صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

يا معتز.. اقدم ولا تتردد

6

زفرات حري

الطيب مصطفى
يا معتز.. اقدم ولا تتردد

 

 


< بالرغم من الضائقة الاقتصادية الخانقة التي ضربت البلاد والعباد وتفجرت حمماً من الغضب في الشارع وربما في نفوس الناس جميعاً، أجدني متعاطفاً مع معتز موسى، وأدعو إلى التعاطف معه، ذلك أنه ورث تلك التركة الثقيلة ورمي في يم الأزمة مكتوفاً، وطلب إليه ليس فقط أن ينجو بنفسه، وإنما أن ينقذ البلاد كلها من لجة ذلك البحر المتلاطم الأمواج.
< العدل يقتضيني أن أتعاطف معه لأن )الله لا يحب الظالمين(، فهو ليس مسؤولاً عما ألم بنا من ضيق ومشقة لم نشهد مثيلاً لها منذ الاستقلال، بل ربما أجد له بعض العذر في عدم إنفاذ الوعود التي قطعها على نفسه وأطلقها عبر الإعلام واضعاً لإنفاذها مواقيت محددة، ومن ذلك مثلاً مشكلة السيولة التي فعلت بالناس الأفاعيل، وأثارت غضبهم وتغلبت على صبرهم وأخرجتهم إلى الشارع، ولم تُحل حتى اللحظة بالرغم من الوعود التي قطعها، فالأمر أكبر منه ومن كل إمكانات الواقع السوداني المأزوم.
< بالرغم من التماسنا العذر لمعتز فإننا، من باب الحرص عليه، لن نصمت عن تذكيره بمواطن الخلل التي نراها تتبرج أمام أنظارنا متحدية القرارات الإصلاحية التي لم تنفذ بما في ذلك تلك التي جاءت من رئيس الجمهورية!!
< أولى النصائح التي نوجهها إليه، أن يحرص على مصداقيته ولا يفقد ثقة مواطنيه، سيما أن هناك متربصين يدفعهم العداء السياسي للنيل منه، ويسعون بكل ما أوتوا من قوة إلى إفشاله وتحطيم مصداقيته وصورته كما فعل بآخرين بالحق وبالباطل، ولذلك ليته لا يعد إلا بما يثق في أن بمقدوره إنجازه.
< إن سيرته التي أعلمها تجعلني أثق في ما يقول، وإنه لم يقل ما لم يكن واثقاً من تحققه، وأن ظروفاً قاهرة أعلمها لم تكن في الحسبان هي التي أفشلت مسعاه في التوقيت المحدد، ولكن رغم ذلك أذكِّره فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
< أقول هذا بين يدي مشكلة الاقتصاد المتعثر، وأبدأ بالصادر الذي نعوِّل عليه كثيراً في إزالة أو تخفيف العجز في ميزان المدفوعات والميزان التجاري والذي تلاعب به بعض ضعاف النفوس أو الغافلين وربما المتآمرون، فرفعوا أسعار بعض المحاصيل النقدية مثل السمسم إلى سعر أعلى بكثير من السعر العالمي، الأمر الذي عطل الصادر.. ويا لها من مصيبة!
< لا أوافق البتة على عدم مساءلة هؤلاء الذين يجب أن يتم التحقيق معهم لمعرفة من يقف وراء صنيعهم الضار بوطنهم، مع أخذ التحوطات اللازمة لمنع ذلك مستقبلاً.
< كذلك فإن هناك مشكلة سعر الصرف والفرق بين السعر الموازي وسعر آلية صناع السوق، والذي يهدد الصادر ويعيق كذلك تحويلات المغتربين بالرغم من حزمة الحوافز التي قدمت لهم.
< بالله عليك أخي معتز أما كان من الممكن بيع وتسييل أصول بعض الشركات الحكومية والأجهزة )القوية( التي ظلت تعيق مسيرة الوطن وتعطل القطاع الخاص، والتي استعصت حتى على قرارات الرئيس منذ عام 2004م حين وجه بتصفيتها؟!
< فقد كشفت لجنة الحسابات والمظالم بالبرلمان أن هناك )273( شركة حكومية لا تورد أرباحها لوزارة المالية، رغم الشعار المرفوع بولاية المالية على المال العام!!
< صدقوني أن هذه المؤسسات التي سماها الرئيس في وقت سابق شركات )النهب المصلح( لو بيعت الكبرى منها فقط لأزيل عجز الموازنة، ولحلت مشكلة سعر الصرف، وانصلح حال الاقتصاد.. ولكن كيف السبيل إلى ذلك مع مراكز القوى الجاثمة على صدر هذه البلاد والتي توشك أن )تفطسها( وتزهق روحها؟!
< أخشى والله على الموازنة التي تفاءلنا بها كثيراً، وليت معتزاً يقدم على الجراحات التي لا مفر منها، وآخر الدواء الكي، ولو صارح مواطنيه عبر الإعلام لوجد تفهماً لما يفعل مهما بلغت درجة شدته عليهم، فهم يعلمون أن هناك أزمة تحتاج إلى معالجات استثنائية وقاسية، وهل يرفض مريض السرطان الجراحة المؤلمة لاستئصال ذلك المرض اللعين؟ ومن يتحمَّل جراحة أمراض السودان غير أبنائه؟!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد