صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

رجعونا محل شاركتونا !​

12

للعطر افتضاح
د. مزمل أبو القاسم
رجعونا محل شاركتونا !​

* الحديث عن سيطرة الدولة العميقة على دواوين الدولة لم ينقطع، سيما بعد أن توقف المجلس العسكري عن كنس إرث التمكين، نتاجاً لتصاعد خلافاته مع قوى الحرية والتغيير.
* فهم كثيرون استعانة المجلس بالحرس الإنقاذي على أنها تُمثِّل تحالفاً تكتيكياً، وتدبيراً وقتياً، يُرجَّح له أن لا يُعِّمر طويلاً، سيما وأن الحلفاء الإقليميين الذين يدعمون المجلس لا يشعرون بالمودة تجاه الإسلاميين، كما إن حميدتي نفسه سبق له أن توعَّد فاسدي العهد المنقرض أكثر من مرة، وذكر أنهم سيشرعون في محاسبتهم قريباً.
* أثارت مهادنة المجلس لأركان الدولة العميقة حفيظة قُوى الثورة، وتضاعفت الشكوك بظهور بعض الإنقاذيين في هيئة محليين سياسيين، وخبراء استراتيجيين في بعض الفضائيات، حيث اقترن ظهورهم بالدفاع عن مواقف المجلس والهجوم على قوى الثورة، كما إن بعضهم برز في الفضائية السودانية، متحللاً من انتمائه القديم، ومتخفياً خلف صفته الجديدة.
* قبل أيام أقدم وكيل وزارة النفط على إعادة تعيين عاطف مصطفى أبشر مديراً عاماً لشركة سودابت، وجاء في خطاب التعيين ما يلي: (استناداً إلى السلطات المخولة لوزير النفط والغاز، ووفاءً لتوجيه السيد نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي تقرر تعيين السيد عاطف أبشر مديراً عاماً لشركة سودابت المحدودة).
* سبق أن كتبنا في هذه المساحة عن عقد المدير المذكور، وذكرنا أنه ينال مرتباً شهرياً قيمته (156) ألف جنيه، بجانب (4) تذاكر سفر سنوية على درجة رجال الأعمال لأي دولة أوروبية، وبدل إجازة قيمته (468) ألف جنيه، وحافز سنوي (468) ألفاً، وبدل عيدين (312) ألفاً، وبدل لبس سنوي (312) ألفاً، بخلاف العربة والوقود والزيت والصيانة وفواتير الكهرباء والمياه والتلفون (بالتجوال الدولي)، وإجازة سنوية مدفوعة الأجر، يحصل فيها المدير على (234) ألف جنيه فقط كل عام.
* لم يغفل العقد (العينة) فوائد الأسفار ذات الدولار الحار، إذ نصَّ على منح صاحبه حافزاً يومياً قيمته (350) دولاراً في أي رحلة خارجية، وألف جنيه للرحلات الداخلية، مع أن العقد ألزم الشركة بأن تتكفل بسداد كل نفقات السفر والإقامة، وكانت خاتمة المسك منحه حقاً للعلاج له ولمن يكفلهم خارج السودان.
* أمس علمنا أن البرهان صحَّح خطأ حميدتي، وأمر بإعادة المدير المطرود من حيث أتى، ونحمد له أنه فعل ذلك، ونتوقع من المجلس أن يواصل ما بدأه قبل فترة، كي يُبعد كل من أبطأت به قدراته، وسارع به انتماؤه، ليسود معيار الكفاءة وحده.
* المدير المذكور طرده أيلا، آخر رئيس وزراء للإنقاذ، بعد أن دشَّن حملةً استهدفت إنهاء العقود الخاصة، وحظر تمديد خدمة كل من يصل سن المعاش، وتفكيك بعض المؤسسات الفاسدة، (مثل صندوق تنمية الشرق)، فهل يعقل أن يتم إحياء ذلك الخمج في عهد الثورة؟
* عندما قرأت خطاب التعيين تذكرت نكتةً كانت متداولةً في العهد البائد، وتنتهي بعبارة (رجعونا محل ما أنقذتونا).
* يطيب لقادة المجلس أن يتحدثوا باستمرار عن أنهم (شركاء في الثورة)، وأنهم توَّجوا مسارها، وتسببوا في نجاحها بخلعهم للرئيس السابق.
* إذا كنتم عازمين على هدر المال العام بإعادة من طردهم أيلا فعليكم أن (ترجعونا محل ما شاركتونا)!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد