صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

 اللف والدوران حول صينية “الدولة العميقة”

11

جنة الشوك

جمال على حسن
اللف والدوران حول صينية “الدولة العميقة”

 

 

 

 

 


ترى هل هناك طريق مفتوح وسالك للمرور عند )صينية( أو دوار الدولة العميقة هذا والذي )اتفلقنا( بسيرته وحجته.. هذا الدوار الذي لا تزال حكومة حمدوك تدور حوله منذ تعيينها وحتى الآن..؟
هل سنظل نشاهد حلبة للدوران المستمر لثلاث سنوات قادمات في الوقت الذي تنتظر مواقيت أزمات البلد على أحر من الموت والهلاك التام عند ألف مخرج وطريق فرعي مظلم حول هذا الدوّار..
)زقاق( ضيق يؤدي لصفوف الخبز و)داعوس( متعرج يقودك مباشرة إلى مدخل أزمات الصحة والدواء الذي صار يباع مثل الدولار في السوق الأسود.. وطريق فرعي ثالث تنتظر عنده مياه خريف أقسم أن لا يغادر إلا بعد أن يجري امتحاناً دقيقاً وصعباً لقياس درجة الكفاءة الفنية المتوفرة وقدرات الحكومة العملية في التعاطي مع الأزمات.
فحتى لو افترضنا أن هذه العربة الانتقالية عربة حكومة الكفاءات محتجزة عند صينية الدولة العميقة كل هذا الوقت بسبب إغلاق جميع الإشارات باللون الأحمر لمنع المرور.. فلماذا لا تستخدم صلاحية قانون الطوارئ المطبق بإصرار على تمديده لتجاوز تلك الشارات الحمراء للوصول إلى الأزمات ومخاطبتها عملياً بغرض انتشال البلد من كماشتها الطاحنة.
هل تعلمون كم هو سعر الجنيه السوداني أمام الدولار اليوم وأمس هل تمكنتم حتى هذه اللحظة من وضع حد لأي أزمة من الأزمات التي كانت قد تسببت في انفجار الشارع ضد النظام السابق؟..!
وهل سنظل هكذا ما بين الخيارات القديمة ذاتها خيارات البحث عن المنح والهبات لتوفير الوقود والقمح والنقود ثم نبدد الوقت كله في الاستماع الى الوعود من حكومة يعجز وزراؤها عن فعل أي شيء.. ومكون سياسي أتى بهذه الحكومة ثم عاد يستنزف كل طاقة التفكير خلفها في خوض معارك سياسية عند منعطفات المواكب والمسيرات والمسيرات المضادة.. هل هي فعلاً حكومة النشطاء السياسيين..?!!
وحتى متى يمكن أن يظل المواطن السوداني الجائع والمأزوم كلياً على استعداد لتنفيذ هذه العروض السياسية وتلبية نزوات الأحزاب السياسية ورغباتها المريضة بالخروج اليوم، وعدم الخروج غداً استعداداً للخروج بعد غد؟
وحتى متى ستكون الدول المانحة التي تقدم م
ساعداتها بغرض تحقيق الدفع الأول لانطلاق السودان للأمام ستكون هذه الدول الشقيقة على استعداد وحماس للوفاء بما تلتزم به من منح وهبات وهي تراقب هذا المشهد العبثي لحكومة يبدو أنها عاجزة كلياً على إدارة الأزمات التي تواجهها أو تقديم حلول خارج دائرة طلب الدعم المالي من الآخرين؟..!
حكومة حمدوك من المفترض أنها حكومة يمتلك عناصرها خيالا وقدرة على توفير حلول جديدة ومبتكرة لهذه الأزمات التي يواجهها المواطن في معاشه وحياته بحكم خبراتهم وقدراتهم الفنية.
لكن في الحقيقة لا شيء إطلاقاً حتى هذه اللحظة يدعو للتفاؤل بإمكانية تحسن الأمور خلال مائة يوم أو مئتي يوم قادمات أو حتى ألف يوم ويزيد هو عمر الفترة الانتقالية بمجملها.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد