صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الإسلاميون من الريادة إلى تحت القيادة

8

قولوا حسنا
محجوي عروة
الإسلاميون من الريادة إلى تحت القيادة

‏‏‏‏
بمناسبة انعقاد المؤتمر العام للحركة الإسلامية السودانية غداً دعوني أستعرض باختصار شديد، مراحل مسيرتها بتحليل موضوعي نجاحاتها وإخفاقاتها ولما آلت إليه.. فالحركة تأسست في السودان في نهاية الأربعينيات كامتداد لجماعة الإخوان المصرية من ناحية وكرد فعل للحركة الشيوعية في الجامعة من ناحية أخرى. وبعد الاستقلال نشطت ونافست سياسياً تحت شعار الدستور الإسلامي، واتخذت أسماء عديدة آخرها عقب انتفاضة أبريل 1985 تحت مسمى الجبهة القومية الإسلامية. وكان منهجها العمل السياسي السلمي ولكنها اختارت أخيراً حرق المراحل بانقلاب عسكري باسم الإنقاذ عام 1989، رغم أنَّ الجميع كان يتوقع لها فوزاً ساحقاً عام 1990 )بالانتخاب وليس بالاحتراب أو الانقلاب( فتغير منهجها السياسي السلمي الديمقراطي إلى المنهج السلطوي المطلق، فكانت بداية الكارثة والفشل فالسلطة المطلقة مفسدة مطلقة أدت إلى الفشل الاقتصادي والاحتقان السياسي الذي نشهده اليوم، حيث التدهور في معيشة المواطن والصفوف وتعقيدات إقليمية ودولية أضرتها كثيراً فصارت محل نقد وسخط شعبي واسع، فلم يتحقق الاستقرار والسلام والحكم الديمقراطي الرشيد المفضي للازدهار الاقتصادي..
وبهذه الوضعية للحركة تذكرت طرفة سياسية أطلقتها عناصر الاتجاه الإسلامي )واجهة الحركة الإسلامية والإخوان المسلمين( في جامعة الخرطوم، على الجبهة الديمقراطية )واجهة الحزب الشيوعي( سخرية وتبكيتاً وشماتة تجاه غريمهم الرئيسي، وذلك على أعقاب فشل انقلاب الشيوعيين في 19 يوليو 1971 بقيادة المرحوم الرائد هاشم العطا، وما فعل النميري من إعدامات واعتقالات وإقصاء لأهم قيادات الحزب السياسية والعسكرية والنقابية والجنوبية والاقتصادية.. قالت الطرفة )كانت كل سلطة مايو بيد الجبهة وبعد فشل الانقلاب أصبحت كل الجبهة بيد السلطة(!! فهل يا ترى يرد الشيوعيون بنفس الطرفة والتبكيت على الحركة الإسلامية، حين أصبحت اليوم تحت قبضة سلطة حزب المؤتمر الوطني وقيادة البلاد التنفيذية، لدرجة تحولت الحركة من ريادة العمل السياسي حتى صارت تحت قبضة السلطة لدرجة أنَّ منصب الأمين العام واختصاصاته وسلطاته ليست كما الماضي بل صار مجرد موظف؟
إذا استعرضنا تاريخ الحركة الإسلامية فقد كانت منذ الاستقلال، هي التي تقود المبادرات السياسىية تحت شعار الدستور الإسلامي، فأصبحت اليوم عبئاً على النظام خاصة في علاقاته الإقليمية والدولية التي ترفض الإسلام السياسي، فتحول اهتمام الحركة بما تطلق عليه برنامج الهجرة إلى الله لدرجة تساءل الناس، وهل كانت في الماضي لغير الله؟ هذا العبء أدى لإقصاء قياداتها القديمة من كابينة القيادة التنفيذية التي أدارت الإنقاذ منذ الثلاثين من يونيو 1989، وصارت لا تستطيع غير أن توافق على إعادة ترشيح البشير عام 2020 وإلاَّ!!؟؟
السؤال: ماذا سيفعل المؤتمر العام للحركة هل سيعيد تقييم تجربتها ويحدث واقعاً ومنهجاً وقيادة جديدة تعيد للحركة الإسلامية عنفوانها وهي التي لا يمكن تجاوزها في تضاريس السياسة السودانية، حتى لو سقط نظامها كما اعترف لي معارض كبير لها أم كتب عليها أن تقبل بالواقع؟؟ دعونا نرى ثم نحلل الأمر لاحقاً.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد