صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ممنوع الاقتراب أو التصوير!!

17

ماوراء الكلمات – طه مدثر

المدنية.. ممنوع الاقتراب أو التصوير!!

(0) والني للنار، والعرجاء لمراحها ولا يصح الا الصحيح، ولا يستقيم الظل والعود اعوج، والزمان يستدير 180درجة، كيوم بدايات بشريات انتصار ثورة ديسمبر المباركة، والتي تمر علينا ذكراها هذه الايام، ومن يطلع أو يقرأ ماجاء في اتفاق سايسبيكو، عفواً في اتفاق الفريق أول عبدالفتاح البرهان ودكتور عبدالله حمدوك، يدرك ان حمدوك ماخرج من (الحجر السياسي)، إلا ليوافق على ماجاء في البيان الاول للفريق اول ركن، عبدالفتاح البرهان، الذي زعم أن ماقام به، هو اجراءات تصحيحية لمسار ثورة ديسمبر المباركة، ولكن الشارع الثوري، يسمي ذلك انقلاباً لا شية فيه غير الانقلاب.

(1) ومعلوم أن الانقلاب لا يساعد في حل أي مشكلة أو أزمة، بل يزيد من تفاقمها ويزيد الازمات اشتعالاً، فاذا كانت للديمقراطية أخطاء، وان شئت فقل خطايا، فان ذلك من علامات الصحة والعافية، فالديمقراطية تمنحك فرص أكبر للوقوع في الأخطاء، ثم العمل الجاد على عدم تكرارها، وتصحيحها، فالانقلاب خطأ كارثي، بصرف النظر، عن الأهداف من ورائه..

(2) ومعلوم بالضرورة، انه توجد مناطق حساسة بالدولة، وموجود بقربها لافتة (طول بعرض) كتب عليها (منطقة عسكرية، ممنوع الاقتراب أو التصوير)، وكان ذلك في زمان مضى، ولكن بعدما جاءت به خرائط (عمنا قوقل)، ماعادت هذه العبارة ذات جدوى، ولكن بمبدأ المنطقة العسكرية، نكتب أن الديمقراطية والحرية والعدالة، وغيرها، هي منطقة مدنية، يمنع العسكر من الاقتراب منها، او تعاطي مايأتي من قبلها، ولا يحق للعسكر ممارسة العمل السياسي، الا اذا تخلوا عن البدلة العسكرية، وارتدوا جلباب المدنية، فالعسكرية والمدنية، خطان متوازيان، لا يلتقيان، وبينهما، مابين الحداد والسلاسل ، ومابين النجار والخشب، وذلك لأن المدنية تقوم على اختلاف الاراء، والرأي والرأي الآخر، بينما العسكرية تقوم فقط على (صرف الأوامر) وتنفيذها، دون اعتراض.

(3) ويعيش في أضغاث أحلام، الذين يظنون بأن العسكر، سيقود البلاد والعباد الى المدنية، والى انتخابات حرة ونزيهة، فالانتخابات تكون الحل، اذا كانت البلاد تعيش في منطقة مدنية، ولكنها تكون كارثة وتكون أم الأزمات، اذا كانت البلاد عبارة عن ثكنات عسكرية!!

(4) ملحوظة: منع الاستاذ ابراهيم الشيخ، وزير الصناعة في الحكومة السابقة، من السفر، يؤكد أن القوانين في أيد الانقلابيين، هي مجرد أوراق بيضاء، يستطعون ملأها، بما يريدون من مواد، تلائم وتناسب أهوائهم وأمزجتهم الإنقلابية، ولكن كل ذلك إلى حين ميسرة، وحفظ الله ثورة ديسمبر المباركة، وحفظ الله السودان..

الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد