صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

السودان..بين سد النهضة ونهضة السد..

19

مــذاق الحــروف

عمادالدين عمر الحسن
السودان..بين سد النهضة ونهضة السد..

فهم مغلوط يسود الرأي العام بالشارع المصري ، وانطباع غير صحيح عن موقف السودان تجاه مشروع سد النهضة الذي تنوي الحكومة الاثيوبية إنشائه علي النيل بل وتصر عليه ، حيث يعتقد الاخوة المصريين – علي المستويين الرسمي والشعبي – أن الموقف السوداني يميل بعض الشئ الي الجانب الاثيوبي ، وهم يستنكرون هذا الموقف معتبرين أن عواملا كثيرة يفترض فيها أن تقود السودان لكي يقف حيث يري الجانب المصري دون اعتبار لمصالحه وما سيترتب من اثار علي الاراضي السودانية من انشاء هذا السد ، غير أن العوامل التي يدفع بها الجانب المصري تبني في الاساس علي العاطفة ومبادئ حسن الجوار والعلاقات الثنائية ، وهي لغة لاننكر أهميتها لكن دون اغفال المصلحة القومية للوطن السودان ، أو علي الاقل للجانبين دون أضرار .
السودان له تجربة سابقة حدثت عند انشاء السد العالي جنوب مصر وقد تضرر منها أشد الضرر وكلفته تهجير مدن كاملة وإغراق اراضي زراعية بمساحات شاسعة ولم يجن من كل ذلك فوائدا تعادل حجم الخسائر التي تعرض لها لا من حيث حصته من المياه ولا من الكهرباء المنتجة ، ولا من أي ناحية اخري ، وهي تجربة لابد أن يتم استصحابها والاستفادة منها عند الدخول في مفاوضات السد الجديد .
لا ينبغي لاي جهة مهما كانت أن تفرض علي السودان موقفا معينا لا يراعي مصالحه ، ولا أن تحجر عليه رأيا يصب في إتجاه لا يتوافق مع أراء بعض الاطراف الاخري ، فالسودان دولة مستقلة يحق له أن يقف حيث توجد مصالحه ، خاصة وهو يتمتع في الوقت الحالي بحكومة مدنية جاءت بعد نجاح ثورة عظيمة تقف علي مصالحه ومصالح شعبه ، وليس ذنبا لها أن تلك المصالح تقاطعت مع مصلحة دولة اخري اتخذت ذات المواقف .
السدود تبني في الاساس للمساعدة في نهضة الدول وليس لالحاق الضرر بها ، لذلك فمن الطبيعي أن تتصدر لغة المصلحة النقاط التي سيثيرها الوفد السوداني المشارك في مفاوضات امريكا المتعلقة بانشاء السد والتي تضم وفود الدول الثلاث المعنية بانشاءه وهي السودان ومصر واثيوبيا .
أكبر الفوائد التي ينتظرها السودانيون من مشروع السد المساعدة في حل مشاكل الكهرباء المزمنة بالبلاد ، حيث ينتظر أن يوفر السد الكهرباء للسودان بتكلفة تقل كثيرا عن تكلفة انشاء محطات محلية اضافية ، فضلا عن أنه يسهم في وفرة هذه السلعة المهمة .
كذلك فمن المنتظر أن يسهم السد في حجز كميات الطمي التي كانت تملأء بحيرات التخزين خلف السدود السودانية المقامة اصلا علي النيل مثل خزان سنار أو خزان جبل اولياء وخلافه ، بالاضافة الي حوالي 18 مليار متر مكعب من المياه نصيبا غير منقوص .

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد