صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

قبل التطبيع ..!!

11

—————

بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي

قبل التطبيع ..!!

ما رأيكم في التطبيع ..؟

سؤال يحتاج لإجابة عاجلة لا ننتظرها من الفريق عبدالفتاح البُرهان والذي أجاب عليها عمليا ، ولا من حمدوك الذي أنكّر في بداية الأمر معرفته بزيارة البرهان الأولى إلى عنتبي واجتماعه مع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي ، ولم نكُن ننتظرها أيضاً من السفير حيدر المُتحدث باسم الخارجية السودانية والذي تبرع دون أن يُطلب منه واستبق الجميع بموافقة دولته على التطبيع وهرولتها لتحقيق ذلك ، وقد أغنتنا الوسائط عن سؤال المواطن في نقلها لتفاعله المُباشر مع هذا الأمر وقد أوضحت لنا الوسائط انقسام الناس فيها بين مؤيد بشدة للتطبيع ومُعارض مُتشدّد وآخر ينتظر الدولة لتقُرر إن قبلت بالتطبيع فهو معها وإن رفضت فلن يُخالفها.

لن ننتظر الإجابة أيضاً من المُعارضة بالرغم من أنّ السيد مُبارك الفاضِل رئيس حزب الأمة المُنشق بحزبه عن أبناء عمومته لم يُخفي تأييده للتطبيع اليوم قبل الغد ، وقد صدح برأيه عندما كان وزيراً للاستثمار في أواخر سنوات الإنقاذ ، ولم يجرؤ أحدهم على انتقاده أو الوقوف ضده يدفعهم الخوف من أن يُصاب رفاقه من الإنقاذيين بعدوى حُبه لإسرائيل ومبادرته للتطبيع معها ، وها هو اليوم يدعو (علناً) غيره من الأحزاب لدعم الحُلم القادم واستجابت لدعوته بعض الأحزاب الصغيرة وباركوا خطوته ، ووعدوا بدعم مسيرته في الوصول إلى تطبيعٍ مع دولة كُنّا لوقت قريب نُشير إليها بدولة العدو ، ورُبما انضم إليه غداً من الأحزاب من يرى في التطبيع ما لا يراه الغير من الرافضين للمبدأ.

مُجمع الفقه الإسلامي السوداني يُفتي بالإجماع على عدم جواز التطبيع مع إسرائيل.

لم يتبقى غير (مؤسسة) الدولة بشقيها العسكري والمدني وبقية الشُركاء ، هل من لسان واحدٍ (يا تُرى) يجمعهم للحديث الصريح وللرد على السؤال الداير الأن في أذهان الناس..؟

وهل لدينا (دولة مؤسسة) اليوم أو (مؤسسة للدولة) للبت في مثل هذا الأمور وللرد على هذا السؤال وغيره من الأسئلة..؟

ما دعاني لهذا السؤال الكبير واستدعاء تلك الأجوبة الضمنية للساسة والشارع هو حالة التشظي التي نعيشها اليوم ، وفشلنا في الوصول إلى اتفاق داخلي بعد الثورة نلم به شتات وطن تتسع فيه هوة الخلاف بيننا ، وتنحسر فيه براحات الاتفاق كُلما أشرقت شمس يومٍ من أيام المدنية ، مع تكالب البعض على المناصب واستعجالهم على تقسيم كيكة السُلطة المُشتهاة ، وبحث بعضهم المُضني في بناء أمجاد شخصية ، ولن تُفيد بالطبع هذه الأفعال في ردم هوة الخلاف إن لم تكن سبباً في اتساعها ، ولذلك تظل الإجوبة على مثل هذه الأسئلة الصعبة غير مُمكنة (الأن) بلسانٍ حكومي واحد.

اتفقوا أولاً على ضرورة التطبيع بينكم ثُم طبعوا مع من تتوافقون على التطبيع معه.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد