صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الحلا بله

5

الفاتح جبرا

 ساخر سبيل

الحلا بله

لم نكن نرجم بالغيب أو نزيح ستر المستقبل عندما قلنا منذ البدء بأن هذا المجلس العسكري هو صناعة (كيزانية) مية المية وإنه إمتداد (بالوكالة) لنظام الإنقاذ البغيض الذي لم يكن ليضطر لهذه المسرحية البايخة لولا حالة الغضب العارم والإنعتاق الحقيقي الذي رأها رأي العين وهويرى الجموع المليونية تنادي بالسقوط الذي تعقبه محاسبة !
ولما كانت هنالك مطلوبات لابد للمجلس العسكري الإنتقالي القيام بها فقد وجد القوم إنفسهم في ورطة أولها مكان (الرئيس المخلوع) والذي تم التعامل معه كأحد الأسرار غير القابلة للتصريح متعللين أنه في مكان (آمن) ثم ما أن كثرت الهمهمات حتى تغير التصريح إلى (سجن كوبر) حيث لا يوجد حتى اللحظة دليلا واحداً على وجوده هنالك غير (حليفة) ضابط السجن ذاك (باليقطعو) بان (المخلوع) يقبع هنالك !
ولما كانت إحدى المطلوبات أيضاً القبض على رموز النظام من اللصوص والحرامية فقد وجد المجلس نفسه محرجاً (يقبض منو ويخلي منو) كما أن (حكاية القبض) دي ليست مما أتفق عليه (مع الجماعة) فقام المجلس على حياء بالإعلان عن القبض على بعض الشخصيات التي إتضح فيما بعد إنو (لا قبضوها ولا حاجة) ثم لم يتطرق المجلس لمسالة (الرموز والفساد) مرة أخرى (وخلاها عديل كده) !
وإن أردت عزيزي القارئ مزيدا من التأكد عن (وكالة) المجلس للنظام البائد فعليك بمؤتمرات المؤتمر الوطني التي تحجز لها القاعات و(شقيقه في الرضاع) المؤتمر الشعبي الذي يتنقل (أمينه العام) كما النحلة بين الفضائيات ، وإن أردت المزيد فدونك إمتلاء صحف (النظام) الفاسد بذات غثاء الأقلام الصدئة التي تنهش في الثورة والثواروتحرض على (العنف) وما مقال (الخال الرئاسي) الذي شكر فيه المجلس بغزو (كولومبيا) مطالبا أياه وراجياً المزيد (أي مكان الإعتصام) … إلا مؤكداً لحديثنا هذا وقد إستجاب (المجلس) إلى طلبه بأسرع ما تيسر (مبسوط كده يا خال) ؟!
لا لم يسقط النظام السابق .. هو يعمل حتى الآن وفي كفاءة يحسد عليها وفي كل الجبهات، أرأيت ماذا يعرض تلفزيون السودان المملوك لهذا الشعب ؟ وكذلك بقية القنوات المشاركة فيها الدولة؟ أدر أي محطة الآن لتعلم أن جميعها تعمل على بث البرامج التي تشوه صورة الثوار وتشكك في (وطنية) قوى الحرية والتغيير .. فتأمل !

ثم ألا يكفي هذا المجلس (الوكيل) إعادته لكافة نقابات (الإنقاذ) غير الشرعية بكوادرها التي تقوم بتجهيز قوائم المشاركين في العصيان من أجل فصلهم عن العمل؟ كما يحسب عليه الإبقاء في الوزارات والمؤسسات والشركات الحكومية والبنوك على أولئك الذين كانوا رمزاً للمحسوبية والفساد والقفز بالزانة ؟
وجاء اليوم الذي سقطت عن المجلس (الوكيل) ورقة التوت ليقف أمام العالم (كما خلقتني) وهو يقوم بحصد أرواح أبنائنا حصداً فيما عرف بمذبحة القيادة مستخدماً الأسلحة الأتوماتيكية المتطورة من (دوشكات) وخلافه ناشراً الالاف من المسلحين في ساحة الإعتصام السلمي منتهكين للأرواح والأعراض كإحدى أبشع مجازر (القرن) ليؤكد تماماً أنه (وكيل للإنقاذ) يقتص لها ممن أزاحوها من الثوار الأبرار فيفتك بالعشرات منهم قتلاً ويرمي بمثلهم ويزيد في النيل مقيدي اليدين وعلى أرجلهم (أثقال) هذا غير مئات حالات الجرحى الإغتصاب !
خذوها مني .. لن يقبل المجلس العسكري بأي حلول لا تتضمن وتضمن عدم محاسبة رموزالنظام السابق وربما عودة (النظام ذاااتو) في صورة أخرى ، ولن تتم محاسبة (واحد) من مرتكبي مذبحة القيادة أو (أي فساد) وسوف يستمر هذه (الكذب) و(النجر) حتى يتفتق ذهن (القوم) الذين يخططون خلف الكواليس عن (لعبة أخرى) ربما تكون في الغالب (إنقلاب) وكده !
كسرة :
يحلنا الحلا بله !
كسرة ثابتة :
لن يفلت القتلة والفاسدين من العقاب …

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد