صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الشركة الامنية ومخابئ السلاح !!..

11

مناظير

زهير السراج

الشركة الامنية ومخابئ السلاح !!..

* ضبطت السلطات في الاسابيع الاخيرة كمية من الاسلحة والذخيرة في أماكن متفرقة بالعاصمة منها الجناح الخاص بمستشفى بحرى التعليمي، ومنزلان بحي أركويت وحى سوبا شرق وُجدت فيهما 83 بندقية كلاشينكوف و30 ألف طلقة، وتم توقيف خمسة متهمين وتدوين بلاغات ضدهم تحت قانون الأسلحة والذخائر، كما توفرت معلومات عن وجود كميات ضخمة من السلاح والذخائر مخزنة في اماكن ومخابئ لا تتبع للجهات الرسمية جارى العمل على الكشف عنها وضبطها والجهات التي تقف وراءها. كانت إحدى الصحف قد نشرت قبل يومين خبرا عن كشف مخطط لتنفيذ عمليات تخريبية في البلاد يشمل الاماكن والاشخاص بدون ان تفصح عن التفاصيل ومصدر الخبر !!
* المتابع للأحداث لا يستبعد مثل هذه الأخبار، فلقد عمل النظام البائد منذ الوهلة الأولى لاستيلائه على السلطة بانقلاب عسكري في يونيو 1989 شاركت فيه مليشيات الجبهة الإسلامية القومية، على تخزين الاسلحة والذخائر في منازل واماكن متفرقة في العاصمة والأقاليم تحسبا لأى تحركات لإسقاط النظام، ولقد كشف النظام نفسه عن بعض تلك المخابئ والاعلان في الصحف عنها إثر الصراع العنيف على السلطة بين المخلوع البشير والترابي وافتراقهما في عام 1999 في ما عرف آنذاك بالمفاصلة!!
* غير أن الأخطر من ذلك هو قيام النظام إثر فشل غزو ام درمان بواسطة متمردي حركة العدل والمساواة بقيادة (خليل ابراهيم) في يونيو 2008، ببناء مخابئ للسلاح في أماكن متفرقة في البلاد، خاصة في العاصمة، لا يعرف أماكنها إلا قليلون، بناءً على دراسة اعدتها شركة امنية تتخذ من دولة جنوب أفريقيا مقرا لها، استأجرها النظام لوضع خطة أمنية شاملة لحماية العاصمة من أي انقلاب أو غزو عسكري، فأوصت بعد دراسة مستفيضة استغرقت اكثر من ستة اشهر بتصفية الجيش ومعسكراته واسلحته والاحتفاظ بقوات رمزية فقط خارج العاصمة، والاعتماد على قوات خاصة (مليشيات) لحماية النظام، بالإضافة الى تشييد مخابئ سرية للسلاح في اماكن متفرقة وحفر ممرات تحت الأرض تربط بعض الأماكن الاستراتيجية لاستخدام كبار المسؤولين في الدولة في حالة حدوث تهديد امنى، ولقد نفذ النظام معظم ما جاء في الدراسة خاصة الجانب المتعلق بتصفية الجيش والاستعاضة عنه بمليشيات خاصة، وإنشاء مخابئ سرية للسلاح!!
* من اهم الكتب التي تطرقت لهذا الموضوع الخطير كتاب (السودان، جنوب السودان ودارفور، 2011). مؤلفه هو البروفيسور (اندرو ناتسيوس) مبعوث الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن للسودان والذى سمح له هذا المنصب بتكوين الكثير من الصداقات والاطلاع على الكثير من الاسرار في السودان ، وكان قد شغل قبل ذلك منصب المدير العام للوكالة الامريكية للتنمية الامريكية (المعونة الامريكية) وثيقة الصلة بالمخابرات الامريكية، وعدة مناصب بها قبل تعيينه مديراً لها، مما أتاح له السفر للسودان عدة مرات (خاصة جنوب السودان قبل عام 2005 ) والتعرف عن قرب عليه، وتكوين صداقات مع العديد من السودانيين.
* تناول الكتاب كل شيء تقريبا في السودان ابتداءً من غزو محمد على باشا والحقبة التركية حتى انفصال الجنوب في عام 2011 ، وتحدث عن موضوع الشركة الجنوب أفريقية التي جاءت الى الخرطوم وأجرت دراسة متكاملة عن الأوضاع الأمنية في السودان ورفعت تقريرها وتوصياتها الى المسؤولين.
* تم تنفيذ معظم التوصيات، فشُيدت مخازن سرية للسلاح لا يعرف أماكنها إلا قليلون، واُحيل معظم الضباط وصف الضباط والجنود الى التقاعد وابقى فقط على اكثرهم ولاء للنظام. كما نعرف فقد سبق هذا العمل التخريبي للجيش المخطط الخبيث الذى بدأه الترابي في عام 1989 بإنشاء قوات الدفاع الشعبي كقوة موازية للجيش تابعة للحركة الاسلامية على ان تحل محله لاحقا بمرور الوقت، ولقد وجد المخطط في بدايته مقاومة من المخلوع ورفاقه في ما عرف وقتذاك بـ(مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني) خشية ان ينقلب عليهم الترابي ويتخلص منهم بعد اكمال مخططه، إلا أن البشير واصل في المخطط الشرير بعد التخلص من الترابي مع اختلاف بسيط هو الاعتماد على جهاز الأمن ثم مليشيات الدعم السريع لاحقا بدلا عن الدفاع الشعبي لعدم ثقته في الاسلاميين رغم العلاقة التي تربط بينهم وترأُسه للحركة الاسلامية التي كان ولا يزال لها كتائبها الخاصة ومخازن اسلحتها!!
* كل هذه المخازن يجب الكشف عنها ومصادرتها لصالح الدولة بأسرع ما يمكن والقبض على المتهمين، قبل أن تختفى ونصحو كل يوم على عملية تخريب واغتيال تسعى لإجهاض الثورة وتعطيل مسيرة الديمقراطية والمدنية ونشر الخوف والرعب والفوضى في البلاد .. وبالتأكيد هنالك بين المسجونين تحفظيا والذين يوجدون خارج السجون، مَن يعرف مواقعها وما تحتوى عليه من سلاح والقائمين على أمرها !!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد