صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

المسؤول عن قتل الثوار.. 

9

 

من الآخر

اسماء جمعة

المسؤول عن قتل الثوار..

ما حدث من ضرب وقتل خلال يومي الأحد والإثنين أمر مؤسف ومقلق، ورغم أن المجلس العسكري تبرأ منه وقال رئيسه بعدما وقع الفأس في الرأس إن هناك جهات مندسة أطلقت النار على المتظاهرين، لأنه لم يعجبها ما توصل إليه المجلس مع قوى الحرية والتغيير، إلا أن كلامه غير مقنع بل ومثير للشك، ولكن الذي لا شك فيه هو أن المجلس يتحمل المسؤولية تماماً.
المجلس العسكري الآن هو المكلف بمهام تسيير الدولة ومسؤول من سلامة المواطنين في أي مكان وبالأخص المعتصمين وهم في حمى الجيش المكان الذي يفترض أنه الأكثر أماناً عليهم ورغم ذلك تم الاعتداء عليهم في مشهد أعاد إلى الأذهان ما كان يحدث في عهد النظام البائد.
وبما أنه ليس هناك أحد له مصلحة ليندس وسط الثوار ويقتل غير كتائب وأذيال النظام المخلوع، فالأمر هنا يدين المجلس العسكري بالإهمال وتعريض المواطنين للخطر، وكان يجب القيام بحملة فور سقوط النظام للسيطرة على كل الذين يهددون أمن المواطن من باب الحذر، والمجلس بلا شك يعرف عنها كل المعلومات، وإن فعل لما ما وقعت هذه الفاجعة التي تبدو كأنها مدبرة.
من جهتها أصدرت قوات الدعم السريع بياناً طويلاً اتهمت أيضاً مجموعات تسللت إلى ساحة الاعتصام وأطلقت النيران على المعتصمين وإن هذه المجموعات تسعى للإيقاع بينها وبين جماهير الشعب، و أنها مع الثورة و تقوم بدورها كاملاً وتحافظ على الأمن القومي، ولا أدري ما ضرورة بيان الدعم السريع ما دام هو أيضاً جيشاً و ليس لديه كلام مختلف.
رئيس هيئة الاستخبارات قال إن من أطلق النار ليس قوة نظامية وإنما من بعض الحركات المسلحة والعناصر المندسة التي تحمل أسلحة والتي لم يعجبها التقارب مع الحرية والتغيير ولديه خيوط
وخطط تتعلق بها سيكشف عنها، وهذا كلام فيه اختلاف عن حديث رئيس المجلس والدعم السريع ولكنه أبعد من الحقيقة، فالحركات المسلحة ليس لديها مصلحة في هذا التصرف ونجاح الثورة أصلح لها من فشلها، ولا أدري إلى ماذا يرمي رئيس هيئة الاستخبارات، ولكن السؤال المهم لماذا لم يتصرف ويحمي الناس ما دام هو يملك الخيوط ولديه خططها هل تعمَّد الانتظار إلى حين وقوع الحدث؟.
نرجو من المجلس العسكري والدعم السريع ورئيس هيئة الأركان أن لا يستخدموا أسلوب المؤتمر الوطني ومسرحياته في التبرير للأحداث، لأن هذا الأمر ليس في مصلحتهم، قولوا الحقائق كما هي إعترفوا بأخطائكم وعالجوها بالمنطق فالمواطنون ليسو أغبياء ليمر عليهم أي كلام .
عموماً المجلس العسكري هو المسؤول عن قتل الثوار، والآن عليه أن يلتزم بالمسؤولية التي كلف بها ويلحق البلد ولا داعي للتهاون مع بقايا النظام البائد، وقد حان الوقت ليثبت جديته وحسن نيته في معالجة المشاكل التي تهدد البلد وبأسرع ما يمكن.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد