صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

إنتهى الدرس ياحسين

6

بلا حدود

هنادي الصديق
إنتهى الدرس ياحسين

ثمانية أيام من الغياب القسري بسبب المرض، كان فيها طعم الألم مُرَا، ولكنه تحول إلى فرح هستيري مسرحه السرير الأبيض الذي لم أغادره للآن.
فمصدر فرحتي الكبرى هو فرحة ال (98%) من الشعب السوداني عدا نسبة ال ( 2%) التي عكسها الشعب هجمة مرتدة وصفعة قوية في وجه (حسين خوجلي) الذي ضحك وسخر من الثورة في بداياتها، مذكراً الدقير والخطيب بأن حزبه هو حزب الأغلبية الذي يتمسك بحكم الطاغية، بينما البقية والتي وصفها بنسبة ال (2%) هي من خرجت ثائرة ولن تجد لها موطئ قدم مع جحافل المؤتمر الوطني.
ويالها من ثورة ويالها من نسبة وياله من درس، حقق الله أمنيتي وأمنية السواد الأعظم من شعبي الكريم، وأظهر الحق ولجلج الباطل.
بعد ثلاثة أيام تقريباً علمت بحلَ حزب البؤس والقهر والجوع، الحزب الذي أذاق قادته وصغار منسوبيه شعبنا العظيم أبشع أنواع العذاب، ومارسوا عليه أقسى أنواع الظلم والإقصاء، لتصالح حكومة حمدوك حاضنتها الوحيدة وسندها الأكبر شعب السودان المعلم، بنجاحها الساحق وفرضها على المكون العسكري (الشريك الثقيل) إجازة قانون تفكيك حزب المؤتمر الوطني وملحقاته من مقار وأصول، وتقديم قادته وسدنته لمحاكمات عادلة. فشكراً لله أولاً، وشكراً لشعبي الجبار الذي جعل ذلك ممكناً، وشكراً للجنة إعداد القانون ولحكومة حمدوك ثالثاً، فقد أعادت لنا ثقتنا فيمن وليناهم أمرنا من مدنيين، بعد ان أثبتوا بقرارهم هذا أنهم على خطى الثورة سائرون، ولم يتبق سوى أن نرى حبال المشنقة تتدلى منها رقاب كل من أجرم في حق الشعب وأبنائه إبتداءً من شهداء رمضان 89 مروراً بشهداء دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق ثم شهداء ثورة سبتمبر وأخيراً شهداء ثورة ديسمبر.
وبعد أن تحقق المنى والمراد بتفكيك دولة الظلم والفساد، تبقى لنا إبعاد شبح الظلم والفساد من الحكومة الإنتقالية، بفتحها الباب أمام أبناء الشعب لتحقيق شعار العدالة، ولتكن بتطبيق الشعار في حكومة تكنوقراط، فالتكنوقراط المعنيون ليسوا وزراء فقط، ففيهم الموظفين الصغار والكبار، وفيهم العمال، لذا وجب ان تتخلى الحكومة عن أسلوب ظلت تتبعه في العديد من الوزارات والمؤسسات الهامة بالدولة، بتعيينات الصحوبيات والشلليات والمحسوبيات وأبناء الحزب الواحد في جميع الوظائف القيادية، حتى وإن كانوا من غير أصحاب التخصص بحجة الثقة، رغم ان قناعتي الشخصية في أن الثقة باتت متوفرة في معظم أبناء الشعب بعد أن تمايزت الصفوف، وكشف الصالح حقيقة الطالح.
فمثل هذه الوظائف يجب أن يتم الإعلان عنها في الصحف اليومية وفق شروط ومعايير محددة ودقيقة جداً، يخضع بعدها المتقدمون لمعاينات أولية ونهائية بعيداً عن أي محاصصة او محسوبية كما كان يحدث في العهد البائد كواحدة من أوجه الفساد التي قامت لأجلها الثورة.
فمثل هذه الخطوات الجريئة بالاضافة لكونها تضيف لرصيد الحكومة من ثقة الشارع، فإنها تكشف لها الكثير جداً من الكفاءات غير المرئية والخبرات التي لم يعرف قيمتها أحد وهؤلاء كثر من ابناء وبنات السودان، بعد ان اصبح النمط السائد هو الاسماء المعروفة والمكررة.
فعلى سبيل المثال، علمت أن هناك العديد من الأسماء المعروفة مطروحة للتداول لملء مقعد الأمين العام للمجلس القومي للصحافة، وهم ليسوا مثار شك بالنسبة لنا في المهنية والنزاهة، ولكن يمكن أن يكون هناك من هو أكفأ وأنزه ممن لم يسمع بهم أحد نتيجة لعدم الشفافية او عدم نزاهة الإختيار بطبيعة الحال، ولكن فتح الباب أمام العديد من الكفاءات، وإستخدام مفتاح الشفافية والعدالة بطرح هذه الوظائف عبر إعلانات في الصحف مؤكد سيأت بخيارات عديدة وجديدة يمكنها أن تطور وتضيف من عمل هذه المؤسسات أكثر مما هو متوقع.
فلتجرب حكومة حمدوك هذه الوسيلة ولتترك بعدها الحكم للشعب.

الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد