صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الشرق المؤامرة والخذلان !! 

9

أطياف 

صباح محمد الحسن

صباح محمد الحسن 

الشرق المؤامرة والخذلان !! 

كشفت احداث بورتسودان عن ضعف عميق وهشاشة كبيرة تعاني منها قواتنا الأمنية وان أجة الصراع وبواطنه يمكن ان يمس هيبة القوات الأمنية ويجعل قادتها على تخوم اللوم والتقصير ، بعد ان أظهرتهم بمظهر هزيل امام برك الدماء والأرواح التي زُهقت ، أؤلئك الذين فرطوا في أمن المواطن وحولوا شرقنا الحبيب الى ساحة إقتتال لاسباب ودواعي رجعية.

صراع علت فيه اصوات القبلية وتلاشت معه كل المعاني العظيمة للوطنية، تلك القبلية التي كنا نظن أننا تخطينا عثراتها وغسلنا سوادها بالثورة وأنرنا ظلمتها بالوعي ولكن هاهي الايام تثبت ان مرض العنصرية والقبلية العضال يسكن فينا كداء خبيث لتأتي أحداث العنف القبلي هذه في شرقنا الحبيب لتثبت ان مخطط إجهاض الثورة يسير بنا نحو الهاوية ، التي نقف الآن على حافتها صراع على عين قوات الجيش والامن والشرطة والدعم السريع كل هذه القوات وقفت بعيدا حتى ارتوت الارض من دماء الشهداء من ابناء الوطن الواحد ، وبالرغم من ثمة جهات معروفة ومعلومة تسعى لإشعال فتيل الفتنة القبلية والعرقية وتعمل لإحداث شرخ إجتماعي الا ان المسؤولية تقع على عاتق تلك القوات التي سرقتها السياسة واسكرها بريق السلطة ، وشغلت نفسها بالمركز والعاصمة الخرطوم وأهملت الولايات وظنت ان الخرطوم هي السودان فجعلت قواتها تتكيء تحت ظل العمارات وانشغل القادة بتلميع صورهم في الاعلام وأصبحت الكاميرات تتبع الكباشي في زياراته الاجتماعية الجوفاء التي في باطنها السياسية ، واضافت القنوات اضاءة جديده لاستديوهاتها حتى يخرج حميدتي للناس بصورة وهيئة أخرى لتبقى قوى الحرية والتغير هائمة ونائمة على ريش نعامها والبلاد تشتعل في نار الفتنة ويطل الخوف من نوافذها كل ليلة ليعلو الصراخ بعد موت الشهداء لتفقد المدينة خيرة شبابها.

وتتحرك قوات الدعم السريع بقوة تصفها الأخبار بالضخمة بعد ( خراب سوبا ) وتستيقظ الشرطة وفجأة يتحسس قادة القوات الأمنية مواقعهم الشاغره ليجدوا انهم وصلوا بعد الأسف والدموع والدماء وبورتسودان تتوشح ثوب الحداد كأم ترى امام أعينها ابنها يقتل شقيقه ليبقى القاتل والمقتول يحتلان في دواخلها نفس مواطن الحرقة والوجع.

ومن الذي يعمل على خلق الفراغ الأمني والفوضى وتقويض الانتقال الديمقراطي ، جهات تعمل ليل نهار لتحول السودان الي بلد يعيش الاحتراب غصباً عنه ولكن من الذي سمح لهذه الجهات ان تتمدد ، وتنتقل من تهريب المواد الغذائية الي تخريب الأرواح ، من الذي سمح لها ان تترك التجارة في الذهب والدولار لتتاجر في الشباب وتفتح لهم ابواب العمل في سوق العنصرية والقبلية حد الموت ، من الذي جعلهم يتركوا حرب الإشاعة على منصات السوشيال ميديا ليتحولوا الى صناع حرب داخل الأحياء ليرحل الالم من العالم الافتراضي ببث روح الرعب والخوف الي عالم الواقع الذي يبقى فيه الموت خيار واحد لا نظير له .

لذلك يجب على السلطة الانتقالية ان تعمل جاهده لفرض هيبة الدولة ، والعمل على استتباب الأمن ، واعلاء صوت الوطن الواحد ونبذ القبلية والعنصرية وان تقوم لجان المقاومة في الأحياء بنشر ثقافة التسامح والتعاضد وبث روح التآخي بين ابناء المدنية ، والتذكير بأن الثورة لم تأت لإراقة مزيدا من الدماء ، والسعي الجاد لإخماد نار الفتنه وتفويت الفرصة على المتربصين بنسيج الوحدة ومجابهة وحماية الثورة والبلاد والمواطن ، ولتعود القوات الأمنية المشتركة الي أماكنها الطبيعية حتى نستطيع ان نتقبل عبارة مكرره ( نحن هنا لحماية المواطن وحفظ امنه وسلامته ) فإن كنتم فعلاً لحمايته وأمنه إذا بربكم ما الذي حدث في بورتسودان اين كنتم عندما خططت الجهات المضادة للثورة وللحكومة الانتقاليه لكل هذا ، أين كنتم تراقبون أسعار الذهب والدولار كهمٍ خاص يشغلكم عن العام ام كان البعض منكم يهمس خبثاً في دعوة شواء لحماية ذات الفلول التي جعلت وبورتسودان الجميلة تعاني حرب المؤامرة منهم وتتوشح ملافح الخذلان منكم !!!

طيف أخير :

وللقارئ دائماً العذر كل ما ضرب الغياب خيامه وأجبرنا على النُزل.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد