صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مملكة الجبل الأصفر.. (طُعم) مسموم

30

قضايا وآراء

كمال عوض

مملكة الجبل الأصفر.. (طُعم) مسموم

> أثارت سيدة أمريكية من أصل لبناني تدعى نادرة ناصيف دهشة العالم بإعلانها تأسيس مملكة جديدة باسم «الجبل الأصفر» في المنطقة الحدودية بين السودان ومصر على مساحة (2060) كيلومتراً.
> (نادرة) التي تبدو في عقدها السادس سمّت نفسها رئيسة وزراء للمملكة الجديدة، وقالت في شريط فيديو بث على نطاق واسع على وسائط التواصل الاجتماعي إن قمة عقدت في مدينة أوديسا بأوكرانيا، أعلن من خلالها قيام المملكة التي ستكون دولة نموذجية، باعتبار أنها ستضع حلاً لأزمة النازحين والمهجرين.
> بعض الفضائيات التقطت الخبر واستضافت محللين وخبراء للحديث عن الإعلان الضجة، لتتكشف حقائق مذهلة ألقت مزيداً من الضوء على الخطوة الغريبة.
> ببساطة أقول إن الهدف الرئيس من الإعلان هو دفع السودان دفعاً للاحتجاج على قيام المملكة، وبالتالي اعترافه ضمنياً بخط (22) الذي يمنح حلايب وشلاتين للمصريين مباشرة.
> لكن الخرطوم تجاهلت الأمر تماماً لأنها تدري أن القصة عبارة عن (طُعم) مسموم يحاولون عبره اصطياد مناطق سودانية خالصة باعتراف دولي وخرائط موثقة في كل مكان.
> حسناً لنبدأ من أصل المشكلة، وهو النزاع الحدودي بين السودان ومصر حول حلايب وشلاتين اللتين تدعي مصر أنهما يتبعان لها لاعتمادها على خط (22) في ترسيم الحدود بين البلدين، بينما يرفض السودان ذلك، ويطالب باعتماد الخط المتعرج الذي يظهر أن منطقة (بئر طويل ــ مملكة الجبل الأصفر) تتبع فعلياً للمصريين وأن حلايب وشلاتين مناطق سودانية لا خلاف عليها.
> تتمسك مصر بحلايب وشلاتين بإصرار غير مبرر، بل اجتهدت طوال السنوات الماضية لتمصيرهما واعتمدتهما دوائر انتخابية، وتتحدث عن أحوال الطقس فيهما ضمن نشراتها الإخبارية الرسمية.
> مد السودان حبال الصبر واتخذ الإجراءات القانونية عبر المسارات المعروفة، وتقدم بأكثر من شكوى للمجتمع الدولي يلفت فيها أنظاره للخروقات والاحتلال الواضح لأراضٍ سودانية دون أن تظهر نتائج ملموسة حتى الآن.
> وزير الخارجية في النظام السابق الدرديري محمد أحمد، قال في حوار مع الزميل صديق رمضان ونشرته (الإنتباهة) قبل أيام: (إن هذه المنطقة لا يدعيها أي من البلدين، لكن هذا لا يعني أنها يمكن أن تتبع لطرف ثالث، فقيام ما تسمى مملكة الجبل الأصفر عليها ليس له ما يسنده من ناحية قانونية، فهذه الأرض إما سودانية أو مصرية، ولا يجوز قانوناً لطرف ثالث التذرع بوجود نزاع حولها بين البلدين لإلحاقها بدولة أخرى أو تأسيس دولة جديدة عليها).
> يجتهد المصريون في إبعاد المنطقة عن حدودهم وإلصاقها بالسودان، لكنهم فشلوا في ذلك لتظهر خطة أخرى بالإعلان الأخير.
> لن يعنينا قيام الدولة الوليدة في شيء لأنها خارج حدودنا ولا علاقة لنا بما يحدث فيها، فهي تتبع لدولة أخرى تعي تماماً كيف تحافظ على حقوقها، لكن الذي يعنينا وسندافع عنه بكل ما أوتينا من سبل ووسائل، أن حلايب وشلاتين أراضٍ سودانية ولن نتنازل عن شبر منهما.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد