صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

أيام صفانا !!

8

بالمنطق

صلاح الدين عووضة

أيام صفانا !!


* نحن بحاجة إلى انقلاب سريع..
* انقلاب بأعجل ما يكون؛ واليوم قبل الغد..
* انقلاب جذري لا يعيد إنتاج الأزمة… ولا يراوح مكانه… ولا يكتفي بالشعارات..
* انقلاب هو الأهم في تاريخنا… منذ نيلنا استقلالنا..
* منذ أن عرفت بلادنا )موضة( الانقلابات… فأدمنتها بأكثر من أي بلد آخر..
* منذ أن صار )البيان الأول( جزءاً من ثقافتنا السياسية..
* فالانقلاب الذي نعنيه )ينقلب( حتى على مثل هذه الانقلابات العسكرية..
* انقلاب يرج ذواتنا السودانية؛ فيُخرج منها زبدها..
* وتحديداً في زماننا هذا؛ نحن أحوج إلى انقلاب كهذا أكثر من أي زمن مضى..
* فقد كثر بيننا التغرب… والاستلاب… والشعور بالدونية..
* صرنا نُكثر من استلاف ألسنة الغير ــ من العرب ــ حتى كدنا ننكر لساننا؛ وينكرنا..
* وانتشرت عندنا تقليعات الشعر واللبس والعادات والأفراح..
* فزفة أعراسنا مصرية… وقصات شعورنا برشلونية… وبعض أزيائنا خليجية..
* وتفشت فينا جرثومة الغش… والرشى… والخداع..
* فهوت خدمتنا المدنية… وتضخمت تقارير مراجعنا العام… وكش ضميرنا الوطني..
* وسرت بدواخلنا عدوى )ما يشبه( النفاق؛ باسم الدين..
* فانداحت ظاهرة المسابح… واللحى… والتكبير… ورفع مكبرات الصوت بالمساجد..
* وأعني رفع الصوت بالوعظ… والتلاوة… وحتى الصلاة..
*علماً بأن السعودية ــ ودول إسلامية أخرى ــ لا يُسمع من مساجدها إلا الأذان..
*وحكمة المنع ــ وفقاً لفتاوى رسمية ــ قفل باب )الرياء(..
* وأضافت وزارة الشؤون الدينية السعودية إلى ذلك سبباً آخر..
* وهو تسبيب )الأذى( لمجاوري المسجد؛ من المرضى… والرضع… والمسنين..
* والخلاصة أننا فقدنا ملامحنا السودانية… وأصبحنا مسوخاً..
* أمسى غناؤنا مسخاً… وشاشاتنا مسخاً… وأزياؤنا مسخاً…. ومناسباتنا مسخاً..
* بل حتى )تديننا( نفسه كدنا أن نصيره مسخاً..
* أما الظاهرة الأغرب ــ هذه الأيام ــ فهي عشق إقامة احتفالات لأي )حاجة(..
* سواء لسبب )تافه(… أو من غير سبب )خالص(..
* فإن تخرج طفل في روضة فعلنا له ما يُفعل ــ أو ما لا يُفعل ــ لعريس ليلة عرسه..
* وإن طبع شاعر ديواناً ــ أي كلام ــ أقام له حفل )تدشين(..
* وإن اُختير شخص وزيراً نصب السرادقات… وذبح الذبائح… ورقص مع الراقصين..
* وإن بنت ولاية مدرسة هبَّ واليها لقص شريط الافتتاح..
* وإن تطلقت سيدة مجتمع ــ وهذه جديدة )لنج( ــ دعت صاحباتها إلى تورتة الطلاق..
* وتتوالى الظواهر التي تبعدنا عن ملمحنا… وأصلنا… وهويتنا..
* ويتوالى انجذابنا إلى كل ما )لا يشبهنا( ــ من الخارج ــ بدافع من الإحساس بالنقص..
* وتتوالى مطالبتنا بضرورة انقلاب… ولكن من غير بيان أول..
* فالانقلابات ــ ذات البيانات ــ أشد ضرراً من الذي نشتكي منه هذا..
*نريد انقلاباً مفاهيمياً يعيد إلينا )أيام صفانا(..
* أو يُعيدنا نحن إليها !!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد