صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

  الحاضنة العسكرية !!

16

صباح محمد الحسن

” 

أطياف – صباح محمد الحسن 

الحاضنة العسكرية !!

منذ ان تم تكوين مجلس السيادة من قبل الفريق عبد الفتاح البرهان ، عقب انقلاب ٢٥ اكتوبر (الفاشل ) ، واثناء التفاوض مع رئيس مجلس الوزراء وقبل الإتفاق معه ، قصد البرهان بذلك ان يغلق ابواب المشاركة في وجه المدنيين المناصرين للثورة ، وحجز المقاعد لشخصيات اقرب للمزاج العسكري ، لن تكون ( مزعجة ) للبرهان مثل ماكان عضو مجلس السيادة الاستاذ محمد الفكي سليمان ، وجاء بشخصيات تفتقر للوزن السياسي ، واخرى لم نسمع بها إلا عبر الشريط الإخباري في القنوات الفضائية عند اعلان خبر تكوين المجلس ، فمحمد الفكي كان بمثابة ( شوكة الحوت ) التي ماكان سينفك منها البرهان إلا بذاك الانقلاب ، وشخصيات عسكرية اكدت ان خلاف البرهان مع بعض الشخصيات المدنية والتي كانت مستفزة له هي واحدة من الاسباب التي دفعت البرهان الي هذه الخطوة خطوة التقدم للوراء ، إذ أن البرهان سارع بتكوين هذا المجلس لعدة اسباب اولها التخلص من قحت ومن لجنة التفكيك ، ومن هذه الشخصيات المعارضة له بشدة ، وليعيد الحصانه والحماية له ولنائبه تحت مظلة السيادي حتى انتهاء الفترة الانتقالية .

وحاول البرهان الاحتفاظ للأعضاء القدامى والمقربين بنصيبهم ، أمثال الكباشي والعطا عرفاناً لهم على الكثير ، ومن بعدها قام ( بإتمام العدد ) بالذين قام بتعينهم من المدنيين الذين لاعلاقة لهم بالمدنية.

وغريب ان يطالب البرهان ويشترط ابعاد الحاضنة السياسية بحجة الفشل ، ويفرض علينا للمرة الثانية حاضنته العسكرية ، والأعضاء الذين لا قبول له عند القوى الثورية ، والقوى السياسية، وغالبية الشعب السوداني ، فكيف يتم ابعاد قحت لفشلها من المشهد السياسي ولم يتم ابعاد هؤلاء الذين تقع عليهم مسئولية الفشل في الفترة الانتقالية ، ومسئولية فض الاعتصام ، لماذا لم يستجيب البرهان لكل الرافضين لهم ولمجلسه العسكري ، واستجاب فقط لترك والتوم هجو وفلول القصر بإبعاد الأحزاب ؟ وهل عقرت المؤسسة العسكرية من الضباط الشرفاء ، فالمجلس السيادي ليس حكراً على احد من العسكريين ، حتى يُخلّدوا فيه بأمر البرهان ، ولكنه ( حكم العسكر) الذي لايرى في نفسه إلا الصواب.

والمجلس السيادي الموقر ، أكد انه مجلس عسكري بالكامل ، يلقي عليه البرهان قراراته الشخصية ، فهو لايقوم إلا بالموافقة وتدوين هذه القرارات لتخرج باسمه للناس ، فبربكم من مِن اعضاء المجلس من المدنين كان له الجرأة ان يعترض على تعيين رئيس القضاء ، الذي عينه المجلس منفرداً دون التشاور والتوافق مع رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك ، من الذي رفع سبابته ليعترض من موقعه كممثل للمدنيين على هذه الخطوة ، بحجة ان رئيس القضاء لايمثل الثورة ، لإنتمائه الخفي او الواضح لحكومة المخلوع ، لا أحد ،والمجلس بهذا القرار تمتع بسلطات واسعة تعدى بها مهامه التشريعية ، وظهر مخالفاً كونه تجاوز السلطة التنفيذية ، الم يقل برطم ( ان مجلس السيادة تنفيذي ) .

ورئيس القضاء الذي قوبل تعيينه بالرفض وكان الأحرى به ان يستقيل ، فكل التعيينات التي تأتي من البرهان مخالفة لمطالب الشارع والثورة ، لاتستمر ، فالبرهان نفسه فشل في الاستمرار بانقلابه على الحكومة المدنية ، ولكنه حب المناصب اشهر أعراضه عمى البصر والبصيرة .

والإعفاءات تطول مدراء الاستخبارات العسكرية ومدراء في جهاز الامن والمخابرات لكنها لاتقترب ابدا من الخمسة المبشرين بالاستمرار في السيادي ، وإعفاء مدير الشرطة السودانية يعقبه حديث عن أن اي عربة شرطة خرجت كان بها افراد من الدعم السريع ، ألم نقل بالأمس ان الشرطة ربما تكون الجاني وربما تكون الضحية ، والمهم ليس اعفاء مدير الشرطة ، الأهم هو محاسبة كل متورط في قتل المتظاهرين ، إن كان يتبع للشرطة او الدعم السريع ،. فمتى كان الإعفاء من المناصب عقوبة لقتل النفس البريئة !!

طيف أخير :

الرحمة والمغفرة لشهداء جبل مون وشهداء القوات المسلحة في الفشقة

الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد