صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

استراحة الجمعة :الغرفة رقم (19)

40

———-

استراحة الجمعة _ د ناهد قرناص

الغرفة رقم (19)

.. في الذاكرة قصة قصيرة اظنها لنجيب محفوظ بعنوان (غرفة رقم 19) ..تحكي عن رجل يطلب من موظف استقبال احد الفنادق حجز غرفة لليلة واحدة ..يتم منحه مفتاح غرفة رقم 19 ..الرجل يخطر موظف الاستقبال بانه يتوقع ضيوفا ..ويطلب منه ارشادهم الى الغرفة مباشرة ..صعد الرجل الى الغرفة ..وبعد قليل بدأ الضيوف في التوافد ..واحدا تلو الآخر ..رجال ونساء من مختلف الأعمار والأشكال ..بعد مدة قصيرة تلقى الموظف اتصالا هاتفيا من الرجل يطلب فيه كراسي اضافية ..يتم رفع الكراسي ..يتوالى توافد الضيوف ..ولا يتوقف طلب الكراسي الاضافية ..بعدها يبدأ الموظف في القلق ..الغرفة صغيرة ..كيف يمكن ان تسعهم جميعا في ذات الوقت ؟ والسؤال الأهم ..ما الذي يجري داخل هذه الغرفة مما يجعل الناس يتكالبون على الدخول فيها ويتحمولن الضيق طوال هذه المدة ؟ ..المهم في النهاية ..حدث طارئ استدعى اخلاء الفندق ..لكن لا احد يخرج من الغرفة ..ولم يستجب احد لنداء الطوارئ ..حينها ..صرخ موظف الاستقبال في رجال الانقاذ ..دعوهم لشأنهم ..انقذوا بقية الغرف.

خطرت ببالي القصة اعلاه وانا اقرا خبر زيادة مقاعد لمجلس السيادة .. ..فقفز في ذهني تساؤل موظف الاستقبال اعلاه .. ماذا يحدث في مجلس السيادة ؟ وماهو الشئ الجاذب فيه الى درجة ان يستمسك الناس به الى هذا الحد ؟..ويرفضون التنازل عن مقاعدهم ؟..مما يضطرنا الى زيادة عدد المقاعد والاتصال بموظف الاستقبال لزيادة الكراسي ؟ التساؤلات اعلاه ارجو حملها على محمل الجد ..واتمنى ان اجد اجابة شافية ..لأنني في بداية الفترة الانتقالية سألتها بيني وبين نفسي ..وهممت ان اسألها في العلن لكن الخوف من الاتهام بالجهل وعدم المواكبة منعني من الجهر بها ..وقلت في نفسي ..(كدي النشوف آخرتها)

وهاهي الانتقالية توشك على دخول العام الثالث ..والتغييرات الوزارية يجري التشاور حولها ..اما الغرفة رقم 19 ..قصدي مجلس السيادة ..ليست هناك اي تغييرات او استقالات ..بل في المقابل تم طلب (كراسي اضافية ) ..مافي مشكلة ..يبدو ان الغرفة لاتزال بها متسع ..و(النفوس كان اتطايبت الفيديو بشيل شريطين) نحن بس عايزين نعرف ما الذي يحدث بالداخل ؟ يعني ماهي المهمة الاساسية لاعضاء مجلس السيادة؟وماهي الانجازات التي تمت في الفترة الماضية غير التوجيه او التوصية بعمل كذا وكذا؟ ..بمناسبة التوجيه والتوصية … انا شخصيا اتشاءم من هاتين الكلمتين ..ان تقع عيني على عبارة (وجه السيد فلان الفلاني بمعالجة الامر العلاني ) اتيقن تماما ان الامر لن يغادر محطة التوصية هذه ..الغريبة ان كل الامور التي لا يتم التوجيه بها ولا التوصية عليها في العلن ..تتم في (امانة الله ) ..لكن تلك قصة أخرى ..

المهم يا جماعة كلمونا ماهي مزايا الغرفة رقم 19 ..حدثونا عنها للفائدة العامة ..اذ لا يمكن ان نتحمل منصرفات ومرتبات اعضاء الغرفة دون ان نعلم ما يفعلونه ..وانا متاكدة من انها مهام عظيمة لابد من انها لم تتم تغطيتها اعلاميا ….لذلك اقول للشعب السوادني ..(ابشر بطول سلامة ) ..فالحكومة الجديدة التي كنا في انتظارها ..طلبت كراسي جديدة.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد