صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

أيقظوهم بالهُتافات..!!

16

بلا أقنعة 

زاهر بخيت الفكي 

أيقظوهم بالهُتافات..!!

الحق حق يا لجان ، وحماية الثورة لن تتأتى إلّا بالطَرقِ المُتواصلِ على أبوابِ المسؤولين حتى لا ينحرِفوا عن جادة طريق الثورة ، وحتى لا تُنسيهم المكاتب الفخيمة والمقاعد الوثيرة أنّ الثورة كانت وما زالت مطيتهم للوصول إلى هذه الوظيفة ، ولوّلاها لظلّ أكثرهُم نكرات داخل وخارج السودان يُعانون مثلُنا شظف العيش ويتذوّقون معنا مرارة قُسوة الحياة في بلادٍ استأثر ساستها بنعيمها ، أوردوا مواطنها موارد الفقر والجوع وأوصلوهم إلى هذه المحطة الكئيبة ، لا تيأسوا لاحقوهم وذكّروهم دوماً بوجودكم وأيقظوهم بهتافاتكُم حتى لا يحلموا بالبقاء على هذه المقاعد بلا عملٍ أو انجاز ملموس .

اخرجوا تصحبكم السلامة واملأوا الطُرقات بالهُتاف وواصلوا الخُروج لنيل المطالب وما بالتمنّي والتقاعُس نبلغ العُلا ولن ننال المطالب بالأماني ، عرّقلوا مسيرة كُل من ظنّ بأنّ الثورة جاءت به لأحقيته بالمنصب ولأفضليته هو على غيره ، وحدّثوه بأنّا سواء في وطنٍ جديد الأفضلية فيه لمن قلّ قوله وكثُر عمله وتقدّم الصفوف وتجرّد من كُل أنانية وعمِل بصدق لأجل الوطن والمواطن ، الشوارع آداة فاعلة امتلكتموها للضغط على ساسة أوقفتهم السياسة العرجاء في محطة الثورة الأولى ولم يتزحّزحوا منها بعد ولن يتزحّزحوا ما داموا كذلك ، عجزوا عن الإيفاء بالحد الأدني من مُتطلبات الناس الحياتية بل ازدادت الأحوال سوءا ، تمدّدت الأزمات وتطاولت وأوصلتنا إلى محطاتٍ من بؤس لم يصلها السودان على مر الأزمنة والأنظمة المُتعاقبة.

لا تدفنوا رؤوسكم في الرمال واعلموا أنّ بيننا كثير من الانتهازيين من يتدثّرون بثيابِ الثورة يهتفون بأفواههم بشعاراتها وقلوبهم ضدها ، يتظاهرون بالثورية ويتخذونها مفاتح للدخول بها إلى مكاتب ساسة جُدد تحول حداثة تجربتهم بينهم والتمييز بين الصالح من الناس والطالح ، أمثالهم يتحيّنون الفُرص للانقضاض على الثورة والوصول بها لأهدافهم هُم ، وليذهب صُناعها وثوارها ومن مهروها بالدماء إلى الجحيم ، هؤلاء تُخيفهم الهُتافات وتُرعبهم المسيرات وتُربِك خُططهم مسيراتكم وخروجكم (السلمي) المُتواصل إلى الشوارع .

حدثوهم بأنّ البقاء في هذا المكان للأصلح في زمانٍ ذهبت فيه قُدسية الحاكم إلى غير رجعة لاسيّما من خلّت صفحات سجله من أي إنجاز ، وأخبروهم بأنّ المواطن المحكوم صار بوعيه واستنارته مُشاركاً أصيلاً في إدارة شأنّه لا وصاية لأحد عليه إلّا (بالقانون) والدستور المُتفق عليهما ، وليعلم هؤلاء بأنّ الفهلوة ومحاولة تغييب المواطن وافتراض السذاجة فيه أدوات عفا عنها الزمان وما عادت صالحة في عصر الاستنارة وامتلاك أدوات الرقابة الحديثة.

ندعم خُروجكم السلمي ونُدين أي مُحاولات (عُنف) لقفل الطريق أمامكم للوصول وإسماع صوتكم لكُل الساسة في البلاد بلا استثناء.

قبل الخُروج..

سُئل خبير من إيّاهم عن وسيلة ناجعة نُصلِح بها اقتصاد البلاد ونهزم بها الدولار.

فأجاب بلا تردُّد وعلى الملأ ( رب رب رب)

الدولار طار فماذا أنتم فاعلون..؟

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد