صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

آمال عباس.. السودانية الواعية

13

—————

بشفافية – حيدر المكاشفي

آمال عباس.. السودانية الواعية

الكاتبة والصحفية آمال عباس العجب هي فعلاً وحقاً احدى أميز النساء السودانيات الواعيات، مصداقاً للوصف الذي أطلقه عليها الأديب المصري الراحل الذي نال جائزة نوبل للاداب نجيب محفوظ الذي كان يناديها بالسودانية الواعية، وهي أيضاً سيدة الصحافة السودانية باجماع كاسح من أهل هذا الوسط لعطائها الممتد والمتواصل على مدى أكثر من اربعة عقود، وهي كذلك الصحافية الحقانية الشجاعة بشهادة الداخل والخارج الذي اعترف بشجاعتها ونزاهتها، وكان ان تعرضت بسبب شجاعتها ونزاهتها واعلائها لقيم المهنية للاعتقال والحبس عدة مرات، فاستحقت تبعا لذلك ان تنال عن جدارة جائزة عالمية في الشجاعة الصحافية، هذا فضلاً عن تكريمات داخلية عديدة حظيت بها اعترافاً بفضلها وتميزها، نذكر منها على سبيل المثال فقط تكريمها بواسطة جامعة الاحفاد بمنحها الدكتوراة الفخرية في الآداب..

لقد كانت لفتة بارعة وانتباهة حصيفة من مركز الخرطوم للخدمات الصحافية الذي يقوده الزميلان الصحافيان أحمد الشيخ وأحمد خليل بتكريم القامة آمال عباس، ولم تقتصر لفتة هذا المركز وانتباهته في تكريمه لآمال وانما أيضاً انتباهته لواحد من أهم قضايا الاعلام، اذ جاء التكريم بمناسبة تدشين المركز للتقرير الذي أعده لخارطة الاعلام السوداني، لينال المركز الحسنيين معاً، تكريمه لقامة صحافية واعداده لهذا التقرير المهم، فالشكر للمركز والتحية للاستاذة آمال هذه المرأة النخلة مبنى ومعنى..

لست هنا بالطبع لكتابة (بروفايل) عن استاذة الجيل والصحافية المخضرمة آمال عباس، ولا لكي أعدد مناقبها ومحاسنها وفضائلها، فتلك مهمة هناك من هو أجدر مني بها، كما ان هذه المساحة المحدودة لا تتسع حتى للقليل الذي أعرفه وأشهد به، ولكني هنا فقط لأن مناسبة التكريم تفرض علي بحق زمالة معها في احدى الصحف امتدت لعشر سنوات ان أقول بعض كليمات مستحقات في حقها، فحين التقيتها كانت آمال وقتها تتوفر على تجربة عامرة وثرة في العمل الصحفي والكتابة الصحفية افدنا منها كثيراً، فهي تعد واحدة من أوائل النساء اللواتي دخلن مجال الصحافة في سن باكرة جدا، وكانت أول امرأة سودانية تصل لمنصب رئيسة تحرير لصحيفة سياسية قبل اكثر من عشرين عاماً، وكان ذلك بمثابة فتح للصحافيات السودانيات حيث توالت بعدها تجارب قيادة المرأة لمناصب صحفية قيادية، وقد عرفناها وخبرناها كصحفية شاملة تتناول باجادة قضايا الفن والأدب والمنوعات والسياسة، وشهدنا وقفاتها الصلدة لمناصرة حقوق المرأة والدعوة لخلق منابر جديدة يتمدد فيها الحراك النسوي، علاوة على تصديها للدفاع عن الحريات وإرساء أسس الحياة الديمقراطية، وتعلمنا منها كيف يكون احترام الصحفي لنفسه أولاً ولمبادئه ومصداقيته ونزاهته وتوازنه، فرغم انها كانت معارضة جسورة للنظام البائد، لكنها كانت تفعل ذلك بنزاهة وعفة لسان وبلا اسفاف أو تهاتر، وكانت تتمتع بقلب كبير وباب مفتوح لكل صاحب مسألة أو مشورة، ومعروف عنها انها كانت تحتضن بود ومحبة كل زملائها ووفية لحق الزمالة وخاصة ناشئة الصحافيين من الجنسين..التحية والتجلة مجدداً للقامة آمال وشكراً جزيلاً مركز الخرطوم للخدمات الصحفية.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد