صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

متى يسقط نظام الجشع ؟!..

8

شهادتي لله

الهندي عز الدين

متى يسقط نظام الجشع ؟!..

ارتفعت أسعار اللحوم والألبان في الخرطوم بشكل مزعج ومقلق للكافة ، فقراء وميسورين ، فبينما انشغل الشعب بالثورة وتداعياتها النفسية ومضاعفاتها الأمنية ، وغرقت أجهزة الدولة في بحر المواجهات الميدانية والإعلامية مع قوى الحرية والتغيير ، ثلاثة أشهر طويلة منذ إعلان الجيش انحيازه للتغيير ، استغل تجار الأزمات غياب السلطة ، فضاعفوا أسعار كل السلع مراتٍ ومرات ، رغم أن الدولار انخفض سعره واستقر لنحو شهرين ، في مفارقة غريبة وعجيبة لا تؤكد غير أن الفوضى هي الحاكمة في بلادنا وليس غيرها .
ما هي مبررات ارتفاع منتجات محلية مثل اللحوم والألبان والخضروات والزيوت ، ولم تزد قيمة الوقود لترتفع قيمة الترحيل من مواقع الإنتاج في كردفان ودارفور والنيل الأبيض ؟
ما الذي يجعل رطل اللبن يُباع في الخرطوم بنحو (20) جنيهاً أو أقل قليلاً ، فيما يربو سعر كيلو الضأن على (400) جنيه في بلد يسرح على أراضيها ما لا يقل عن (100) مليون رأس !!
ما هذا الذي يجري في أسواق الخرطوم وبقية الولايات ، ومَن المسؤول عن هذا الفساد الأكبر متشعب الأطراف بحيث يشارك فيه كثير من أبناء شعبنا مع سبق الإصرار والترصد ، فكل صاحب سلعة أو خدمة يضع ما يروق له من سعر ، دون ضابط قانوني أو قيمي أو وازع ديني .
الكل يحمل سكينه ليذبح الكل ! الجزار يذبح بائع اللبن ، وبائع اللبن يذبح بائع الخضار ، وصاحب الحافلة يذبح العمال والموظفين والطلاب ، وهكذا تدور الدائرة الجهنمية على جميع سكان السودان البؤساء .. فهم الجناة والمجني عليهم في ذات الوقت !!
لقد ضاق الحال بالناس ، وبلغ الإحباط بهم مبلغاً ، فالثورة لا تحمل في طياتها النِعم ولا يتساقط معها المن والسلوى من السماء ، كما كان يتخيل البعض ، ولا سقوط النظام السابق يعني انتقال السودان إلى مصاف دول تعيش شعوبها الرفاهية في كل مناحي الحياة مثل “سويسرا” ، “اليابان ” ، “النرويج” و”سنغافورة” !
أمام الحكومة الانتقالية عمل كبير ومضنٍ لإزالة قيود الضنك عن شعبنا الصابر العزيز .
الهتافات لا تصنع دولة الكفاية والعدل ، فمتى يسقط نظام الجشع في السودان ؟!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد