صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الثورة في خدمة البنك الدولي

8

———-

ما وراء الكلمات _ طه مدثر

الثورة في خدمة البنك الدولي

(0)

عندما تعثر فجأة على ثورة واقعة في طرف الشارع، فهل تتلفت ذات اليمين وذات الشمال، وتتأكد أن الشارع ليس به كاميرات مراقبة، ولا تجد أحداً من الناس يلقي لك بالا، فإنك ستأخذ الثورة وتضعها في جببك الخلفي، وتمضي في طريقك، ام أنك ستأخذ الثورة إلى أقرب قسم شرطة وتسلمهم الثورة، حتى يأتي صاحبها ويستلمها، مع الأخذ في الاعتبار بأن لك عشرة في المائة، حق كفله لك القانون، ام أنك ستأخذ الثورة، وتدخل بها إلى الجامع الكبير، وتنبه المصلين بأن من فقد ثورته ، وتبين شكلها ووصفها، ومن يثبت أنها حقته، فعليه أن يستلمها من إمام المسجد.

(1)

وأخطر مايواجه البلاد في المرحلة المقبلة، ليس قلة إعداد المنتخب الوطني للسيدات ومشاركته في البطولة العربية بالقاهرة، وأيضاً ليس الخطر في عدد الهزائم والأهداف التي قد تلحق به، ولكن أخطر مايواجه البلاد في المرحلة المقبلة، هي روشتات البنك الدولي، التي لا نرى أن لها نقطة ختام، فكلما قلنا، ان هذه آخر روشتة يصرفها لنا البنك ، وبعد ذلك نعود دولة سوية ، دولة كاملة الدسم، كاملة الصلاحيات، تأخذ وتعطي، تشارك وتحاور، في المحافل الدولية، ولكن يرتد البصر خاسئا وهو حسير، فتظهر نقطة أو نقاط جديدة، علينا تنفيذها والعمل بها.

(2)

فقد قال السيد وزير المالية، دكتور جبريل ابراهيم، إن البنك الدولي، طلب منهم مطالب جديدة، منها اصلاحات في البنك المركزي، ووزارة المالية، والنظام الضريبي، ورفع الدعم عن سلع أخرى، فرد عليهم السيد الوزير، فيما معناه (ان البلاد والمواطنين ليسو على استعداد في الوقت الحالي، وفي مثل ظروفهم الصعبة هذه وأوضاعهم المعيشية المتردية والنطيحة والفطيسة، لتقبل هذه الإصلاحات الاقتصادية الجديدة، وحقو ومفروض البنك الدولي، يعطي المواطنين فرصة حتى يتعافوا قليلاً، من صدمات رفع الدعم عن الوقود ورفع فاتورة الكهرباء وتوحيد سعر الصرف، ورفع الدولار الجمركي.. الخ، فالناس يحتاجون إلى فترة نقاهة، وراحة، حتى يستردوا بعض أنفاسهم وبعض من عافيتهم، على أن تقوم الحكومة بتنفيذ باقي روشتة البنك الدولي، في وقت لاحق).

(3)

 هكذا أو شبه لى أن الحكومة لابد انها ستمضي الى نهاية الشوط، وتستجيب لكل شروط البنك الدولي، وشعارها (البتبلبل بعوم) وماذا يضير الشاه بعد( بل) حبلها..؟

(4)

وقد قرأت لك، قصة ذلك القائد الكبير، الذي خاض كثيراً من المعارك، فحقق كثيراً من الانتصارات، وقليل من الهزائم، وفي آخر معركة خاضها وانتصر فيها، وبعد ذلك الانتصار، جلس مع أركان حربه، و حصروا الخسائر، البشرية تحديداً، التي تكبدوها من هذه المعركة، ، فوجدها خسائر كبيرة جداً، فقال للقادة، : انتصار آخر، ونصبح في عداد المفقودين!!

(5)

وبذات المنطق، فان استجابة أخرى، فورية وسربعة، للبنك الدولي، وسيصبح الشعب السوداني في عداد المنقرضين، وليس في عداد المفقودين!!أما ثورتك فعليك أن تبحث عن من أخذها؟، ، فلولا هذه الثورة المباركة، ماكان للبنك الدولي، ان ينال ديونه من السودان، وعلى البنك الدولي ان يعمل على ان يكون في خدمة الثورة، وليس مانراه اليوم، من أن الثورة في خدمة البنك الدولي.

(6)

فثورة ديسمبر المباركة، هي ثورة بت قبايل وبت أصول وبت ناس عزاز بالحيل، ولم نعثر عليها في الشوارع، ولم تسقط من جيبنا، فلماذا تمارس عليها حكومة الفترة الانتقالية، (مجلس سيادي مجلس الوزراء مجلس شركاء) هذا العقوق؟ فالثورة من جاءت بهم، وستلفظهم، يوماً، وتبدد شملهم، وسيذكر التاريخ، انهم كانوا أدنى قامة من هامة الثورة العالية.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد