صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الطرف الثالث أم الأطراف الموازية ؟..

8

القراية ام دق

بقلم محمد عبد الماجد

الطرف الثالث أم الأطراف الموازية ؟..

(1)
· قد يكون من منطلق (دبلوماسي)، او (سياسي) بحت علينا ان نسلّم بوجود (الطرف الثالث) في احداث القتل التى اصبحت طابعاً لكل الاحتجاجات والمظاهرات السلمية في البلاد.
· شماعة (الطرف الثالث) قد تكون هي التى سوف تقودنا الى الطريق الصحيح.. نفعل ذلك وان كنا كارهين.
· علينا ان نركن لذلك (مجبر اخاك لا بطل)، ولو من باب اننا ليس امامنا خيار (اسلم) من هذا. لأن تحميل (الطرف الثالث) الخروقات التى تتم في التعامل مع المظاهرات السلمية التى تحدث في مدن السودان المختلفة يجعلنا ولو مؤقتاً نوّمن استمرارية (التفاوض) بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير، رغم أن أطرافاً كثيرة اصبحت على قناعة تامة بأنه لا جدوى من تلك المفاوضات.
· سوف نعمل الآن بحكمة اعمى المعرة (ولمّا رأيتُ الجهلَ في الناس فاشياً تجـاهلتُ حتى قيـل أني جـاهـلُ)، فقد نصل بعد ذلك للإجابة الصحيحة.
· والجهل في هذا الموقف (حكمة) …ليس جبناً ولا موارية.
(2)
· الاكيد اننا الآن نقدم من الشهداء اكثر مما كنا نقدمهم قبل سقوط النظام السابق. والواضح ان عدد الشهداء الآن ارتفع واصبح اكثر مما كان، قبل أن يكون بين الطرفين المجلس العسكري وقوى اعلان الحرية والتغيير حوار ومفاوضات.
· لكن مع ذلك نحن على قناعة تامة بأن ثمن (السلام) اغلى من (الحرب)، وأن (الحوار) نفسه يستوجب الكثير من التضحيات والصمود بصورة أكبر من لو أن الوضع وضع (حروبات).
· علينا أن نعلم ذلك ــ لن نصل الى (السلام) ولن يتحقق لنا إلّا بالمزيد من التضحيات والتنازلات.
· نأسف أن نقول إننا نقدم في (السلام) عدداً كبيراً من الشهداء لا نقدمهم حتى ونحن في حالة (الحرب).
· هذا جزاء (السلمية) التى يلتزم بها الشعب السوداني، وهي فواتير كتبت على هذا الشعب، وهي من دون شك سوف توصلنا الى النتائج المنتظرة والمدنية الحلم.
· الالتزام بالسلمية هو طريقنا الى ما نحلم به.
· لا نقصد أن نقلل من قيمة (السلمية) ولا ندعو للانفكاك منها، ولكن نقول إن فواتير (السلمية) اعلى من فواتير الحرب والقتل والفوضى.
· الأمر يحتاج للمزيد من الصبر والحكمة ــ العبارات الفضفاضة، والشعارات البراقة لن تقودنا إلّا للضياع والتهلكة.
· علينا أن نعلم أن الثورة مازالت في حاجة للمزيد من التضحيات والتنازلات ــ الأمر ليس كما هو بين طرفي التفاوض الآن ــ الأمر اكبر من حسبة للكراسي والمناصب والوزارات.
(3)
· الطرف الثالث الذي ترد اليه تلك الخروقات، قد نكون نحن كلنا جزءاً منه ــ احياناً كثيرة نشعر بأننا شركاء في هذا الجرم الذي يحدث الآن.
· هؤلاء الشهداء الذين ظلوا يسقطون توالياً.. نحن كلنا نسأل منهم وعنهم ــ هم خرجوا من اجلنا .. هم ماتوا من اجل الوطن.
· قد يكون كل (نصيبنا) من ذلك أننا دفعناهم الى ذلك المصير بصدور مفتوحة.
· دفعناهم الى ذلك (الجحيم) ليحصد (الرصاص) رؤوسهم الشامخة، ويسقطون مضمخين بدمائهم، وهم في مقتبل العمر.. بعضهم لم يكمل مرحلة الأساس .. وبعضهم مات و (حنة) عرسه مازالت في أظفار يديه.
· نحن مسؤولون عن ذلك، اما المجلس العسكري وقوى اعلان الحرية والتغيير فهما اللذان يتفاوضان على حساب تلك (الجثث).
· لذا علينا أن نعلم اننا طرف من (الطرف الثالث)، فليس من المعقول ولا المنطق ان يخرج الطرف الثالث من فراغ، حتى وان قصدنا كتائب الظل ومليشيات النظام السابق التى تعتبر امتداداً لمليشيات النظام الجديد.
· حكاية (مندسين) و (قناصة) لا تعفي المجلس العسكري ولا تعفي كذلك قوى إعلان الحرية والتغيير ولا تعفينا نحن كذلك.
· أن يعلق (القتل) هذا على بنادق (المندسين) فإن ذلك هو الذنب الاقبح من القتل … كيف لدولة محترمة أن يفعل فيها (المندسون) كل ذلك؟
· وهيّت لنا ان نقول ان هذا هو النظام السابق وان كتائب ظله هى التى ترتكب هذه المجازر، وقد كان النظام السابق يفعل فينا ذلك على امتداد (30) عاماً في دارفور وجبال النوبة وجنوب كردفان .. في الشرق وفي نهر النيل نهاراً جهاراً.
(4)
· حتى نختصر الأمر ونحل المعضلة، نقول ان الخطورة الآن في الاجسام الموازية …الأجسام التى خلقها النظام السابق لكل الثوابت والهياكل التى يفترض ان تكون متوحدة.
· هناك اطراف موازية للجيش وللدولة وللبرلمان وللدبلوماسية.
· هناك اطراف موازية في الصحة وفي التعليم.
· النظام السابق حتى المعارضة خلق لها جسماً موازياً سماه (احزاب الحوار الوطني).
· علينا ان نواجه المشكلات بمسمياتها الحقيقية ان كنا نقصد العلاج الناجع.
· قد يكون كما اشرت سلفاً اننا لدواعٍ امنية ومن اجل الحفاظ على سلمية الثورة، علينا ان نقبل في هذا التوقيت الحرج بـ (الطرف الثالث)، كسبب اساسي ورئيسي في كل احداث (الدم) التى تجتاح البلاد.
· ليس امامنا طريق غير ذلك ــ على الأقل في هذا التوقيت العصيب.
· مع ان صورة الشهداء وهم غارقون في دمائهم، تشعرنا بالنقص والضعف والهوان.
· نصبر إلى حين.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد