صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الفورة كم ؟

11

حاطب ليل

د. عبد اللطيف البوني
الفورة كم ؟
‏‏‏‏

)1(
تأسيساً على قاعدة الجديد شديد وبعض السياسات التي أعلنها السيد رئيس الوزراء ثم بعض الخطوات التي خطاها قلنا إن هناك تغييراً قد بدأ يدب في أفق الساحة السياسية وقلنا إن ضوءاً خافتاً بدا يظهر في مؤخرة النفق وبلغة الرياضيات أوضحنا رأينا بالقول إن معدلات التدهور بدأت تقل بعبارة أخرى قلنا إن الوضع الاقتصادي لم يتحسن وذهبنا إلى أكثر من ذلك وقلنا إن التدهور والتراجع لم يتوقف بل هو في استمرار طالما أن التضخم يزداد كل صباح جديد فكل الذي حدث هو أن معدلات التدهور قد تراجعت فبدلاً من أن يسير بسرعة مائة كيلو متر في الساعة أصبح يسير بسرعة خمسين ميلاً وهذا أمر يستوجب الترحيب لأن )الطشاش في بلد العمي شوف( و)ضرب الكوراك كتير على راعي البقر( وللأسف هذا هو قدرنا وإن كنا نستحق غير ذلك وكانت شواهدنا على ذلك اختفاء صفوف الوقود ولم تكن هناك صفوف رغيف وهناك نجاح نسبي لآلية تحديد سعر الدولار فالفرق بين السوقين كان مناسباً والأهم من كل هذا قد بدت لنا الحكومة أنها لن تكون جزءاً من الفساد فما أهلك السودان في العقود الأخيرة إلا الفساد الذي كان يبدأ من فوق ويتنزل لتحت فمجرد ظهور الحكومة لنا بمظهر النأي عن الفساد مكسب ناهيك عن مقاومته.
)2(
أها اليوم العلينا دا )الأربعاء يوم كتابة المقال والخميس يوم قراءته( معدلات التدهور عادت لنفس سرعتها القديمة )سرعة ما قبل معتز( بدليل أن صفوف الرغيف قد عادت.. بالمناسبة صفوف الرغيف عبارة عن مظاهرات صامتة )أها مفروض تكون اليوم الخميس غير موجودة على حسب الكلام الرسمي( ولكن الأهم صفوف الجازولين فالجازولين هو الدم الذي يجري في شرايين البلاد الاقتصادية وأي خلل في إمداده يعني أن قلب البلاد ليس بخير، ثالثاً سعر الدولار في السوق )الموازي( وليس الموازي بدأ يتحرك تاركاً سعر آلية صناع السوق في محطتها الأولى )يا ربي السفر لأبي ظبي لمشاهدة هلال \ مريخ له دور في هذا؟( أم )ياربي إرجاع الباخرة الضخمة المليانة خرفان من جدة بدون أي سبب وجيه له دور؟( ولا)زيارة السيد رئيس الجمهورية لتركيا وزيارة وزير الدفاع التركي للسودان؟( أم ريما )الحكومة( رجعت لعادتها القديمة ودخلت السوق الموازي لشراء الدولار لشراء الجازولين؟( أم أن صراع السلطة أي الجماعة الجوانيين قبلوا على الحكومة الجديدة ويريدون أن )يجيبوا خبرها(؟
)3(
قد تكون كل العوامل أعلاه أو بعضها أو لا تكون كلها سبباً في ارتفاع أسعار الدولار وهناك عوامل أخرى هي التي تسببت في ذلك ولكننا لو قرأنا بين السطور سوف نجد في العوامل المذكورة أعلاه تلك الأخرى موجودة. )الشرح الكثير يذهب المعنى( السيد مبارك الفاضل بجرأته المعهودة قال إن الحكومة السابقة التي كان هو وزيراً فيها قد كانت ضحية للصراع داخل الحزب الحاكم وقد فصل في ذلك. كمال عمر قطب حزب المؤتمر الشعبي قال إن جماعة المصلحة داخل الحزب الحاكم بدأت تعرقل لحكومة معتز. لكن دعونا نضع ما قاله مبارك وكمال جانباً ونسمع كلام معتز ذات نفسه ومن داخل البرلمان يوم الثلاثاء الأول من أمس حيث قال إنهم يخوضون معركة كسر العظم في عملية سعر الصرف ويبدو أنه قبل التحدي بدليل قوله )الفورة مليون( وبهذا يمكننا القول إن الكلام قد دخل الحوش. فإذن ياجماعة الخير لم يبق أمامنا إلا الدعاء فاللهم الطف بعبادك في أرض السودان فأنت أعلم بهم.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد