صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

إلى متى الغفلة يا قوم؟

19

تأملات

كمال الهدي |

. محزن جداً أن ينشغل اعلامنا الرسمي والإجتماعي بهوامش الأمور عن القضايا الكبيرة التي تتعلق بوجودنا من عدمه.

. ظللنا خلال ثلاثين عاماً في غفلة أتاحت لهؤلاء الأنجاس أن يلعبوا بنا الكرة.

. وحتى بعد بدء ثورتنا المجيدة وكلامنا المتكرر عن الوعي الذي تشكل ما زلنا في غفلة عن الأمور الكبيرة.

. يعلق غالبية كتاب الرأي حول كلمات ينطق بها كباشي، أو صلاح عبد الخالق.

. وتجد منصات التواصل الاجتماعي في مثل هذه الأحاديث مادة خصبة للهيجان المستمر، لكننا نتجاهل حقيقة أساسية رغم ( الوعي الذي تشكل).

. ما نغفل عنه هو أن هؤلاء المجرمين يشغلوننا بمثل هذا لتمرير مخططات غاية في اللؤم.

. قرأنا أكثر من مرة عن أخبار عمليات التجنيد التي تقوم بها عصابة حميدتي في شرق السودان، لكن مثل هذه الأخبار تمر مرور الكرام وكأنها تخص بلداً آخر.

. وأسألكم لأنتظر إجابتكم: كم من الكتاب تناولوا هذا الأمر الخطير ونبهوا إلى خطورة اتفاق بعض نظار قبائل الشرق مع حميدتي؟

. شخصياً لم ألحظ تناولاً لهذه الكارثة باستثناء مقالات الصديق الدكتور فيصل عوض.

. والمؤسف أن ردة فعل قلة حول ما كتبه فيصل كانت من شاكلة ” يا راجل بطل فتن”.

. وكأنه هو من (شتل) ما علق عليه.

. هذا واقع أليم، بل كارثي للغاية، لكننا لا نمنحه ما يستحقه من اهتمام ولا نتحرك سريعاً لحماية أنفسنا وبلدنا من خطر هؤلاء الخونة المرتزقين.

. منذ العام 2013 ظللنا ندعو لتشكيل لجان الأحياء بغرض توعية الناس حول كيفية مناهضة ظلم الكيزان، والآن فقط وبعد نحو ست سنوات توصلنا إلى حقيقة أن مثل هذا النظام الباطش لا يمكن قهره إلا بمثل هذه الأساليب.

. ومنذ نحو شهر كانت المطالبة بعودة ثوار الخارج للوقفات الاحتجاجية، خاصة أمام سفارات بعض من يتدخلون في شأننا، والآن وبعد وقوع مجزرة فض الاعتصام عاد ثوار الخارج للتحرك.

. ولو أنهم فعلوا ذلك قبل شهر لربما لم تقع المجزرة.

. اليوم ينتشر خبر عن كلمة سيلقيها حمدتي، ولا أشك في حجم الاهتمام الذي ستجده كلمات قائد الجنجويد، رغم أنه قتل شبابنا قبل أيام قليلة.

. وبمجرد انتهاء الخطاب سوف نبدأ في اهدار الوقت والطاقة في مناقشته ونشر القفشات حول بعض العبارات التي سيتضمنها.

. أما تجنيد المزيد من الأطفال من مختلف مناطق بلدنا فهذا شأن يخص دكتور فيصل وحده، أو معه اثنين أو ثلاثة هنا أو هناك.

. أصحوا من غفلتكم يا قوم فهذه قضايا تحتاج تضامنكم ووقفتكم القوية والسريعة.

. لا تقولوا لي كيف، فمهما تكون التكلفة لابد لمثل هذا العبث والخراب أن يتوقف.

. والثورات تحتاج لفعل مستمر لا لأخبار وقفشات تنتشر هنا وهناك أو بكائيات على حالنا.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد