صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

البصبصة السياسية..مبارك ونافع مثالا..

7

 

بشفافية

حيدر المكاشفي

البصبصة السياسية..مبارك ونافع مثالا..

ينسب للسياسي السوداني الملقب ب (البلدوزر) مبارك الفاضل، قوله في لقاء أجري معه، أن القيادي البارز بالمؤتمر الوطني المدحور د. نافع علي نافع، كان يخترق مكتبه ويتسلل اليه ليلا بصورة يومية، يبصبص فيه ويقلب محتوياته حينما كان هو يشغل منصب مساعد رئيس الجمهورية، وبالمقابل يضيف مبارك أنه كان يقوم بعمليات اختراق وبصبصة مضادة، ليس لمكتب نافع وحده بل ومكتب الرئيس المدحور البشير، بهدف الحصول على معلومات، ولكن مبارك لم يكن ينفذ بصبصته بنفسه كما يفعل نافع، وانما كان يمارسها عن طريق مصادر يغريها أو قل يشتريها ب(القروش كاش داون)..وهذا الذي قاله مبارك الفاضل يثير من جديد جدل الغواصات والتغويص والبصبصة السياسية، فقد كان الحزب البائد ينشط في البصبصة والتجسس على المعارضين والناشطين عبر بصاصين مدنيين من الحزب ورسميين من أجهزة البصبصة الرسمية، وكان يشكل قاسماً مشتركاً أعظماً في كل جدالات التغويص التي كانت تثار من وقت لآخر ابان العهد المدحور، ومن ذلك ما كان أثاره حزب المؤتمر الشعبي باتهامه للمؤتمر الوطني بزرع أجهزة تنصت داخل عربة ومكتب الأمين العام لحزبهم الدكتور حسن الترابي رحمه الله، كما اتهم أيضا قادة حركة الإصلاح الآن الحزب نفسه ببث عيونه وبصاصيه وجواسيسه داخل حركتهم، هذا غير الكثير من عمليات البصبصة والتجسس التي نشط فيها الحزب المعزول واستهدف بها قوى سياسية عديدة..
المعلوم عن التغويص السياسي أنه مستمد من التغويص البحري، وأن عمل الغواصات السياسية يماثل مهام الغواصات الحربية، بجامع أن كليهما متخصص في الغوص تحت سطح المجال الذي يتحرك فيه ثم الطفو إلى السطح مجدداً، ويكون الغرض في الغالب هو الاختراق والتجسس عند كليهما، بينما قد ينفرد الغواصة السياسية بمهمة اضافية، هي محاولة التسلل إلى مواقع القيادة في الكيان المستهدف، بهدف التأثير على توجهاته وقراراته وتوجيهها أو تجييرها لصالح جماعته السياسية، هذا غير أن للتغويص السياسي أكثر من أداة، فقد يتم عن طريق زرع أجهزة للتنصت لجمع المعلومات ورصد التحركات أو بزرع كوادر بشرية مدربة على هذه المهام، وللحقيقة فإن التغويص ظل وسيظل ممارسة معروفة بين الكيانات والجماعات وربما لم ينجُ منها كيان أو جماعة، وهنالك الكثير من الحكاوى والروايات التي لا يسعها المجال عن الاختراقات المتبادلة بين القوى السياسية المتصارعة، صحيح أنها لا يتم الاعتراف بها جهراً ولكن ذلك لا ينفي وجودها، إذ كيف يتم الإعلان عن مهمة تقوم أساساً على السرية فيتم الإعتراف بها علناً على رؤوس الاشهاد، سواء كان ذلك عن طريق زرع أجهزة تنصت أو غواصات بشرية، والحقيقة أنه ليس من الغريب أو المستبعد أن تحاول القوى السياسية المتصارعة أينما وجدت على امتداد المعمورة، اختراق بعضها بعضا (فضيحة ووترقيت مثالاً). أما عن الدول فحدث ولا حرج، فهناك الكثير من الحكاوي والروايات التي لا يسع المجال لسردها عن محاولات التجسس المتبادلة (ما ورد في ويكليكس عينة منها).

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد