صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

بعض الحكمة لن تضر..

10

مــذاق الحــروف

أتمني من كل قلبي ألا يصر الحزب الحاكم وأنصاره بالخرطوم علي تسير الموكب المزمع تحريكه والذي تم الاعلان عنه لغرض النصرة والتأييد يوم الاربعاء القادم بالساحة الخضراء ، وذلك لعدة أسباب أولها وأهمها الحرص علي أمن وسلامة الطرفين : الموالي والمعارض ، حيث أن كلاهما مواطنين سودانيين يفترض أنهم يتمتعون بنفس الحق في المحافظة علي حياتهم وعدم تعريضهم للخطر ، ولا يفرق بينهم إلا اختلافهم في بعض الاراء .
الحزب الحاكم يعرف جيدا مدي الاحتقان الذي يسيطر علي شريحة ليست بقليلة من الشعب السوداني للدرجة التي جعلتهم يخرجون الي الشوارع يهتفون ويطالبون بسقوط النظام ، ويدرك الحزب الحاكم ايضا أن هؤلاء المحتجين تعرضوا للعنف الشديد من قبل الشرطة والجهات الأمنية الاخري للدرجة التي ازهقت معها بعض الارواح ، وكل ذلك يساهم بالضرورة في زيادة درجات الاحتقان والشعور بالظلم -أو قل بالغضب علي أقل تقدير – هذه المشاعر السالبة قد تدفع بعض المحتجين للتعرض الي مواكب المؤيدين أو تجعلهم يندسون بينهم ويرددون هتافات عكسية لما يخطط منظمو مسيرة التأييد ، والخوف كل الخوف من وقوع مصادمات بين الطرفين حيث يصعب حينها التفريق بين الفصيلين الا من خلال ما يقولون ، وقد يحدث جراء ذلك ما لايحمد عقباه .
خلاف كل ذلك فالمسيرة نفسها لن تدل علي اي شئ علي الاطلاق مما يخطط له القائمون عليها ، ولن تنجح في عكس الصورة المطلوبة ولا ايصال الرسالة التي يريدون ارسالها ، وذلك لسهولة القدح في مصداقية الخارجين وهوياتهم مهما بلغت أعدادهم ، وذلك لسهولة تجميع أي عدد مطلوب بواسطة من بيده مقاليد الامور ، حيث لا غاز مسيل للدموع سيطلق ، ولا رصاص سيفرق الجموع ، بل المتوقع تسهيل مشقة وصول المشاركين الي هناك بتوفير وسائل النقل وربما بعض المعينات الاخري ، وحينها لن تكون المقارنة عادلة بين المسيرة التي دعي لها ( الوطني ) وسابقاتها التي دعي لها تجمع المهنيين .
من ناحية اخري فقد اثبتت التجارب السابقة التي شهدتها بعض البلاد العربية من التي خرجت فيها الشعوب علي الانظمة الحاكمة أن هذا الاسلوب لاينجح ، وأن محاولة تسيير المواكب المضادة التي تحاول اثبات شعبية الانظمة وكثرة مناصريها في الغالب تقود الي تصعيد الامور وانفراط الامن أكثر مما تقود الي الهدوء ، ولانجد علي ذلك اي داع لتكرار تلك التجارب – وما مسيرة نصرة القذافي ببعيدة عن الاذهان .
وفي الختام نقول أن الجهود التي سيبذلها الحزب الحاكم في انجاح هذه المسيرة ، والاموال التي سيتكلفها لذاك الغرض من الأولي أن تذهب في بنود اخري تحاول الاصلاح من اجل تهدئة الامور ، الحكمة مطلوبة أكثر من محاولات الاثبات في مثل هذه المواقف وهي ما نطالب به من خلال هذا المقال ، والله المستعان ,,,.

عماد الدين عمر الحسن
emadsogra@gmail.com

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد