صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

التوترات بين السودان وإثيوبيا إلى أين 

29

قبل العرض

آدم عوض

التوترات بين السودان وإثيوبيا إلى أين 

ظلت العلاقات بين السودان وإثيوبيا طيلة فترة الحكم الوطني في حالة استقرار سوا بعض التفلتات من جماعات الشفته الإثيوبيه تارة واطماع بعض المزارعين الاثيوبيين في التوسع لاراضيهم الزراعيه، ولكنها دائما مايصل فيها الطرفان لحلول عاجله.

لقد ساهمت أديس أبابا في التوسط بين الحكومه السودانيه في عهد مايو وحركة التمرد في جنوب السودان إنانيا (١) بقيادة جوزيف لاقو واستضافت مفاوضات أفضت لتوقيع اتفاق سلام شامل في عام ١٩٧٣ فيماعرف باتفاق أديس أبابا، وكانت تلك خطوه رفعت من قدر الاثيوبيين عند السودانيين بالرغم من نظرتهم لحكومة الجنرال نميري وقتها بالشموليه، وقد بلغت التوترات ذروتها في عهد الإنقاذ البائد عام ١٩٩٥ وذلك عند محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في أديس أبابا من قبل جهاز الأمن السوداني وقتها، مما اعتبرته أديس محاولة لانتهاك سيادتها الوطنيه، وكانت كل الخيوط تشير إلى تورط النظام السوداني في تلك المحاوله التي دفع ثمنها الشعب السوداني، وقد تعاملت كل من القاهره واديس بردود الأفعال مما دفع مصر إلى التوغل داخل أراضي السودان واحتلال كل من حلايب وشلاتين إلى يومنا هذا، ولم تتحرك الخرطوم خطوه تجاه احتلال جزء من أراضيها غير اللجوء لمجلس الأمن ورفع شكوي للأمم المتحده بهذه الواقعه وظلت تجدد الدعوى سنويا من غير مخرجات واضحه، ويمكن أن نرد ذلك لعزلة الإنقاذ وقتها، وكذلك توسعت أديس أبابا وتوغلت داخل أراضي السودان واحتلت الفشقه وعملت علي سياسة الأمر الواقع ووضع اليد واستفادت من تلك المنطقه الخصبه وعملت علي زراعتها.

وعادت التوترات مجددا بعد تفكير أديس في بناء سد الالفيه اومايعرف الآن بسد النهضه في عام ٢٠١١ وأوضحت السبب من إنشائه لكل من السودان ومصر باعتبارهما دولتي مصب، وهذه الخطوه دفعت القاهره لاستقطاب الخرطوم بجانبها في أي عمليه تفاوضيه والعمل علي إقناع الخرطوم بما يحيق بها من أضرار جراء قيام هذا السد، ومصر في رؤيتها الاستراتيجيه تعتبر قيام السد مهدد لأمنها المائي ونقصان حصتها من مياه النيل، وسعت بكل الوسائل لعرقلة فكرة قيام سد النهضه وبعد تدخلات إقليميه ودوليه وبات قيام السد أمر واقع ذهبت القاهره باتجاه إطالة أمد التفاوض وكيفية مل السد واقنعت الخرطوم بذلك،

واذكر أنني استمعت لحوار للمفكر والباحث السوداني د/ النور حمد علي قناة سودانيه ٢٤ معددا فيه فوائد سد النهضه للسودان وأولها سيكون مستوى مياه النيل ثابت طول العام وهذا بدوره يجعلنا أن نزرع أكثر من موسم زراعي واحد في العام، وقد ذكر أن السودان وقع في الشرك المصري في مايتعلق بسد النهضه وراجعا بذاكرته للوراء من بناءالسد العالي لصالح ولم يستفد منه السودان شيئا.

وهذه شهاده من عشرات الدراسات التي أكدت فائدة السودان من قيام السد ويمكن شراء كهرباء رخيصه ونظيفه.

وبعد إسقاط البشير في أبريل ٢٠١٩ وتم تشكيل حكومة برئاسة د حمدوك ذهبنا في ذات الاتجاه ومحاولة مساندة مصر في موقفها التفاوضي بشأن ألمل، وانا هنا ليس لدي عداء شخصي مع مصر ولكن لايمكن أن نفرط في مصالح البلاد العليا لمصلحة دوله وشعب آخر نكن له كل الحب والتقدير، ودونما سابق إنذار أعلنت إثيوبيا الانتهاء من المرحله الثانيه من ملء السد، مما أثار حفيظة كل من مصر والسودان باعتبار أن هناك اتفاق موقع في ٢٠١٥ وتم خرقه.

وفي تقديري ماحدث بالأمس من لتصفية جنود سودانيين من قبل الجيش الإثيوبي (حسب رواية الحكومه السودانيه) أن صحت تعتبر خرقا للقوانين الدوليه ويمكن الرد عليها دونما إثارة توترات تذهب باتجاه التصعيد، وبينما تقول الحكومه الإثيوبيه بأن ماقامو بالفعل هم مجموعات ليست تابعه للجيش الإثيوبي ولكن في كل الحالات لايعفي إثيوبيا من تحمل المسؤليه وذلك لحدوث الجريمه داخل أراضيها، ومحاولة التصعيد هذه لاتخدم غرض لكل من الطرفين، الا اذاكانت هناك نيه لطرف يحاول تماسك نفسه بها من خلال تضخيم الفعل، افتعال الأزمات وارد حتى من أطراف خارجيه، وعليه يجب العوده الى المسار الديمقراطي والإسراع في إنهاء الانقلاب وتشكيل حكومه مدنيه تعمل لإيجاد حلول لكل الملفات العالقة في الاقتصاد اولا والعلاقات الخارجيه ثانيا وباسرع مايمكن.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد