صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الثوار حسموها يا عسكوري..!!

21

بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي

الثوار حسموها يا عسكوري..!!

لم يرجع ثوار مسيرة الخميس 21/ أكتوبر إلى منازلهم، حتى اطمأنوا لوصول رسالتهم القوية الحاسمة إلى شركاء الحُكم (عسكر ومدنيين) ودخلت بلا استئذان إلى مجلس السيادة، كلماتها قليلة عميقة، يا من ظننتُم أن نار الثورة قد خمدت، ها نحن اليوم نُريكم لهيبها، وشرارها المُلتهِب المُتطاير في سماوات السودان، يدُل كُل صاحب بصيرة على أنّها حيّة وستظل مُشتعلة لتحرق كُل من يقترب منها لإخماد جذوتها، فلا تغرنّكم السلطة وتُنسيكُم من حملوكم على ظهورهم وجاءوا بكم إلى مقاعدٍ لم تحلموا يوماً بالجلوس عليها، لقد خرجنا للطُرقات وقطعنا الطريق أمام أي طامح طامع في الاستئثار لوحده بسُلطة الشعب.

لم يخفي السيد رئيس الوزراء اعترافه بقوة الشارع وقد رأى الملايين من السودانيات والسودانيين الذين خرجوا اليوم في كل مُدُن وأرياف البلاد، ودول المهجر، ليؤكدوا تمسكهم بالتحول المدني الديموقراطي وشعار ثورة ديسمبر (حرية سلام وعدالة والمدنية خيار الشعب).وقال في خطاب له عقب الحشود التي خرجت دعماّ للحكم المدني لقد أثبت وجدّد الشعب السوداني اليوم تمسكه بالسلمية، والتزامه بالسير في درب الحرية والديموقراطية والتحول المدني الديموقراطي، ولقد أسمعت الجماهير (صوتها) وأوصلت (رسالتها) بأن لا تراجع عن أهداف الثورة، ولا مجال للردّة عنها.

الآن تجلّى الأمر واتضحت الصورة لمن به عمش، وقد شاهدوا بأعينهم حشود أهل الثورة الهادرة فإنهم لم يزهدوا في ثورتهم بعد، وأنّ الثمن الذي دفعوه لأجلها كان غالياً جداً ودماء من ضحوا بأرواحهم رخيصة لم تجف بعد، عليه نقول للذين كانوا سبباً في عرقلة مسيرة الثورة حتى لا تبلغ غاياتها أن يعيدوا قراءة الرسالة بتمعّنٍ مرة ومرات ليفهموا مغزاها العميق، وننتظِر منهم الخروج علينا للاعتراف بشجاعة عن جملة الاخطاء التي ارتكبوها إن (كان) من بينهم من يحمل في داخله شيء من إحساس، لا نستثني منهم أحدا (عسكر ومدنيين وحركات مسلحة) وعليهم المُسارعة في الاعتذار للشعب السوداني عن ما فعلوه بثورته، قبل أن يبتلعهم المد الجماهيري الكثيف المُخيف، وقبل أن تحرِقهم نيران الثورة المُتقدة، وتحيلهم إلى رمادٍ تذروه رياح التغيير العنيفة.

اتهم علي عسكوري، الناطق الرسمي باسم قوى الحرية والتغيير واعتصام القصر الجمهوري، الأحزاب المسيطرة على قحت الآن” بأنهم يحاولون تمديد الفترة الانتقالية، حيث يتحدث بعضهم عن مد الفترة الانتقالية إلى 10 سنوات والبعض الآخر يتحدث عن 15 سنة، لأنّ هذه المجموعة هى أحزاب صغيرة ليس لها وجود في الشارع، لذلك ترى أن من مصلحتها استمرار المرحلة الانتقالية إلى أطول فترة ممكنة حتى يتسنى لهم تمكين أعضائهم.

نقول لعسكوري دعهم يحلموا، واذهب أنت ومن يُشاركونك الاعتصام للبحث عن مطية أخرى تمتطونها للوصول للسلطة فقد حسم الثوار الأمر واوصدوا كُل الطرق المؤدية إليها.

ومالك المُلك أكبر من الجميع.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد