صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

السلطة الأبدية بالفتوى المالكية…!!

15

—————

بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي

السلطة الأبدية بالفتوى المالكية…!!

لم أشك مُطلقاً في ردود الفريق أول جلال الدين الشيخ الطيب على أسئلة حواره مع الزميلة الانتباهة ، وما دعاني لتصديقي المُطلق لحديثه أنّي لم أعهد فيه الكذب قط وجذور العلاقة (الأسرية) بيننا عميقة جدا ، ولم تُسجِّل هذه العلاقة الممتدة للرجُل مع الجميع موقفاً واحداً يضعونه به في خانة الكذّابين ، واختلاف البعض من أهل المنطقة معه في مواقفه السياسية لم يجعله (يوماً) عُرضة لاتهامهم له بالكذب أو بأي مذمة أخرى ، ولسنا في مقام الحديث عنه والإشادة به (هُنا) ولكن لنُثبِّت بأنّ شهادة الفريق جلال هي مُستند إدانة لرئيس (أناني) أراد أن يبقى رئيساً إلى (الأبد) في وطنٍ صيرتّه عنترياته وسياساته الخاطئة حُطاما.

يقيني بأنّ الإنسان جُبِل على حُب النفس والتملُّك المُطلق للأشياء وهذه غريزة لم يستثني فيها المولى عبداً من عباده إلّا الخُلص ممن أوضع الله في قلوبهم طُمأنينة ويقين ، وخِفاف العُقول قد يدفعهم البعض (للتأليه) ودونكم ما فعله هامان وزمرته في فرعون موسى وقد استخفّوا بعقله وصيّروه إلهاً يسخر من إله موسى المُتخفّي عن الأنظار بل وفي مكانة (الرب الأعلى) وضع نفسه ، والتاريخ جاءنا بحكاياتٍ وقصص عن زعماء وملوك ورؤساء طغوا وتجبّروا وظنُوا أنّ المُلك لهم ولايجب أن يُنازعهم فيه عامة الناس ، وأكثرهم من عامة الناس كانوا والبشير أحدهم ولم يكُن بأفضل حالاً منهم، وظنّ كما ظنّوا بأنّ رحم حواء لم ولن ينجب سواه.

لكن أن يصل به الحال ويدفعه الغرور إلى مقتل ثلث الشعب يعني أكثر من (15) مليون سوداني يجب أن يموتوا ليبقى هو حيّاً يستمتع بملذات الحُكم الأبدي فهذا ما لا يجب أن يُسامحه عليه الشعب ، وفي الحقيقة من يعدم (28) من رفاقه الضباط في شهر رمضان ويدفن بعضهم أحياء في أول عهده لن يتواني عن قتل الشعب كله في سبيل أن لا ينهار عرش مملكته ، أخذنا (بعض) الظن الحسن في المخلوع بأنّ البعض افترى عليه هذا الحديث ونسب إليه تلك الفتوى (المالكية) ، وسألنا أنفسنا ما بين مُصدق ومُكذِّب.

أيُعقل لمن ظلّ يستشهد بالقرآن ويتلو علينا أياته في كُلِ منبرٍ أن يفعل فينا هذا ..؟

بالخبر اليقين جاءنا الفريق جلال الشيخ ليؤكد لنا صدق الرواية بأنّ قائد قادة المشروع الحضاري قد عزم على التضحية بثُلثِ الشعب لا سيّما أولئك العُصاة الذين رابطوا أمام القيادة وسدوا عليه وعلى قادة نظامه المداخل والمخارج ، والذين ليس من بينهم (بالطبع) أحد من عشيرته الأقربين حتى يتحسّر على قتله ، من يُفكِّر هكذا الاصلاحية وحدها لن تُفيده في شئ ولن تُعيد إليه توازنه ليعترف لنا عن جرائمه (الكُثر) التي ارتكبها ضد هذا الشعب ، وعند الله بلاشك تجتمع الخُصوم.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد