صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

اطلقوا سراح البشير

10

 

 

كلام صريح

سمية سيد

اطلقوا سراح البشير

معظم رموز النظام البائد وقياداته طلقاء، وحتى الذين تحوم حولهم شبهات لم تطلهم اعتقالات ولا حتى اجراءات تحفظ.
كان المتوقع ان يكون اول قرار يتخذه المجلس العسكري هو اعتقال كل الوزراء والنافذين والذين تحوم حولهم شبهة فساد، وذلك لحين تشكيل الحكومة واخضاعهم لتحقيقات ومحاكمات عادلة.
المجلس العسكري أعلن عن اعتقال نحو مائة شخص من رموز النظام .. وهو عدد قليل جداً بمقارنة الذين افسدوا الاوضاع السياسية والاقتصادية لفترة ثلاثين عاماً.
هناك اسماء لوزراء ومسؤولين لم يخضعوا لاية إجراءات، بل تجدهم يمارسون حياتهم بشكل عادي جدا ويتواصلون عبر مجموعات الواتساب ويتحدثون وكأنهم مازالوا في السلطة.. هذه الشخصيات منها من وردت اسماؤهم في تقارير المراجع العام بالاسم، ناهيك عن دورهم في كثير من القضايا والتجاوزات من موقع مسؤولياتهم.
الأسماء المتورطة في فساد بيع خط هيثرو.. وفي قضية الأقطان الشهيرة التي قتلت بمحاكمة هزلية ابعد عنها المسؤول الاول رغم تسميته من قبل المراجع العام.. وقضايا بنك التجارة التفضيلية.. واستيراد البترول والدقيق والسكر، والمسؤول الأول في قضية تمويل دولة الهند لمصنع السكر. وغيرها من الملفات المعروفة التي قتلت بحثاً من الصحف.
الخبر المحبط أمس هو هروب شقيق المخلوع العباس حسن البشير ومغادرته البلاد عبر مطار الخرطوم، بحسب ما جاء في صحيفة (اليوم التالي). وأيضاً مغادرة عبد الحميد موسى كاشا الى القاهرة عن طريق البر.
ليس من الحكمة أن نسأل كيف هرب العباس ولا لماذا سمح لكاشا بالمغادرة .. فـ (الإنقاذ) مازالت تمسك بمفاصل الدولة وتتحكم في شؤون البلاد عبر كوادرها الذين جاءوا عبر التمكين.
إذا كان المجلس العسكري جاداً في محاربة الذين أفسدوا الحياة السياسية والاقتصادية ما كان من الممكن أن نجد أسماءً معروفة في دنيا الفساد خارج السجون. وما كانت صالة كبار الزوار مفتوحة للمغادرة دون رقابة.
بهذه المناسبة أين السيدة وداد زوجة الرئيس المخلوع؟ وهل تمت تجاهها إجراءات أم أنها خارج البلاد هي الأخرى.
المؤكد حتى الآن أن مع البشير من أسرته داخل سجن كوبر فقط شقيقه عبد الله البشير.
إن استمرار حالة (اللاحكومة) ستؤدي الى افشال الهدف الأهم الذي من أجله قامت الثورة وأحدثت التغيير، وأعني به محاربة الفساد الذي استشرى في البلاد، ولا نستبعد أبداً أن يكون نظام البشير يلعب الآن الدور الخفي لإفشال التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة مدنية تقع على عاتقها مسؤولية محاسبة المفسدين.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد