صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الطيب مصطفى يكتب : عندما يحشر الوسيط الاثيوبي أنفه في ما لا يعنيه!

12

لا يخالجني ادنى شك ان التدخل الاجنبي المساند لقوى الحرية والتغيير (قحت) سواء من جانب الايقاد ممثلة برئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد او الترويكا بقيادة امريكا لم يتصاعد الا بعد سقوط آخر كروت الضغط التي ظلت قحت تستخدمها للحصول على تنازلات من المجلس العسكري واعني بها تحديداً ميدان الاعتصام ثم العصيان المدني.زفرات حرى > لا يخالجني ادنى شك ان التدخل الاجنبي المساند لقوى الحرية والتغيير (قحت) سواء من جانب الايقاد ممثلة برئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد او الترويكا بقيادة امريكا لم يتصاعد الا بعد سقوط آخر كروت الضغط التي ظلت قحت تستخدمها للحصول على تنازلات من المجلس العسكري واعني بها تحديداً ميدان الاعتصام ثم العصيان المدني.> اقول ذلك بين يدي حديث الوسيط الاثيوبي السفير محمود درير الذي اعلن عن ان المجلس العسكري وقحت سيعودان للتفاوض قريبا حول قضية تشكيل مجلس السيادة بل انه قال، وكانه نسي انه مجرد سفير ووسيط وليس الحاكم العام الاستعماري للسودان، قال إنه (لا عودة عما اتفق عليه بين المجلس العسكري وقحت) بما يعني ان الطرفين سيبدآن التفاوض من حيث انتهيا قبل توقف التفاوض اي ان ما اتفقا عليه حول مجلس الوزراء والبرلمان لا تراجع عنه! > اود بصفتي رئيسا لحزب سياسي بل لتحالف قوى2020 ان اعبر عن استنكاري وغضبي الشديد لما صدر من ذلك الوسيط الذي تجاوز حدوده وخرج على كل الاعراف الدبلوماسية وتدخل في ما لا يعنيه بل وتطاول على المجلس العسكري الحاكم في السودان والذي كان قد قرر الغاء ذلك الاتفاق الثنائي الاقصائي.> لقد شنت (تنسيقية القوى الوطنية) المكونة من عدد كبير من التحالفات السياسية التي يضم بعضها اكثر من ثلاثين حزبا والتي دشنت عملها اليوم خلال مؤتمر صحفي في فندق قراند هوليدى ..شنت هجوما كاسحا على الوسيط الاثيوبي وطلبت منه ان يتحرى الحياد ويقف على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية.> إذن فإن قحت، بعد ان استنفدت كل اسلحتها الداخلية التي تهاوت الواحدة تلو الاخرى خاصة سلاحها الاخير المتمثل في العصيان المدني، لم يعد لها من سبيل الا الاستنجاد بالخارج المعبأ لمصلحتها لاسباب معلومة وربما مجهولة!> ما يجعلني احذر من الدور الخارجي ان ابي احمد بعد زيارته الاخيرة، يعلم تماما ان هناك قوى سياسية وحركات مسلحة اخرى اكثر قوة وعددا من قحت، خاصة وانه قد قابلها واستمع الى رؤيتها ثم انه يعلم ان الاتفاق منح قحت اكثر من ثلثي مقاعد البرلمان بما يعني انها ستنفرد باغلبية مطلقة تتيح لها ان تتحكم في مصير السودان بل ودستوره وقوانينه بدكتاتورية اكثر استبدادا وطغيانا من النظام السابق وان ذلك فيه ظلم شنيع لمكونات سياسية كثيرة ومعتبرة وحركات مسلحة تتكئ على اتفاقيات ملزمة للدولة السودانية ورغم ذلك يدلي مندوبه بهذه التصريحات المنحازة لقحت التي استحوذت، عن طريق خطأ فادح اقر به المجلس العسكري، على حصة في السلطة لا تستحق اكثر من ثلثها والاهم من ذلك انه يعلم ان ذلك الاتفاق مفخخ وملغوم ولن يحقق سلاما ولا استقرارا انما سيفجر خلافات قد تعصف بامن السودان وتحيله الى خراب ودمار.> الكرة الآن في مرمى المجلس العسكري الذي اخشى ان يكرر خطأه الاول حين انفردت به قحت واضطرته الى اعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوداني.> اولا على المجلس العسكري الا يستجيب للضغوط الخارجية التي ترفع سلاح عدم الاعتراف به سيما من جانب الاتحاد الافريقي الذي عجز عن توقيع اي عقوبة على مصر بعد انقلابها الدموي الذي حصد في ليلة واحدة الاف القتلى والمصابين فضلا عن ان دولا مثل اريتريا ظلت رافضة للانضمام اليه لسنوات طويلة لانها لم تشعر باهميته كما ان المغرب انسحبت منه لعشرات السنين.> إذا كنت قد ركزت على خطر التدخل الخارجي في الخلافات السودانية الحالية فانني اود ان اذكر مرة اخرى بالدور السالب للاعلام الخليجي خاصة دور موقدة الفتنة وحمالة الحطب (قناة الجزيرة) التي اشهد انها لعبت ولا تزال دورا ربما هو الاقذر في مسيرة الثورة السودانية ويحزنني انها سقطت سقوطا مدويا، بسلوكها الميكافيلي المنحط، في امتحان المهنية والاخلاق فلطالما آزرناها وكتبنا عنها ونافحنا ودافعنا منذ نشاتها خاصة في اجتماعات اتحاد اذاعات الدول العربية عندما كنت جزءا منه.> والـله انه ليحزنني ان اشاهد قناة الجزيرة وهي تفقد مصداقيتها وتكذب وتتحرى الكذب في كل تغطياتها تقريبا منذ اندلاع الثورة السودانية خاصة في شان العصيان المدني الاخير الذي تصر على تصويره بالناجح رغم علم الشعب السوداني بفشله الذريع من اول يوم والذي اضطر منظميه الى رفعه اضطرارا تجنبا للحرج بالرغم من تهديدهم ووعيدهم انه لن يرفع الا بعد سقوط النظام!> كنت اتوقع ان يصدق رجل واحد من قيادات قحت ويقول انهم رفعوه لانه فشل سيما وأني لا احترم السياسي الكذاب ذلك ان الكذب يجرد صاحبه وحزبه من الحق في الترشح لنيل ثقة الجماهير ولكن ما اقذر السياسة وما اتفهها عندما يتجرد ممارسوها من الأخلاق؟!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد