صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

اتفاق سياسي يتيم.. ومتاهة اقتصادية

8

قضايا وآراء

كمال عوض

اتفاق سياسي يتيم.. ومتاهة اقتصادية

> لم يُحظَ الاتفاق السياسي الذي تم التوقيع عليه بالأحرف الأولى بين العسكري والتغيير بالقبول من جانب قوى سياسية وبعض الحركات المسلحة.
> بل، إن مكونات داخل قوى الحرية والتغيير نفسها رفضت الاتفاق، وعلى رأسها الحزب الشيوعي الذي أبدى في بيان تم تداوله على نطاق واسع تحفظه على التكريس لحكم العسكر، مما يتعارض مع قرار الاتحاد الأفريقي بتسليم السلطة للمدنيين.
> تبرأت الجبهة الثورية من اتفاق كورنثيا، وقالت إن أطرافه تعجلت لدرجة أنها لم تنتظر ما ستسفر عنه النقاشات في أديس أبابا حول قضايا الحرب والسلام.
> الشارع أيضاً خرج في مسيرات هادرة تنادي بالمدنية، بينما دون كثير من الناشطين على صفحاتهم بوسائط التواصل الاجتماعي عبارات أظهرت تخوفهم من الخطوة.
> شبح التأجيل يهدد مفاوضات الإعلان الدستوري الذي يحدد مهام وصلاحيات وسلطات أجهزة الحكم في الفترة الانتقالية.
> وسط هذه الأجواء السياسية المتوترة يعيش المواطن قلقاً من نوع آخر يحاصره في كل الجبهات، بدءاً من الأمن، وحتى توفير لقمة العيش.
> (حرس) الشعب السوداني ثورته وأوصلها إلى هذه المرحلة، على أمل أن ينصلح الحال ويُصحح مسار الوطن اقتصادياً وسياسياً وأمنياً.
> ما يجري الآن يطيل أمد الانتظار ويدخلنا في نفق مظلم لا ندري متى نصل إلى نهايته.
> تراجع الوضع الاقتصادي لما هو أسوأ من السابق بسبب الارتباك الكبير الذي يسود الأسواق، واستمرار ارتفاع أسعار العملات الأجنبية وشح السيولة وأزمة المحروقات التي تنفرج نسبياً، لكن الصفوف تعود في وقت وجيز لتتمدد أمام محطات الوقود مخلفة إشكالات عدة في المواصلات العامة وترحيل السلع.
> فشلت دموع الوسطاء في غسل الأحزان، رغم التفاؤل الذي يرشح عقب كل جلسة تفاوض.
> تصريحات مطمئنة من القيادات لأجهزة الإعلام بعد الجلوس لساعات طوال في الغرف المغلقة، إلا أنها لا تنعكس بصورة حقيقية على أرض الواقع.
> الأزمات كما هي .. الخلافات تطل برأسها يومياً.. انعدام ثقة بين الشركاء يقود إلى التأجيل المستمر للتوقيع، ثم ينفجر الشارع من جديد ويرجعنا إلى مربع (تسقط ثالث ورابع وعاشر)!.
> كنا نتمنى الخروج سريعاً من هذه الدوامة وتجاوز النقاط الخلافية لأجل التفرغ لهموم وتحديات أكبر تتمثل في تحقيق السلام الشامل، وتقديم روشتة تعالج علل الاقتصاد التي أقعدت بنا وأبطأت خطوات التنمية، لدرجة جعلتنا نعتمد على منح الأصدقاء وهبات الغربيين.
> كنا نأمل أن يسمو الجميع فوق الجراحات ويقودوا مسيرة إصلاح مجتمعي لا يقصي أحداً.
> كلنا أبناء السودان، وبيننا نخب وعلماء يستطيعون بفكرهم ورؤاهم المتقدمة إبعادنا عن الغوص في الرمال المتحركة.
> الوقت لم يعد في صالح الطرفين، وعليهم الآن إنقاذ البلاد من أزمات تلوح في الأفق بتسريع عجلة المفاوضات وإنهاء حالة الشد والجذب بينهما وصولاً للانتخابات وبعدها لكل حادث حديث.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد