارة الأهلية الذين تعرضوا لعملية فض لمعسكرهم بمعرض الخرطوم الدولي الذي خصصه رجالات المجلس العسكري لاقامتهم بالعاصمة بعد استجلابهم من مناطق شتى لمساندتهم واعلان منحهم تفويضا على طريقة شيك على بياض،لا نقول فيهم ما قالته تلك العجوز الريفية (عجبني للمرقوت) حين بلغها خبر إحتراق منزلها المشيد من القش الجاف أثناء وجودها خارجه، وبدلاً من أن تلطُم الخدود وتشق الجيوب وتولول وتضرب السكليبة، قهقهت حتى كادت أن تستلقي على قفاها وقالت (كدي كدي، عجبني للمرقوت!!) تعبيراً عن فرحتها وإنبساطتها أربعة وعشرين قيراط من النهاية الفاجعة للمرقوت الذي استوطن عنقريبها المنسوج من الحبال، وأقض مضجعها وأورثها الأرق والسهر والقهر ووجع الضهر ..
فجرت مقولتها هذه مثلا ،فنحن والله لم نفرح ولم ننبسط لهذه العملية غير الكريمة التي تعرض لها هؤلاء الرجال،رغم ضيقنا وتبرمنا واستهجاننا لموقفهم من الأزمة الوطنية وممالأتهم لأحد أطرافها في الوقت الذي كان ينتظر منهم أن يلعبوا دور الوسطاء والحكماء..نعم لا نقول لهم تستاهلوا (وعجبنا ليكم) التي نعلم أن الكثيرين قد قالوها فيهم ولا تثريب عليهم فمن يضع نفسه في موقع شماتة فهي واجبة في حقه،ولكننا من جانبنا لن نبدي أي درجة من الشماتة عليهم،وانما نلومهم بأقسى العبارات على سؤ تقديرهم ووزنهم للأمور ابتداء والذي قادهم في النهاية الى هذا الموقف البايخ،وفض (صبتهم) المساندة للمجلس العسكري كما أسموها تأثرا بمصطلحات شباب الثورة التي صارت على كل لسان ورسخت في الأذهان الى جانب جملة الابداعات الشبابية التي أبدعها شباب الثورة على مدى خمسة أشهر سيخلدها التاريخ..
الواضح أن عملية فض (صبة) هؤلاء المشايخ قد تمت بعد أن ضاق مضيفهم (المجلس العسكري) بضيوفه ولم يعد يحتمل الصرف البذخي الذي كان يغدقه عليهم في مأكلهم ومشربهم بل وحتى (مصاريف جيبهم)،وكما تقول الزميلة الصحافية سعاد الخضر في خبرها المنشور أمس بهذه الصحيفة،أن لجنة الخدمات المسؤولة عن خدمة هذه الحشود من رجالات الادارة الأهلية،كشفت حجم الصرف الكبير عليهم والمتمثل في 61 ناقة وما بين 10 الى 20 خروف كانت تنحر لهم يوميا هذا غير الأعطيات والمكرمات المادية الكبيرة وغير المادية لحوالي العشرة الاف شخص ،ومن جانب المجلس العسكري فاننا نأخذ عليه طريقته الفظة في فضهم،اذ كان يمكنه مثلا أن يستخدم معهم ديبلوماسية أحد أفذاذ الادارة الأهلية ونعني شيخ البطانة أبوسن،وذلك بأن يوصل لهم بطريقة غير مباشرة بأن لم يعد قادرا على الصرف عليهم،بأن يقول لهم مثلا (والله صبتكم مشكورة ومساندتكم لنا مذكورة بس طولتوا من الأهل والأولاد والديار)،ولكن (حدث ما حدث) ولله عاقبة الأمور..

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد