صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الباعوض عضاني

8

 

خارج الاسوار

سهير عبد الرحيم

الباعوض عضاني

المحاكم خشم بيوت، بمعنى في محكمة جلساااتها سريعة وطق طق تنتهي، ومحكمة لما الشاكي يموت لا يصدر فيها قرار، ومحكمة يشغلوها يوم الإجازة يجيك المتهم نظيييييف يلمع، الجلابية والعمة السويسرية تخبرك انه عائد لتوه من عقد قران بمسجد سيدة سنهوري، وليس خارج لتوه من سجن في قضايا فساد وإراقة دماء
مناسبة هذه الرمية ما جاء في صحيفة (التيار) الغراء قبل فترة أن أعمال الرش للباعوض قد بدأت داخل سجن كوبر، على خلفية شكوى الرئيس المخلوع عمرالبشير من انتشار الباعوض داخل السجن أثناء ترحيله إلى نيابة مكافحة الفساد الأسبوع الماضي.
وحسب خبر الزميلة إنعام آدم، فإن أعمال صيانة عامة انتظمت الحمامات، وتم تركيب مقاعد أفرنجية، إلى جانب معالجات لطفح مياه الصرف الصحي التي كانت تغطي مساحات كبيرة تسبب روائح كريهة.
والخبر أضاف أيضاً أن الرئيس المخلوع يتناول وجباته من خارج السجن (خدمة دليفري)، تجلب مغلفة مع كميات من عصير الفاكهة.
انتهى الخبر الكارثة الذي يوضح أن الباعوض (أتلوم) ، يااااخ بالغ عديييل الباعوض ده، كيف لهذا الباعوض أن يعض المخلوع، ألا يعلم هذا الباعوض أن هذا الجسد الطاهر كان يفترش الأرض مع المواطنين، يتقاسم معهم همومهم وأوجاعهم، ألا يعلم هذا الباعوض أن هذا الرجل قد أفنى زهرة شبابه في خدمة هذا الوطن وإنسانه.
كيف يعض الباعوض المخلوع الذي أقام دولة العدل والحرية والمساواة، الرجل الذي قفز بالسودان إلى مصاف الدول المتقدمة، وجعل إنسانه يعيش الرفاهية الكاملة، تعليم وصحة وأمن واستقرار ومأوى وغذاء وكساء.
الرجل الذي جعل جواز السفر السوداني الأول في المطارات العالمية، ولم يجعل السفارات تتردد ألف مرة قبل منح تأشيرة دخول لسوداني، الرجل الذي جعل معدل الهجرة صفراً ولم يصل الى خمسة ملايين في مصر ومليونين في السعودية وأوربا وامريكا حدث ولا حرج.
الرجل الذي جعل معدل الفقر صفراً ولم يجعله ٥٦٪‏ من جملة الشعب تحت خط الفقر، وجعل معدل البطالة صفراً ولم يجعل اكثر من ٨٠٪‏ من الخريجين من غير وظائف، ومن توظف عمل في غير تخصصه او في وظائف هامشية.
الرجل الذي نهض بالقطاع الصناعي والزراعي والرعوي، ولم تعج في عهده قضايا الفساد في الأقطان وسودانير وخط هيثرو وإعدام مشروع الجزيرة وتصدير إناث الإبل. وبيع الخطوط الجوية والبحرية وانهيار السكة الحديد.
الرجل الذي كان ديمقراطياً في حكمه طيب المعشر نقي السريرة، ولم يقم بأسوأ مذابح عرفتها الإنسانية في دارفور، الرجل الذي جعل القتل والقهر والاستبداد والتعذيب عنواناً بارزاً لفترة حكمه، الرجل الذي كلما نقص رقص وكلما شتم سرق وكلما ابتلي خان.
الرجل الذي جعل زوجته سيدة نساء السودان في استغلال النفوذ والثراء الفاحش وجمع الأموال على حساب المستضعفين والفقراء والمعدمين.
خارج السور:
نطالب وبشدة بتكريم قبيلة الباعوض في سجن كوبر.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد