صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ابتزاز رخيص

20

لأجل كلمة

لينا يعقوب

ابتزاز رخيص

قرأت مداخلة لأحد “الإنقاذيين” وهو يرمي بشرر على الحكومة المدنية التي ترغب بنشر العلمانية عبر تغيير شعار تلفزيون السودان “لا إله إلا الله”.
عدَّ الإنقاذي، الذي يعبر عن بعض من يصفون أنفسهم بالإسلاميين، أن هذا التغيير ليس مجرد ضلالة، إنما من الكبائر والسبع الموبقات، وتحدث بعض منهم بروح (هامشية) المدافعين عن الدين أنهم لن يسمحوا مطلقا بالمساس بالعقيدة والمرتكزات.
إحدى ميزات الثورة، أنها كسرت “الحاجز” مع المدعين، وأزالت التردد في مخاطبة كثير من “الأئمة” والشيوخ في “هرمهم” المقلوب، ومفاهيمهم المغلوطة، ولم يعد الصمت الذي كان معمولا به منذ سنوات ضمن الخيارات المطروحة، لأنه تلاشى بلا رجعة.
استغل أولئك “الهاشميون” ما تردد عن استبدال شعار التلفزيون ونقلوا “فيديو” متداول منذ نحو سنتين، لأحد الأئمة – نقلته قناة طيبة الفضائية – وهو يردد ويبكي من على المنبر “لا تحذفوا لا إله إلا الله.. لا تحذفوا لا إله إلا الله”.
ربما ذكر ذلك الشيخ العبارة قرابة مائة مرة، لاستدرار عواطف الناس، وهو ما ظن بعض “الإنقاذيين” أنهم قاردين على فعله.
هذا التلفزيون الذي يحمل شعار “لا إله إلا الله” بث أفلاما سيئة، “خفافيش الظلام، الخرطوم تنتحب والربيع السوداني”.
لم تتورع تلك الأفلام في عرض ملابس داخلية لنساء كن في الاعتصام، وتصويرهن أنهن دنسن مسجدا مطلا على ميدان الاعتصام. وأظهرت الأفلام المعتصمين باعتبارهم مخربين وماجنين ولصوصا، وأنهم من قتلوا الناس و رموا الجثث في النيل.
بل ذهبت الأفلام إلى أبعد من ذلك حينما أظهرت المحتجين وهم يوقفون الناس في الشوارع و ينزلون عليهم ضربا وتعذيبا وسرقة.
مخرجو فيلم خفافيش الظلام، دخلوا على صفحة طبيبة في فيس بوك كانت في لقطة تذكارية مع شقيقها، لكنهم بالعجلة ظنوا أنها برفقة صديقها أو حبيبها، فوضعوا صورتها في أحد المشاهد التي تشير إلى الممارسات اللا أخلاقية.
هؤلاء الإنفاذيون لم ينتفضوا في الأكاذيب والنفاق وقذف المحصنات دون وجه حق ورمي التهم على الناس بالباطل، إنما انتفضوا واستنكروا ما تردد عن تغيير شعار تلفزيون. 
هؤلاء لا يرون الكبائر والذنوب الواضحة والمفصلة في الكتاب والسنة، إنما يلجأون إلى الابتزاز الرخيص باسم الدين.
هي المقولة التاريخية تنطبق عليهم: “يا أهل العراق أتقتلون الحسين بن علي وتسألون عن دم البعوض في المسجد؟!”.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد