صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

البلدوزر في كوبر 

8

القراية ام دق

محمد عبد الماجد

البلدوزر في كوبر

كثيراً ما أخشى أن يأخذنا الشطط ويجرفنا حماس الثورة وتدفقها ونحن نكتب عن النظام السابق وعن رموزه الذين انتهى المطاف ببعضهم إلى سجن كوبر وسجن الهدى وبعضهم الآخر عاد من جديد ليتبوأ مناصب دستورية في العهد الجديد.
عودة عبدالماجد هارون ويونس محمود، هي عودة لمربع الانقاذ الاول (وأيها الشعب السوداني البطل) ، و (هي لله ..هي لله لا للسلطة ولا للجاه)…عندما كانت ترفع الشعارات نهاراً ويحدث عكسها ليلاً.

عودة عبدالماجد هارون ويونس محمود من جديد هي محاولة لإنتاج من الفسيخ (شربات).
لا يعقل أن يسقط النظام يوم الخميس ويعود في الخميس التالي مباشرة… فانتبهوا الى (نظام الانقاذ) الذي يعود عليكم مرة اخرى بالشورت والفانلة والكاب.
ما جدوى أن يُعتقل البشير وأشقاؤه ومأمون حميدة وطه واسامة عبدالله وابراهيم احمد عمر ويعين يونس محمود مستشاراً اعلامياً للمجلس العسكري وعبدالماجد هارون وكيلاً لوزارة الاعلام والاتصالات.
كيف لكم ان تطيحوا بالمسؤول البرلماني الكبير وتدخلوه السجن وتعينوا في اليوم التالي مدير مكتبه وزيراً للاعلام.
الثورة لا تتجزأ.
(2)
سجن كوبر وسجن الهدى اللذان كانت تعد غرفهما وزنزاناتهما للمعارضين للنظام وللمتظاهرين ضدهم اصبحا يستقبلان رموز النظام السابق – هذه حكمة يجب الاتعاظ منها . كثيراً ما وجدت نفسى وانا في هذا الوضع ملزماً ان اخفف العيار ونحن في هذا التوقيت العصيب حتى لا يحسب فينا ذلك من (الشماتة) والتلذذ بما وصل له رجال العهد الفاسد ، ولكني اعود واقول ان في ذلك (الجهر) شيء من القصاص ليعلم الذين ظلموا ومن يسير على نهجهم كيف تكون نهاياتهم الحزينة ، وليس هناك احر من (وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ). بعد ان كان المذنبون والمفسدون في النظام السابق يتسترون عليهم ويكتفون بـ (تحللهم) من كبائر تستوجب القصاص والرجم.
نكتب الآن عن اولئك الشخوص كرهاً في (الفساد) ، وتمسكاً بالعدل والانصاف.. ليس تفشيّاً فيهم ولا تمترساً حول حق خاص او قضية شخصية فليس بيننا وبينهم إلا (العمل العام) الذي ارتضوا ان يكونوا قادته فتمتعوا بكل مميزاته وحسناته ، ولهم الآن يتلظوا بناره بعد ان ظهر تجاوزهم وبان للناس فسادهم.
(3)
العهد السابق بصم فيه مأمون حميدة على كل انفاسه ، وختم على كل خطواته ، اذ لا تكاد تجد شيئاً في النظام السابق يخلو من (مأمون حميدة) ، فهو وزير الصحة الذي له ان يحول ما يشاء من المستشفيات الحكومية من المركز الى الاطراف ليفسح المجال لمستشفياته الاستثمارية في قلب الخرطوم …وهو له بسلطان منصبه الذي كان يشغله كوزير للصحة في ولاية الخرطوم ان يرفع من يشاء في وزارة الصحة من اهل الولاء السياسي ويبعد كل الكفاءات في المجال الطبي بمحاربتها حيناً وباجبارها حيناً اخر على الهجرة ومغادرة البلاد.
مأمون حميدة وهو صاحب عدد من المستشفيات الخاصة في ولاية الخرطوم – لا تحصى ولا تعد ، وهو نفسه الذي اجبر الكثير من المستشفيات الخاصة على الاغلاق.

مأمون حميدة سيطر على كل المنافذ الطبية ، واستثمر في مجالها في كل ضروبها من مستشفيات وجامعات ، وعرج حتى على المجال الاعلامي في الطب واصدر صحيفة واخرج اذاعة طبية ، وجاء بعد كل ذلك ليقدم برنامجاً طبياً في التلفزيون القومي.
لم يبق لمأمون حميدة إلا ان يكون (بنسلين) حقن .. و(مضاد حيوي) حبوب .. و(دواء اطفال) شراب.
هو خرج لنا في كل هذه الصور.
مأمون حميدة بكل ذلك الجبروت الطبي والمملكة الطبية التى حامت حولها الكثير من الشبهات يدخل كوبر اخيراً.
البلدوزر في كوبر ، بعيداً عن تمرينه الصباحي وطلمبات وقوده الخاصة ونرجسيته التى اراد ان يبقى بها في مرحلة الشباب بعد ان تجاوز السبعين.
هذا مأمون حميدة يدخل اخيراً لكوبر – وهو الذي ظلم وتجبّر في مجاله الطبي ولقي منه الكثيرون العنت والجور.
عدالة السماء – تنصف ابناء هذا الشعب اخيراً ، وتقدم لهم ما يثبت ان شمس الحق لا بد لها ان تشرق ولو بعد حين.
(4)
العدد في اعتصامات القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة في تزايد مستمر .. وهذا مؤشر خطير يحسب ضد المجلس العسكري الانتقالي.
عودوا الى ثورتكم يرحمكم الله.
بعد هذا لا استبعد ان يعود امين حسن عمر ليكون وزيراً للخارجية .. ويرجع حسن اسماعيل ليحدث الناس على (فذلكة) الثورة في يوم تمامها.
إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن توقعوا حامد ممتاز وياسر يوسف وكمال عبداللطيف وعبدالرحيم محمد حسين ومحمد حاتم سليمان وروضة الحاج في الحكومة القادمة.
ولا تلجمكم الدهشة اذا عادوا وافتتحوا معسكرات جديدة للدفاع الشعبي في الخرطوم والولايات.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد